أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام بوشتي - هل إسقاط النظام المغربي يخدم مصلحة البلاد...؟














المزيد.....


هل إسقاط النظام المغربي يخدم مصلحة البلاد...؟


هشام بوشتي

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن المغاربة في خضم الربيع العربي لا زالوا لم يحددوا موقفهم من موضة الثورات المقتبسة التي يشهدها العالم العربي، فبين خائِف ومُتردد وجرِيئ يضيع الهدف الأسمى الذي قامت لأجله الشعوب وسُفِكت في طريقه الآلاف والآلاف من الأرواح البريئة مقابل الحرية والديمقراطية المنشودة من ناحية الشعوب، أوتركيز وترسيخ حكم ديكتاتوري مستبد من ناحية النظام الحاكم..؟ لكن أين يكمن الخلل في مفهوم الثورة إذا كنا نعي أن مخلفاتها خصوصا عند العرب دمار وخراب وقتل وإبادة للشعوب إن صح التعبير.. أكثر مما هو إصلاحي يُرجى من خلاله التشييد والنهوض بمستقبل البلدان العربية التي عاشت عصرا بِدائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى..؟ فما الحل والخلاص للعرب أو المغاربة على وجه الخصوص بين عربدة ثائر جريئ وتسلط وإستبداد نظام مغتصب ..؟

إن المفهوم الخاطئ لأبيات الشاعر التونسي "أبو القاسم الشابي" المرجع الوحيد لكل ثائر أراد الحياة.. ساهمت بشكل أو بآخر في تأزيم الوضع الشاذ الذي نعيشه كعرب إبان إستفحال موضة الربيع العربي..، القصد ليس نُكران الثورات أو عدم الإقرار بها، وليس كذلك نصرة ومساندة الجبابرة من حكامنا أصنام قريش..؟ لكن المراد هو الوصول إلى حالة مستحبة تُرضي الجميع وتُجنِبنا إزهاق ما تبقى من أرواح فلذات أكبادنا والخروج بأقل الخسائر مع هاته الأنظمة، لأن القاعدة والمعادلة الفلسطينية (حجرة مقابل دبابة) لا تخدم معركة الشعوب ضد أنظمتها.. ولا أظن أن الشاعر التونسي بقوله "لابد للقيد أن ينكسر" كان يقصد قيد الأنظمة ومحاربتها بهذه الطريقة الإنتحارية.. لكن أرى فيه مقاربة معقولة وناجعة مع قولة المفكر الفرنسي "فولتير" حيث قال: (إذا أردت النهوض بقوم علمه كيف يفكر) بمعنى سلاح الشعوب في زمننا هذا هو الوعي بكل مفاهيمه إقتصاديا إجتماعيا وسياسيا ودينيا كذلك.. عدا ذلك فهو إنتحار ومضيعة للوقت، هذا في حالة سقوط الأنظمة ستبقى جذورها وأذنابها متربعة على عرش صنع القرارات المصيرية للبلدان تاركة الأزمان السوداء تعيد نفسها لنعود إلى طبيعتنا جِدالا من وُجد الأول البيضة أم الدجاجة..؟

المغرب اليوم يشهد مخاضا يوشك على ميلاد ثورة دموية تأتي على الكل لا تبقي ولا تذر.. وهذا ناتج عن عدم وعي المغاربة عامة والشباب خصوصا أخطار ما هم مُقدمون عليه، وجهلهم كذلك مرحلة ما بعد إسقاط النظام مع العلم أن جُلهم لا يفرق بين إسقاط المؤسسة الملكية كقداسة لها قرون مستعبدة الشعب المغربي، وبين إسقاط نظامها السياسي..؟ المنطق والعقل يوقلان قبل الإقدام على ثورة ميدانية كنظيراتها الليبية والسورية والمصرية مستثنين هنا الثورة التونسية واليمنية.. يلزمنا كمغاربة ثورة فكرية تُنقذنا من التخلف المُعاش، بمعنى عندما نعي أن نظام محمد السادس مُتمكن ومُسيطِر على كل القطاعات لا من الناحية الإقتصادية إشارة إلى مشاريع المملكة في الداخل والخارج، ولا من الناحية الدينية الديبلوماسية السياسية والعسكرية..؟ فكيف السبيل إلى مقاومة نظام قوي متمكن قابض من حديد له أزلامه وأنصاره من إخوننا لا يعصون ما أُمِروا ويفعلون ما يؤمرون..؟ كيف يُحقَق النصر والنظام مرتكز على أحفاذ من كانوا بالأمس يُرَوِجُون رُأية الراحل محمد الخامس في القمر.. أفبهذا التخلف والجهل الفكري العقلي العقائدي يُسقَط نظام محمد السادس وتُستأصل قداسة المؤسسة الملكية من عقول المغاربة الملكيين..، هذا إذا إستُأصِل حب بشار من شبيحة النظامه..؟

مُغررٌ به من ظن أن "أمريكا وحلف الناتو" الخلاص عند إندلاع الحرب بين النظام والثوار المغاربة، وجاهل من أراد النضال بشكل إنتحاري من أجل إسقاط نظام العلويين لا من منظومة الحكم في المغرب ولا من ناحية إجتثاته من عقول المغاربة، فتدخل "البيت الأبيض" وحزبه "حلف الناتو" لا يأتي إلا على أنقاض المغاربة وهلاكهم على أيادي النظام العلوي كما يُباد الشعب السوري على يد نظام بشار الأسد..؟ فرأس الحكمة معرفة مخطط أمريكا وأذنابها عربيا تحت لواء "لا حاكِم يَحكُم ولا شعبٌ يُحكَم"، حتى يتسنى لنا معالجة الداء قبل الدواء..؟ فالثورة يجب أن تكون فكرية أكثر من دموية وإسقاط نظام محمد السادس في هاته الآونة لا يأتي إلا بهلاك محقق للشعب ودمار مُبين للبلاد. قبل هذا وذاك يجب التفكير في البديل إذا ما سقط نظام العلويين، وطرح السؤال بإلحاح هل الشعب المغربي مؤهل إلى إنتقال ديمقراطي حضاري يخدم المصلحة العليا للبلاد بعيدا كل البعد عن سيناريو ليبيا الشقيقة..؟ خصوصا وأشراط الخراب والدمار بدأت تطفو على سطح الشأن المغربي في ظل حكومة ملتحية ودستور بحلة جديدة؟ هل المغاربة في منئى عن حرب أهلية كالتي تعيشها ليبيا علما أن المغرب قبل الربيع العربي إلى يومنا هذا يعيش عهد الجمهوريات.. جمهورية الصحراء من جهة، والريف من أخرى، إلى حين إلتحاق الشرق المغربي بالركب ليذهب كل حاكم بما حكَم ويعلوا بعضُهم على بعض.. حينها نقول لأمريكا هل إكتفيتي فحتما ستقول هل من مزيد..؟

فهل يا ترى إسقاط النظام المغربي يخدم مصلحة البلد...؟



#هشام_بوشتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة تحت إشراف مستشاري القصر..؟
- هل يستقيل بنكيران من رئاسة الحكومة في إطار التدخلات الملكية
- هل سينجح حزب العدالة والتنمية في إقناع المغاربة وإخراجهم من ...
- مستقبل ليبيا لا يطمئن
- النظام المغربي يسترزق بملف الإرهاب.. المغاربة قربانا لأمريكا
- عين على المخابرات المغربية
- مفهوم الوطنية عند المغاربة ..؟
- الراقصة والجورنال ..؟ المغرب نموذجا
- المغاربة صوتوا للملك لا على الدستور ..؟
- دستور للمغاربة أم مغاربة الدستور ..؟


المزيد.....




- -حرب- التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. كيف ستستجيب بكي ...
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس وزراء يلتق ...
- إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى إلى مصر مع إعادة فتح معبر رفح
- تعيين اللواء إيال زمير رئيسا جديدا لأركان الجيش الإسرائيلي
- كاميرا تلتقط لحظة انفجار طائرة في فيلادلفيا في كارثة جوية جد ...
- بوتين يهنئ البطريرك كيريل بذكرى تنصيبه الكنسي
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مركبتين في مدينة جنين (فيد ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن صاروخ كروز البحري بمدى يتجاوز ...
- طالبة صينية أول ضحية لقانون ترامب بترحيل الطلاب المؤيدين لفل ...
- ترامب يأمر بتوجيه -ضربة دقيقة- لاستهداف أحد زعماء -داعش-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام بوشتي - هل إسقاط النظام المغربي يخدم مصلحة البلاد...؟