محمد أبو زيد
الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 13:02
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تقريبا أنا وخالتي وأنت فقط أيها القارئ الذين لم نرشح أنفسنا لرئاسة الجمهورية، وأعتقد أن الأمر له علاقة بالكسل والانشغال بتتبع أعداد المرشحين للرئاسة المتزايدة ليس أكثر.
فمع الإعلان عن فتح باب الترشح، فوجئنا بسيل من الأشخاص قرروا أنهم يصلحون للترشح للرئاسة، والحقيقة أن أحدا غيرهم لم يقرر ذلك، فلو سأل أحدهم زوجته عن رأيها لأخبرته بالحقيقة الصادمة، لكن تقريبا هم قرروا أن يسألوا الحلاقين الذين يقصون شعرهم عنده، ولأن الحلاقين لا يحبون قطع الرزق، فقد توكلوا على الله وأعلنوا دعمهم الكامل، لأن قطع العيش وحش، والموضوع فيه سبوبة حلوة.
أحد المرشحين، علق لافتة منذ فترة طويلة، معلنا أنه "زعيم الشباب وإمام البسطاء ـ مجلس الشعب، مجلس الشورى، رئاسة الجمهورية"، يعني زي ما انت عاوز، ادفع وشيل يا معلم، وعلى قد فلوسك هتلاقي اللي انت عاوزه.
ما سبق ليس سخرية من أحد لا سمح الله، لكن الملحوظة المثيرة للأسى أن انتخابات الرئاسة بعد الثورة على نظام مبارك، يخوضها اثنان من رموز نظام مبارك، وكأن شيئا لم يكن، وكأن ثورة لم تقم، والطريف أن هذه الأسماء كانت مطروحة أيام مبارك، كبديل له، في ظل وجود نظامه، مع أن هذه الأسماء لم تكن تجرؤ على التصريح بذلك.
الشيء الثاني المثير للأسي هو تفتت أصوات الكتل الليبرالية، بعد رغبة كل واحد فيهم أن يصبح رئيسا، وهو ما يعني تكرار أزمة الانتخابات البرلمانية، وأن تتفتت أصوات التيار المدني، في أكثر من اتجاه.
لا أريد أن يبدو الأمر كما لو أننا نسير في اتجاه الرئيس التوافقي، فهذه الثورة، قامت من أجل أن يختار الشعب رئيسه بنفسه، وليس من أجل أن يتم اختياره من خلف الكواليس كما يريد البعض، لكن يجب على التيار الواحد أن يتوافق على رئيس واحد، لا أن يرشح كل واحد في التيار نفسه رئيسا للجمهورية.
أذكر أنه في التمثيلية التي كان اسمها "الانتخابات الرئاسية"، عام 2005، كان هناك العديد من الأشخاص الذين قرروا الترشح للرئاسة، فقط أملا في الخروج بلقب "مرشح رئاسة جمهورية سابق"، في ذلك الوقت، كانت المفاجأة التي لم تفاجئ أحدا، أن الأمر كله لعبة، وأنه لا شيء يحدث، ما أخشاه الآن، أن يتكرر نفس ما حدث في ذلك الوقت، أن يأتي مبارك، أو أحد أصابعه.
#محمد_أبو_زيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟