أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟














المزيد.....


هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أفْتَرِض وأتوقَّع أنَّ الكُرَة الآن في ملعب نتنياهو؛ فإنَّ على رئيس الوزراء الإسرائيلي أنْ يجيب، بالقول والفعل، عن "سؤال الثِّقة"؛ فهل هو يَثِق، أم لا يَثِق، بـ "تَعَهُّد" أوباما، الواضح والجَليِّ، في المؤتمر السنوي لأقوى جماعات الضغط الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، بأنَّه (وإدارته) لن يسمح لإيران بحيازة القنبلة النووية، ولو اقتضى الأمر استخدام القوَّة العسكرية (لبلاده) ضدَّ برنامجها النووي (قُبَيْل تمخُّضه عن قنبلة نووية، وإذا لم يتمخَّض الجهد الدبلوماسي، والعقوبات والضغوط الاقتصادية الشديدة، والمتزايدة الشِّدَّة، عن ثَنْيِها عن صُنْع وامتلاك السلاح النووي).

وحتى لا يبقى لدى نتنياهو ما يَسْتَذْرِع به للارتياب من هذا الموقف الأشد وضوحاً للرئيس أوباما قال أوباما إنَّ للأمن القومي للولايات المتحدة مصلحة قوية في منع إيران من حيازة سلاح نووي؛ ولسوف يمنعها (الرئيس أوباما) من ذلك ولو لم تكن إسرائيل هدفاً لـ "الغضب الإيراني".

ولا شكَّ في أنَّ هذا الذي قاله أوباما يُعَبِّر عن خشيته، أيضاً، ممَّا أبدته إسرائيل من عزم على أنْ تُوجِّه إلى المنشآت النووية الإيرانية "ضربة عسكرية إجهاضية وقائية"، قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني المقبل، وبما يُباغِت إدارة الرئيس أوباما التي ما زالت تقف من البرنامج النووي الإيراني موقفاً يُفْهَم منه أنَّ لها مصلحة الآن (وحتى تشرين الثاني المقبل على الأقل) في عدم اللجوء إلى الخيار العسكري، وفي منع إسرائيل، أيضاً، من اللجوء إليه.

ومع أنَّ نتنياهو أشاد بقول أوباما إنَّ "كل الخيارات ما زالت مطروحة" لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي فإنَّ "السرور" الذي أبداه رئيس الوزراء الإسرائيلي هو ما يبعث على القلق؛ فلقد أعرب عن "سروره" لكون الرئيس أوباما قال، في الوقت نفسه، "إنَّ على إسرائيل أنْ تستمر في الدفاع عن نفسها ضدَّ أيِّ تهديد"؛ وهذا إنَّما يعني، بحسب تفسير وتأويل نتنياهو، أنَّ إسرائيل يحِقُّ (وينبغي) لها أنْ تُوجِّه إلى المنشآت النووية الإيرانية "ضربة إجهاضية وقائية" إذا ما توصَّلت إلى استنتاج مؤدَّاه أنَّ إيران أصبحت قاب قوسين أو أدنى من صُنْع القنبلة النووية؛ فهذه الضربة الممكنة قبل ولادة القنبلة النووية الإيرانية تغدو مستحيلةً بَعْدها.

وإذا كان للرئيس أوباما مصلحة الآن في أنْ يبدي ثِقَةً، أو شيئاً من الثِّقَة، بجدوى خيار "العقوبات الاقتصادية"، و"الجهود الدبلوماسية"، فإنَّ لنتنياهو مصلحة مختلفة، لا بل مضادة؛ ومصلحته هذه تقضي بأنْ يُصَوِّر "النتائج" التي انتهت إليها حتى الآن هذه "الجهود"، وتلك "العقوبات"، على أنَّها مَدْعاة للإسراع في توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية؛ فإمَّا أنْ تلجأ إليها الولايات المتحدة الآن، وقبل فَوْت الأوان، وإمَّا أنْ تلجأ إليها إسرائيل من تلقاء نفسها، وعملاً بـ "حقِّها في الدفاع عن نفسها ضدَّ هذا التهديد (الإيراني بمحوها من الخارطة)".

أمَّا ما يُشَجِّع إسرائيل على "المجازَفة" فهو عِلْمها (عِلْم اليقين) أنَّ الولايات المتحدة، وفي هذه السنة الانتخابية على وجه الخصوص، لن تتركها وحيدة في مواجهة ردود الفعل الإيرانية، ولو باغتتها بهذا العمل العسكري المنفرد؛ وربَّما تتعدَّى ردود الفعل الإيرانية إسرائيل إلى أماكن أخرى، فتضطَّر الولايات المتحدة إلى استخدام قوَّتها العسكرية ضدَّ إيران.

وثمَّة سببٌ آخر يُشَجِّع إسرائيل على هذه "المجازَفة" هو خشيتها من عواقب فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية وأخيرة، فالرئيس أوباما في ولايته الثانية قد يصبح، في مَلَفَيِّ "إيران" و"عملية السلام"، أقل تأثُّراً بالضغوط الإسرائيلية؛ ولا بدَّ، من ثمَّ، من أنْ تَقْدِم إسرائيل الآن على ما من شأنه أنْ يورِّط الرئيس أوباما في صراعها (النووي) ضدَّ إيران، أو يتسبَّب في خسارته الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويكفي أنْ يَقَع الهجوم العسكري الإسرائيلي (الآن) على المنشآت النووية الإيرانية حتى يتفاعل هذا الهجوم وعواقبه مع "الأزمة السورية"، بأبعادها الإقليمية والدولية، ونُصْبِح، في اليوم التالي، على شرق أوسط مختلف تماماً، ويَدْعونا إلى أنْ ننظر إليه بعيون مختلفة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر التي طُعِنَت في كرامتها!
- نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!
- هذا الخلل المنطقي في مفهوم -النقطة الكونية-!
- هذا -الثقب- في مجرَّتنا!
- من وحي -دستور بشَّار-!
- رسالة -تونس-!
- سؤالٌ تثيره نظرية -الثقب الأسود-!
- شيءٌ من الجدل!
- لماذا غابت -فلسطين- عن إعلام -الربيع العربي-؟
- -الفاسِد- فولف!
- -النسبي- و-المُطْلَق- في -النسبية-
- -التمويل الأجنبي- مَصْدَر إفساد ل -الربيع العربي-!
- خصوصية الصراع في سورية!
- منعطف مصر التاريخي!
- -المادية- في التفكير!
- -الأكوان الأخرى- و-إشعاع هوكينج-!
- في إشكالية -الأبعد- و-الأقدم- في الكون!
- -الصراع الدولي- الكامن في -الربيع العربي-!
- الإيجابية الكامنة في -الفيتو المزدوج-!
- في -التَّزامُن- Simultaneity


المزيد.....




- -حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3 ...
- عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا ...
- أكبر تجمع للمسلمين بعد الحج .. مهرجان ديني على ضفاف نهر تور ...
- مشغلو المسيرات الروس ينقذون جنديا روسيا معتقدين أنه أوكراني ...
- لماذا يخشى ترمب تخلي -بريكس- عن الدولار؟
- ترامب: سأفرض رسوما جمركية على السلع الأوروبية لأن بروكسل تعا ...
- إسقاط 7 مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة بريانسك الروسية
- فرق الطوارئ الأمريكية تنتشل جثث 41 ضحية في حادث تصادم الطائر ...
- زاخاروفا: روسيا قدمت بديلا للكتل السياسية العدوانية على السا ...
- المغرب واليمن.. توقيع 7 اتفاقيات لتعزيز التعاون


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟