أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - أشواق السودان














المزيد.....

أشواق السودان


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 11:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الفرحة الغامرة، التي استقبل بها الشعب السوداني، التوقيع علي اتفاقية السلام بين حكومته وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان، تعكس توق السودانيين الشديد إلي السلام والاستقرار، بعد عقود من الاقتتال والموت والدمار، ونزوعهم إلي طي صفحة الماضي المرير، وتطلعهم إلي مستقبل يهنأون فيه بالعيش الآمن المشترك، الذي تغلق فيه صفحة الدماء وتفتح صفحات جديدة للبناء والاستقرار والوفاق الوطني.

الاتفاق الذي وقع في العاصمة الكينية «نيروبي» الأحد الماضي، في احتفال تاريخي حضره أكثر من 20 رئيس دولة وعدد مهم من ممثلي الأسرة الدولية، لم يكن من بينهم من القيادات العربية سوي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي، وكان من الخطأ - أيا كانت المبررات - أن يغيب عنه الرئيس مبارك.

اتفاق السلام لا يضع نهاية للمشكلات السودانية المتراكمة، بل يطرح مبادئ جديدة لحلها، تقوم علي إعادة بناء الدولة السودانية علي أساس من احترام الحقوق والواجبات، والإدراك الواعي، بأن الحل السياسي لا العسكري هو الكفيل بإيجاد طرق سلمية لإنهاء النزاعات المختلفة في السودان، بعد اقتناع كلا الطرفين، الحكومة والحركة الشعبية، أن كسب الحرب ضد الطرف الآخر في ساحة القتال، لم يكن سهلا أو ممكنا.

وخلال الفترة القصيرة القادمة، من المرجح أن تتوالي الخطوات التي تقود إلي وضع الاتفاق موضع التنفيذ. وبدءًا من الآن تشرع الحكومة السودانية في تشكيل لجنة قومية تضم كل القوي السياسية، لصياغة الدستور المؤقت الذي يحكم المرحلة الانتقالية، ويصدر خلال فترة تمهيدية تستمر حتي يوليو القادم. وفي 20 فبراير القادم، يتولي جون قرنق موقعه كنائب أول لرئيس الجمهورية في الخرطوم، وفي أوائل الشهر نفسه، توقع الحكومة السودانية مع معارضيها في التجمع الوطني الديمقراطي، اتفاقًا في القاهرة للمصالحة الوطنية يضمن عودة المعارضين ورد الممتلكات المصادرة وحرية العمل السياسي لفصائل التجمع ومشاركتها في العملية السياسية التي تبدأ بتنفيذ اتفاق «نيفاشا».

الاتفاق فتح شهية السودانيين للحوار والمصالحة فالرئيس البشير تعهد بأن يكون الاتفاق عقدًا جديدًا لكل السودانيين يمكن استخدامه لحل النزاع في دارفور، وقرنق دعا الجنوبيين خارج حركته للحوار لترتيب أوضاع الجنوب للفترة القادمة، وتعهد بدوره بوقف الجرائم التي كانت ترتكب في الماضي وأفرج عن الأسري الموجودين لديه، وعاد لإبراز خصائص خطابه القديم، بأن حركته قومية تستهدف نشر الحرية والعدالة لكل السودانيين.

المتشككون في الاتفاق والمتشائمون من نتائجه، يخشون عليه من المتضررين من إبرامه في صفوف النظام السوداني، الذين يخافون من ضياع مواقعهم وخسارة امتيازاتهم، والذين يغذون استمرار النزاعات في دارفور وكردفان، والذين يسعون لتسويق الاتفاق باعتباره اعترافًا بمشروع الإنقاذ الإسلامي، بعد قبوله تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال.

المتفائلون من إبرام الاتفاق لا يقللون من العقبات التي تعترض تنفيذه، ويقولون إن إخفاق الاتفاق وليس تنفيذه سيفضي لا محالة إلي تقسيم السودان وهي مجازفة لا يجرؤ علي تحملها نظام محكوم بالضغوط الدولية، كما أن حكومة الإنقاذ لن يكون لها الأغلبية في تسيير مقاليد البلاد، وفقًا لما حدده الاتفاق.

لكن أكثر العناصر التي تقلل من إمكانية ترجيح السيناريو المتشائم، هي إرادة الشعب السوداني الذي يبدو أن الاتفاق سيلبي طموحاته وتوقه لوطن مستقر يطوي صفحة مآسيه وشقائه وتضحياته ويختار فيه بإرادته الحرة وحدته التي يبنيها علي أساس من العدل والحرية والمساواة.



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد اتفاق قرنق - طه.. هل إنتهت الحرب الاهلية فى السودان؟؟
- جناة ومتهمون
- ليته ما تكلم .
- مواجهة المسكوت عنه
- رسالة الى الرئيس مبارك
- الإرهابيون يصوتون لبوش
- السودان يحترق
- الماهر
- ومتي يحين الوقت المناسب؟
- برنامج الوفد للإصلاح
- دعاة الاستبداد
- فهرنهايت
- أسئلة بلا أجوبة
- سياسة التهويش
- تحالف السلطة والمال
- حصن الحرية
- من هنا نبدأ
- عن التدخل الاجنبى
- قمة لمخاطبة الخارج


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - أشواق السودان