|
سليمان هزم هيلاري بالنقاط و صفع البرلمان و أكد على الإنقلاب
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 12:28
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
بعد أن يشاهد شخص ما عرض ما في مسرح العرائس ثم يريد التعليق على العرض فإنه لا يعلق على العرائس التي أدت العرض ، بل على من حركوا العرائس ، و بخاصة مخرج العرض و كاتبه ؛ فإذا كان الكاتب و المخرج هو شخص واحد ، و هو أيضا مدير الفرقة التي حركت العرائس ، فإنه يستحق أن يستأثر بالنصيب الأكبر من التعليق . لهذا لن أعلق ، و بعد أن شاهدت عرض : قضية الجمعيات الأهلية المصرية و التمويل الخارجي ، على أداء المجلس العسكري الحاكم ، الذي يستحق أن نطلق عليه : مجلس العرائس ؛ بل على عمر سليمان ، رئيس مصر الحالي ، و فرقته المسماة بالمخابرات السليمانية . الرئيس عمر سليمان نجح نجاح ثلاثي في تلك القضية . مع الأمريكان ، نازل حاكم مصر عمر سليمان السيدة هيلاري كلينتون ممثلة الجانب الأمريكي ، بإسلوب : الطيران كالفراشة ، و اللدغ كالنحلة . لقد حلق عمر سليمان في حلبة النزال كالفراشة ، حول السيدة هيلاري ، و لكنه كان حريص على ألا يلدغ كثيراً . لقد قرر أن يكتفي بالفوز بالنقاط ، لا بالضربة القاضية ، لأنه لم يكن يريد أن يقطع الحبل المتين الذي يربطه بالإدارة الأمريكية منذ سنوات . لقد كان فقط يريد إبعاد الأمريكان عن ملعبه ، بتحطيم صورتهم في المجتمع المصري . إنه الإسلوب المخابراتي السليماني العتيد ، إسلوب : تحطيم الخصم معنوياً . الأمريكان تحطموا معنويا في مصر عندما سمحوا لأعضاء فريق منهم بأن يفروا ليلا ، متسربلين بالظلام ، في حراسة مشددة ، ليغادروا مصر في طائرة خاصة ، و كأنهم مجموعة من اللصوص ، أو كحفنة من عتاة الإجرام المرحلين . الأخطر في هذا الفرار ، هو إنهم ظهروا في نظر المواطن المصري المتابع ، كمجموعة من الجبناء ، الذين فروا من ساحة النزال ، تاركين رفاقهم . أو : كأعضاء في طاقم إدارة سفينة تعرضت لحادث ، أخذوا قارب نجاة خلسة ليلا ، تاركين بقية زملائهم يواجهون مصيرهم وحدهم وسط بحر لا يرحم . إنه فوز ناعم لعمر سليمان ، و لكنه مدمر لسمعة خصمة . لازالت عند رأيي في محدودية القدرات الذهنية للسيدة هيلاري كلينتون ، و الذي ذكرته في مقال : هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم ، و الذي كتبته و نشرته في الرابع عشر من يناير 2011 . كان الأجدر بهؤلاء الجبناء الذين فروا ليلاً ، مهرولين أمام العجلة الحربية لهامان ، أو عمر سليمان ، أن يعلنوا : إنهم لن يتمتعوا بالحرية إلا و زملائهم المصريين أحرار مثلهم . لقد كان الأجدر بهؤلاء الأمريكان الفارين : أن يأخذوا موقف شجاع متحدي لسلطة هامان ، فيقرروا البقاء في مصر ، و أن يقبلوا الوقوف أمام القضاء المصري المدني ، على خنوعه و فساده ، خاصة إن سفارتهم كانت ستوفر لهم أفضل المحامين ، و بالفعل هناك تغطية إعلامية عالمية للقضية ، و خاصة إنهم لا يخشون التعذيب ، أو حتى المعاملة الخشنة ، و كان يكفيهم أن يتذكروا المعاملة الممتازة التي تلقاها المتهم الإسرائيلي - الأمريكي ، الذي سبقهم في التعرض للإتهام على يد السلطة الحالية العام الماضي ، في سعيها لإثبات نظرية المؤامرة التي تدمنها ، و الذي شكر السلطات المصرية - أو السليمانية - عند مغادرته مصر على حسن المعاملة التي تلقاها أثناء فترة إحتجازه ؛ و يجب أن يلاحظ إنني لست ضد حُسن معاملة المتهمين على إختلاف جنسياتهم ، أنا فقط ضد سوء المعاملة التي يتعرض لها المتهمين المصريين في كثير من الأحيان في مصر على يد السلطات المصرية . كان عليهم - أي الجبناء الذين فروا - أن يثبتوا ، فيظهروا تضامنهم مع زملائهم المصريين ، و أن يظهروا ضعف حجة النظام الهاماني الحاكم ، و فساد و خنوع قضائه المدني المسيس ؛ فأنا لا تنطلي علي خدعة أن القضاء المدني في مصر في القضايا السياسية مستقل و نظيف ؛ و أنا أكتب هذا على أساس إصرار الجمعيات الأمريكية و المصرية على إنها عملت لخير الشعب المصري . حتى لو عادوا اليوم الخامس من مارس 2012 ، أو بالأمس - فأنا لم أتابع القضية منذ بعد ظهر أول أمس ، السبت - فإن الضرر المعنوي قد لحق بهم ، و عودتهم لن تصلح إلا بعضا منه . لقد لعب عمر سليمان ، أو هامان ، في حلبته ، بذكاء ، و حلق كالفراشة حول هيلاري المتصلبة في مكانها ، و لكنه لم يكن يريد أن يلدغها كثيراً ، فقط كان يريد أن يجعلها تفر من الحلبة ؛ لم يكن يريد الفوز بالقاضية ، لأن الفوز بالقاضية كان سيقطع - كما قلت عالية - الحبل الغليظ الذي بينه و بين أصدقائه الأمريكان ، لهذا إكتفى بالفوز بالنقاط ، الذي لا يجعل خصمه يصر على الثأر للهزيمة . الإنتصار الهاماني ، أو السليماني لم يكن فقط على الأمريكان ، بل و أيضا على البرلمان ، الذي وجه له حاكم مصر عمر سليمان ، صفعة مدوية ، ليظهره بمظهر الضعيف العاجز أمام الشعب . إنها محاولة لتحطيم معنوي آخر ، وجهت ضد المؤسسة الديمقراطية الوحيدة في مصر حالياً . المجلس العسكري ، أو مجلس العرائس ، أيضا تأثرت سمعته أمام الشعب المصري بالإنتصار السليماني الخفي ، و لكن ما كان يهم عمر سليمان أولاً هو تحطيم الأمريكان معنويا في مصر ، لإخراجهم من حلبته ، لينفرد بها ؛ ثم أن تشويه صورة مجلس العرائس ذاك هو جزء من الخطة التي أشرت لها في مقال : أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري ؛ و كتبته و نشرته في السادس من فبراير 2012 . المنتصر الوحيد هو هامان ، أو عمر سليمان ، فقد إنتصر ثلاثة إنتصارات في مباراة واحدة ؛ و في تقييمي الشخصي ، فإن أخطر تلك الإنتصارات السليمانية ، هو إستهزاءه بالبرلمان ، لأنه لا يبشر بالخير ، لكننا سنظل مؤيدين للبرلمان ، لنحبط الإنقلاب العسكري السليماني القادم ، و الذي يحتمل أن يقع في يونيو القادم بعد صدور حكم مخفف على مبارك ، لإستفزاز الشعب ، فالسلطة تريد شغب عام يبرر الإنقلاب ؛ و لهذا سنظل على إلتزامنا بالهدوء ، و سنؤيد البرلمان ، كما أعلنت سابقاً مراراً . آه ، لو أننا لدينا عشرة في المائة من التغطية الإعلامية التي تمتع بها هؤلاء الجبناء الفارين ، و واحد في المائة فقط من الإمكانات المادية التي كانت تحت أيديهم ، لكان لنا شأن آخر مع هامان . توضيح : في كل ما يتعلق بالنزاع الأمريكي - السليماني ، فإنني أكتب كمراقب محايد لا دخل له بما حدث ، و بما سيحدث . ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة التاسعة و إحدى و عشرين دقيقة صباحا ، بالتوقيت الشتوي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و ذلك يوم الإثنين الموافق الخامس من مارس 2012 . ملحوظة بخصوص موقع الحوار المتمدن : أضاف الموقع حديثا خاصية إختيارية ، هي : إضافة موبايل الكاتب ؛ و أنا أسأل : و لماذا لا يبدأ الموقع بنفسه فيضع في مكان واضح ، في صفحة خاصة ، معلومات مفصلة عن الموقع و تسجيله القانوني ، و طرق الإتصال به ، بما في ذلك عنوانه ، و هواتفه الثابتة ، و فاكسه ، و بريد إلكتروني يخصه يحمل إسم الموقع ؟ أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر 05-03-2012
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في هذه الحالة نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية
-
الأهم هو : كيف إستخدمت تلك الجمعيات الأموال الأمريكية ؟
-
سحق ربيع العرب سيبدأ من مصر بتمويل من آل سعود
-
المجلس العسكري مكانه الصحيح قفص الإتهام
-
كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه
-
أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري
-
الحكم بالنسبة لنا وسيلة من أجل تحقيق غايات نبيلة
-
نبيل العربي و عمرو موسى وجهان للعملة الناصرية
-
هل سيتمتع الإخوان في مصر بنفس شجاعة أردوغان ؟
-
بذلة جنرال تركي فوقها عمامة أزهرية
-
شباب السادس من إبريل كانوا من أجل التغطية على عمال المحلة ال
...
-
ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً
-
الإعتذار غير مقبول ، و القصاص سيكون بالقانون و في العهد الدي
...
-
لا للبرادعي ، و نعم للإنتخابات
-
شباب العمالة و الخيانة و الفشل
-
الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوان
...
-
لنعمل جميعاً ، مسلمين و مسيحيين ، من أجل الوصول إلى النيل
-
كل ما يتعلق بالجيش يجب أن تقرره سلطة منتخبة بطريق ديمقراطي س
...
-
إيران ستتبنى هوية شيعية - فارسية
-
خمسون في المائة ميدان واسع في البداية
المزيد.....
-
فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ
...
-
رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح
...
-
روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
-
رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو
...
-
وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|