نهار حسب الله
الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 00:32
المحور:
الادب والفن
شيخوشة الموت
بعد ان أعلن الموت سيطرته المطلقة على بلادي، تنبه السكان الى انه لا يتوق إلا لسماع صوت الصمت والسكوت..
وسرعان ما تغير كل شيء في البلاد والعباد، وصار الكل صُم وبُكم، وتحول الجميع إلى موتى، وإلى اجساد بلا أرواح، كما تغيرت تصاميم الازقة والشوارع، وانطمرت في الارض كل البيوت، وغدت القبور قصوراً تشكل خصوصية في طرازها المعماري..
كان الكل يعي بأن الموت لا يموت، وبأن أي حاكم لا يموت، وهو الامر الذي أرغمهم على الرضوخ لدكتاتورية الموت دونما تفكير في اي بديل.
دارت الايام وانقلب الزمن، ودخل الموت في سن الشيخوخة، وبدأ الخرف يأكل ثلاثة أرباع عقله، وأكثر ما كان يزعجه افتقاره لتلك السعادة والمتعة والقدرة على الاحتفاء باستقبال جثمان جديد.
استقالة ابليس
كل المصائب والنوائب في عالمنا من تحت رأس إبليس اللعين...
الهم والجوع والفقر والكفر والعدوانية .... ابليس..
ولا بديل لعباراتنا المستهلكة: (لعن الله ابليس، ابتلانا الرب بأبليس، ليغفر لنا المقدس زلات أبليس..)
لدرجة انه انتفض وقرر تقديم استقالته واعتذاره للرب والعباد في آن واحد والرجوع عن الظلالة والسجود لآدم.
إلا انه طلب بعد إعلان التوبة حق المشاركة في الحياة والدخول في إطار حكومة الشراكة الوطنية!.
زاد الحرب
هجرتُ ثَدي أمي عمداً، وقاطعت حليبها الدافئ..
تَربيتُ على دماء الحرب، واحتسيت منها حد الثمالة، وقضيت حياتي شارد الفكر والاحساس.
وصلت حد الجزع من طعم الدم الساخن والجامد، ولا مجال للعودة الى ذلك الحنان بعد ان جف صدر أمي وصار قاحلاً.
كَبرتُ وصار العمر في آخره ولازلت افتش عمن يفطمني من ذلك الزاد الدموي.
#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟