|
صفات الإنسان في القرآن الكريم
عادل بشير الصاري
الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 21:14
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
صفات الإنسان في القرآن الكريم هي : 1 ـ الكفر: أبرز صفات الإنسان ، وقد وردت خبرا عن الإنسان في ستة مواضع ، وجاءت جميعها في صيغة المبالغة ( كفور ـ كفار ) ، للدلالة على أن طبع الكفر متأصل في الإنسان حتى إن خالقه تعجب من إمعانه في الكفر فقال : ـ ( قُتل الإنسان ما أكفره ) عبس 17 2 ـ الجحود والنكران : ـ ( إن الإنسان لربه لكنود ) العاديات 6 صفة الكنود هي من جنس صفة الكفر ، فمعناها الجحود والعصيان ، وكذا الإنسان حين تحل به مصيبة يلقي في سره باللوم على ربه ، ويتناسى نعمه التي تفضل بها عليه . 3 ـ الفجور : ـ ( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ، يسأل أيان يوم القيامة ) القيامة 5 صفة الفجور أيضا من نتاج طبع الكفر والكنود ، فالإنسان الجاحد للإلوهية والربوبية يُكذِّب ما يراه أمامه من شواهد تؤكد أن هناك يوما يبعث فيه الناس من قبورهم ليحاسبوا على أفعالهم ، لذا هو يسأل مستهزئا عن موعد ذاك اليوم . 4 ـ الطغيان : ـ ( كلا إن الإنسان ليطغى ) العلق 6 طغيان الإنسان وبخاصة الشرقي سواء كان حاكما أو محكوما سلوك يمارسه الأفراد وتمارسه الجماعات ؛ ولا يحتاج إلى البرهنة عليه ، فلقد تربينا ـ نحن الشرقيين ـ على أن من يمتلك سلطة مادية أو معنوية أدبية يفرض رأيه ولو بالقوة على من لا حول له ولا قوة ، وهو ما يمكن ملاحظته في البيت والشارع والمدرسة والجامعة ومكان العمل . 5 ـ العجلة : ـ ( وكان الإنسان عجولا ) الإسراء 11 الاستعجال والخفة في تقدير الأمور هي من صفات الإنسان ، وهو ما نلمسه بوضوح لدى كثير من الأمم ، فالطليان واليونان والأتراك والعرب تظهر في سلوكيات كثير منهم الاستعجال الذي قد يصل إلى الرعونة والخفة والطيش ، ولم أر من العرب من استحكم فيهم طبع العجلة أكثر من بني وطني الليبيين ، فمن يراقب تصرفات الناس عندنا في الشارع العام سيلحظ بيسر التوتر والخفة ، وذلك بسبب أن كل منهم يريد أن ينهي عملين أو أكثر في توقيت واحد . 6 ـ الهلع : ـ ( إن الإنسان خلق هلوعا ) المعارج 19 . الهلع من المجهول والمستتر صفة لازمة في الإنسان ، دفعته في الماضي ولا تزال إلى يومنا هذا تدفعه إلى خلق الأسطورة ونسج الحكايات المتخيلة لتفسير ما يقع في الكون من كوارث وغرائب وعجائب . 7 ـ الضعف : ـ ( وخلق الإنسان ضعيفا ) النساء 28 خُلق الإنسان من مواد ضعيفة كالصلصال والعلقة والمضغة ، ويمكن القول إن ضعفه جسدي وعقلي ، فجسده هو مجرد جرم صغير لا يكاد يرى في متاهات الكون الفسيح ، وعقله قاصر عن فهم كل ما يحدث له في كونه الصغير المسمى (الأرض) ، لكن مع هذا استطاع الإنسان في هذا العصر أن يغير كثيرا من معالم الطبيعة ، ويسيطر على كثير من قوانينها ويفتح بعض مغاليقها ، ويفلت من جاذبية الأرض ، ويحط بقدميه على القمر . 8 ـ التقتير والبخل : ـ ( وكان الإنسان قتورا ) الإسراء 100 والحرص على التقتيرفي إنفاق المال طبع متأصل في كثير من الناس ، وهو ناتج عن صفة الهلع والخوف مما يخبئه المستقبل للمقتر . 9 ـ الظلم والجهل : ـ ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب 72 حين قبل الإنسان التكليف بخلافة الله في الأرض ظلم نفسه ودل على جهله بخطورة التكليف ، لذلك وقع في ( حيص بيص ) ، ولو أنه اعتذر كما اعتذرت الجبال والسموات والأرض لعاش عيشة هانئة . 10 ـ الجدل واللجاجة : ـ ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) الكهف 66 الإنسان وبخاصة من نال شيئا من التعليم والتثقيف بطبعه يكثر من الجدل والمحاججة بالحق والباطل فيما يفهمه ولا يفهمه ، ومن الناس من يجادل بغير علم في كل شيء ، فأدعياء الثقافة والتنوير والحداثة كثر لا يملون الثرثرة والتنظير والتفلسف في الديمقراطية واليسار والمجتمع المدني ، وفي الجانب الآخر نرى بعض فقهاء المسلمين يثرثرون كثيرا فيفتون ويجيبون عن أي سؤال يوجه إليهم ، فترى أحدهم لا يفقه شيئا في الحياة الدنيا سوى نواقض الوضوء ومبطلات الصلاة يجادل في دوران الأرض وجراحة التجميل وتهتك طبقة الأوزون . 11 ـ الخسران : ـ ( إن الإنسان لفي خسر ) العصر 2 قدر الإنسان هو الخسران المبين ، فهو أكثر مخلوقات الله خسارة ؛ وأولى خسارته كانت حين دفعه غروره وإحساسه بتميزه عن سائر المخلوقات إلى قبول تكليف الله له ليعيش في الأرض وفق قانون الثواب والعقاب ، وحين انساق وراء نزوات نفسه الأمارة بالسوء استسلم للعادات والتقاليد والمقدس الذي اخترعته مخيلته ، فخسر بهذا حريته، وهي أنبل وأعظم شيء كان ينبغي ألا يفرط فيه. 12 ـ التملق : وردت صفة الإنسان المتملق الذي يداري الله في السراء ويجحده ويتنكر له في الضراء في تسع مواضع من القرآن الكريم ، نذكر منها موضعين : ـ ( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ، ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل ، وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله ) الزمر 8 ـ ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ) . الفجر 15 والإنسان لكونه ضعيفا يتملق من هو أقوى منه ، ولا يجد غضاضة أن يتملق خالقه طمعا في مصالح آنية ومصلحة أخروية وهي الجنة ، ولا يرى بأسا أيضا في أن يتملق القوي والغني من الناس ، فيريق له ماء وجهه ، ويذل له نفسه لأجل منفعة زائلة .
#عادل_بشير_الصاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكفر الذي يُثابُ عليه
-
أنماط التعبير الأدبي
-
خطر تضخم الهاجس الديني
-
مفهوم الأدب وغايته
-
الأمة التي تكره نفسها
-
خطر الإدمان على تعاطي المخدِّرات الأدبية والفنية
-
اللغة العربية كما تُدرَّس في الجامعات الليبية
-
اللغة العربية كما درسْتُها في الجامعة
-
عيدٌ .. ولكنْ لا أقولُ سعيدُ
-
أما آن لهؤلاء الأيتام أن يعتذروا ؟
-
أمنيات عربي أهبل
-
لبنان .. دولة أم منتجع سياحي ؟
-
أدونيس .. الشاعر الجائع
-
نساء الصعيد وهوانم Garden city
-
لو كان الإسلام رجلا لقتلته
-
وصية ابن الراوندي
-
انتظروا الزحف المليوني نحو القدس
-
إشكالية وصول الكلام إلى المتلقي
-
عذراً .. لا تعجبني هذه الأسماء
-
فاكهة صغار الملحدين
المزيد.....
-
-حرب- التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. كيف ستستجيب بكي
...
-
نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس وزراء يلتق
...
-
إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى إلى مصر مع إعادة فتح معبر رفح
-
تعيين اللواء إيال زمير رئيسا جديدا لأركان الجيش الإسرائيلي
-
كاميرا تلتقط لحظة انفجار طائرة في فيلادلفيا في كارثة جوية جد
...
-
بوتين يهنئ البطريرك كيريل بذكرى تنصيبه الكنسي
-
قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مركبتين في مدينة جنين (فيد
...
-
الحرس الثوري الإيراني يكشف عن صاروخ كروز البحري بمدى يتجاوز
...
-
طالبة صينية أول ضحية لقانون ترامب بترحيل الطلاب المؤيدين لفل
...
-
ترامب يأمر بتوجيه -ضربة دقيقة- لاستهداف أحد زعماء -داعش-
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|