أحرار جزيرة العرب .. نحن معكم

بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1078 - 2005 / 1 / 14 - 10:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

أعتقد ، أنه يحق لنا كمواطنين بسطاء بعض الإجتهاد فيما يخص معتقداتنا ، على الأقل في أمور دنيانا المباشرة .. التي يتعلق بها مصيرنا كبشر ، سيما إذا كانت المسألة اللغوية ، التي تحتضن المعنى بسيطة .. في منتهى البساطة ، مثل ماجاء حول العلاقة بين الحاكم والمحكوم . فإن كانت إطاعة الله ورسوله مرتبطة بمسائل مسلم بها لإرتباطها بما هو فوق بشري ، فإن إطاعة أولي الأمر لايمكن التسليم بها إعتباطاً ، لأنها ترتبط بنا في علاقتنا ببعضنا البعض كبشر ، وهي تحتاج إلى تحديد جازم . فقد جاء في النص " أولي الأمر منكم " . وهذه ال " منكم " هي الحد الفاصل في الدلالة عند " أولي الأمر " الحكام وعند " الذين آمنوا " أي المحكومين " ، فعند أولي الأمر منذ أن تولى معاوية بن أبي سفيان السلطة ، فسرها الحاكم وبطانته من التابعين له ، أن ولي الأمر هو الحاكم القائم المسيطر " عليكم " . وهذا ما يتناقض مع " منكم " التي تعني بالتحديد ما تختارونه أنتم .. " منكم " لتسيير شؤونكم . وهي بالمفهوم الحضاري المعاصر ما تنتخبونه بحريتكم حاكماً عليكم . وبالتالي فإن الطاعة لحاكم سيطر علينا بالغزو والإنقلاب العسكري .. أي مغتصب للحكم .. ليس منا . وهي عبودية مرفوضة متناقضة جذرياً مع الطاعة ، التي تعني الد ستور والقانون كي يسود الحق والعدل بين الناس جميعاً

إن ما دفعني إلى كتابة هذه المقدمة هو ما يحدث في هذه الأيام في " المملكة العربية السعودية " الشقية . فقد شاهدت عبر شاشة التلفزيون ، أكثر من جلسة أو لقاء ، بين ولي العهد الأمير عبد الله مع عدد من مثقفي ورجال دين وشيوخ عشائر وضباط عسكريين في أحد قصور المملكة . وكان فيها شخص يجلس في مقدمة الحضور وكأنه إمام في صلاة . وبعد تلا هذا الشخص ما تيسر من القرآن الكريم ذا صلة بالمسلمين وحكامهم ، ألقى كلمة عبر فيها بكل الوضوح والحزم والجزم .. أن واجب " المسلم " وهو يقصد المواطن طاعة ولي الأمر ، تطبيقاً للآية الكريمة " أطيعوا الله ورسوله وأطيعوا أولي الأمر منكم " وانتهى اللقاء بمبايعة الحضور للأمير بالمصافحة والمحظوظون بتقبيل كتف الأمير . وقد اعتبر هذا اللقاء تطويراً " ديمقراطياً " راقياً في العلاقة بين آل سعود وأبناء الحجاز المغلوبين على أمرهم

ثم قرأت الأحكام الجائرة الصادرة بحق 15 مواطناً بينهم إمرأة بتهمة التجمهر ا ستعداداً للتظاهر في جدة في 16 ديسمبر الماضي ، وتقضي هذه الأحكام بالسجن من شهر إلى ستة أشهر.. وبالجلد .. نعم بالجلد .. من مائة إلى مائتي جلدة والتعهد بعدم تكرار ما قاموا به ... والسؤال الصاعق الذي يفرض نفسه ، هل يقبل أي إنسان .. وأكرر إنسان .. يقبل أن يجلد أمامه حيوان وليس إنساناً في هذا العصر .. ولماذا يجلد هؤلاء الناس .. لأنهم يطالبون أن يعاملوا كآدميين كبشر

ألا يحمل هذا التجاهل والتجهيل حتى لدلالة اللغة .. ولحقوق الإنسان ، وتطبيق عقوبات عبودية في بلد الحرمين الشريفين .. البلد الذي ينبغي أن يكون أرض النور بمعنى الحضارة والحقوق الإنسانية الأسمى عالمياً .. أرض المحبة والعدل والإخاء .. ألا يحمل ذلك لنا .. إذا سكتنا عليه .. عاراً .. لايقل عن عار السكوت على احتلال أمريكا عراقنا الغالي وا ستلاب الصهاينة فلسطيننا ؟

كم أنتم عظماء يأحرار الجزيرة العربية .. نحن معكم

#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات