هل حدثت سرقات في مدينة المقدسات؟

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3654 - 2012 / 3 / 1 - 07:36
المحور: كتابات ساخرة
    

لم يقل لنا التأريخ بعد ان السارق يشي بنفسه الا فيما ندر وهي حالات لاتحدث الا في بعض بلاد الكفار.
وليس مؤكدا سبب الغاء النجف عاصمة الثقافة الاسلامية رغم ان الحكومة ممثلة بوزارة الثقافة،هل لدينا وزارة ثقافة؟؟، قد قررت الغاء هذه التظاهرة الثقافية بتبريرات مضحكة، فقبل الالغاء قالت هذه الحكومة من الافضل تأجيل هذا الحدث لمدة شهر واحد ثم عادت امس لتقرر الغاؤه بدعوى ان الحكومة مشغولة بالاعداد لمؤتمر الفقمة،عفوا القمة، ومادروا ان هذا الحدث يعادل عشرات الاضعاف بل مئات المرات من مؤتمر سيكون استعراضا للعضلات"الوطنية" الفارغة.
ليس عند العامة ، ومنهم كاتب السطور، ادلة واضحة على وجود سرقات ونهب علني لميزانية هذا الحدث تسببت في الغائه.
وكانت مرجعيات قد بررت سبب الالغاء بعدم استشارتها بالامر وهو امر مضحك ايضا لان هذه المرجعية هي صاحبة الدعوى لجعل النجف عاصمة للثقافة الاسلامية وهي التي روجت له بين جميع الاطراف.
ماعلينا.
اذا لم تحدث سرقات فعلى الاقل يظهر الناطق الرسمي باسم الحكومة او وزارة الثقافة ليقول للناس ماهو سبب الالغاء بالضبط، واذا حدثت سرقات فيجب ان يعرف الناس هذا الامر كذلك اذ لايصح ان تسكت الحكومة كعادتها عن هذا الفساد خصوصا وانه يتعلق بسمعة مدينة النجف الاشرف التي يكن لها كل الناس وبكل اطيافهم كل التقدير والتبجيل والاحترام.
هل الحكومة خائفة من التصريح؟ ربما او ربما تنتظر اللحظة المناسبة لكشف المستور حتى تلهي الناس كالعادة عن مطاليهم الاساسية.
يبقى لدينا الامل الوحيد بمنظمة اليونسكو التي تبرعت،ولاندري بكم، من اجل دعم هذا الحدث اذ ينتظر الناس ان تضغط لمعرفة سبب الالغاء او على الاقل تطالب باسترجاع ماتبرعت به.
يقال ان قصر الثقافة الذي شرع في بنائه في النجف من اجل هذا الغرض قد تهاوى سقفه واعيد مرة بنائه اخرى وهي حالة نادرة لم تحدث من قبل وليس لها ان تحدث كما في مصر العروبة التي تتهاوى فيها العمارات السكنية بفعل الغش الذي يمارسه المقاولون هناك.
واذا صحت الاشاعات او الاقاويل التي يتناقلها الناس هذه الايام عن السرقات التي تسببت في الغاء هذا الحدث فانه من المؤلم والمؤلم جدا ان يحدث ذلك في مدينة مقدسة وتضم مرجعيات ذات سمعة طيبة بين كل الاطياف.
هل الساكت عن الحق شيطان اخرس؟؟.
الايام المقبلة ستظهر ماخفي الان واذا صح مايقوله الناس فالطامة الكبرى ستنزل على السارقين والعابثين بموارد هذه المدينة وحينها سيخرج الناس للشارع ليكشفوا هم بانفسهم كل الملفات وهي كثيرة كما يعتقد جلهم والتي ستبدأ بمصير موارد المراقد المقدسة ومرورا بخدمات البنى التحتية وانتهاء بميزانية "النجف عاصمة الثقافة الاسلامية".
اكرر: آملنا بمنظمة اليونسكو التي لانعتقد بل من المحال انها ستسكت عن هذا الوضع على الاقل حفاظا على اموالها التي تبرعت بها وليس من المعقول ان تضم هذه المنظمة فاسدين ومرتشين كما هو موجود في معظم مفاصل الحكومة العراقية.
فاصل عن الارضة: يبدو ان دودة الارضة وهي دودة شرهة ونهمة وليس لها في الوجود غير الخراب قد انتقلت الى هذه المدينة المقدسة ولم يعد للمراقد الشريفة ولا المرجعيات الدينية اي احترام او قيمة تذكر فالسارقون لاتخيفهم صيحات الحكومة لانهم واثقين انها عبارة عن خيال المآتة.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات