بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1078 - 2005 / 1 / 14 - 10:17
المحور:
الادب والفن
هاينريش هاينه – ترجمة بهجت عباس
الآن إلى أين ؟ تأخذني القدمُ الغبـيّـةُ
بشغـفٍ إلى ألمـانيا;
ولكنَّ عقلـي بفطنـته يـهُـزّ ُ رأسي
كمـنْ يقـول:
حقّـاً إنَّ الحـربَ قد انتـهتْ،
ولكـنَّ قوانيـنَ الطَّـوارئِ لا تزال قائمةً،
ويُـقال، إنَّ كثـيراً ممّـا كتبتَ من قبـلُ
يجـعلك هـدفاً للرمـي.
إنَّ هذا لصحيحٌ، ولكـنْ ليس مُـريحـاً
أنْ أكـونَ هدفـاً للـرمـاة;
إنني لستُ بطـلاً،
وتُـعـوِزنـي مظاهـرُ الشّـُموخ.
بشَـغَفٍ أ ُحبّ ُ أنْ أذهب إلى إنجلتـرا،
إنْ لم يكـنْ ثمَّـةَ دخانُ الفحم والإنجليـز-
إنَّ رائحتَهـْم تجلبُ لي
التقـيّـؤَ والتشنّـُجاتِ.
تـواتيني الفكـرة أحياناً
أنْ أبحـرَ إلى أميـركا،
إلى حظيـرة الحـريّة الكبيـرة،
التي يقطـنـها أفظـاظ يؤمنـون بالمساواة.
ولكنْ يُـخيـفني وطـن ٌ،
يمضغ التبـغَ فيـه أ ُناسُـه،
يمارسون لعبةَ (البولينغ) من غير ملك،
ويبصـقـون من دون مِبصَـقةٍ.
روسيا، هذه الإمبراطوريـة الجميلـة،
ربمـا تجعلـني سعيـداً مُـنشرحـاً،
ولكنّـي في الشِّـتاء هنـاك
غيرُ قـادرٍ أنْ أتحمَّـلَ جَـلـدَ السَّـياط.
أ ُحـدِّق ُحـزينـاً في السَّـماء،
حيث تومـئ آلاف كثـر ٌ من النّجـوم-
ولكنّـي لا أستطيـع أنْ أرى نجمتـي الخاصّة
في أيِّ مكـانٍ هنـاك.
فلـربَّمـا تكـون ضاعتْ في شبكة المتـاهاتِ
الذَّهبيـة في السَّـماء،
مثـلـما تِـهتُ أنـا
في الفوضى الدّ ُنيـويـة.
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟