أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - السنة ما لها وما عليها: الفصل الثامن: (هل القرآن كافٍ وحده؟)















المزيد.....


السنة ما لها وما عليها: الفصل الثامن: (هل القرآن كافٍ وحده؟)


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 21:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أبسط الأمور وما أيسر وأسهل الحياة لدى القرآنيين حين تناقش أحدهم أو تسأله حول أفكاره، وما أسرعهم في سرد بعض آيات القرآن الكريم حول وجوب اتباع القرآن وحده، وأن القرآن (مفصل) ولا يحتاج إلى تفصيل، والقرآن (مبين) ولا يحتاج إلى بيان، والقرآن هو الوحي المنزل ولا يحتاج إلى وحي آخر مبين له، وأن القرآن هو الذكر المحفوظ وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مما يشعر من يناقشهم بأن الأمر في غاية السهولة واليسر، وأن كافة قضايا ومعضلات وإشكاليات الفكر الديني انتهت وتم حلها جميعا على أيدي القرآنيين، وما على المسلم إلا أن يذهب لأقرب دار إلى بيته لبيع الكتب الدينية ويقوم بشراء نسخة من المصحف الشريف ويضعه في (جيبه) وعند كل نازلة من النوازل وعند كل معضلة من المعضلات يقوم بإخراج المصحف من جيبه ويستخرج منه من الآيات التي ستحل كل القضايا وتمنع كل النوازل وتفكك كافة المعضلات، هكذا يفهم وهكذا يستشعر من يتناقش ويتحاور مع القرآنيين.

هل ادعاء القرآنيين بأن الله أمرنا باتباع (القرآن وحده) هل هو حقيقة موضوعية أم محض ادعاء مزعوم يحتاج إلى توضيح وتفصيل؟، وهل الآيات القرآنية التي تحدثت عن اتباع ما أنزل إلينا من ربنا واتباع ما أوحي إلينا من ربنا تعني أن الله أمرنا بالاقتصار على نصوص القرآن الكريم فحسب؟ أو أن الله لم ينزل علينا ولم يوح إلينا إلا (القرآن وحده)؟، فمثلا من الآيات التي يستدل بها القرآنيون على الاكتفاء بالقرآن وحده قوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ). (3_ الأعراف). فهل نصت هذه الآية أو هل يجرؤ أحد على الزعم والقطع بأن هذه الآية تنص على أن (ما أنزل إلينا من ربنا) هو القرآن وحده؟، فالآية تقول: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ)، ولم تقل أن ما أنزل إلينا من ربنا هو (القرآن وحده)، بل وأي دلالة في هذه الآية تمنع أن يكون ما أنزل إلينا من ربنا هو (القرآن الكريم) وشيء آخر غير القرآن؟. كذلك هذا الذي أنزل إلينا من ربنا فعلى من نزل؟ ومن الذي بلغه لنا؟ أليس هو (محمد) عليه الصلاة والسلام؟ أم أن الله هو بنفسه من أنزل القرآن وهو سبحانه من بلغه لنا؟. كذلك من الآيات التي يستدل بها القرآنيون على الاكتفاء بالقرآن وحده قوله تعالى: (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ). (50_ الأنعام). وقوله تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ). (43_ الزخرف). فهل هذه الآية وغيرها نصت على أن ما أوحي إلى (محمد) عليه الصلاة والسلام من ربه هو (القرآن وحده)؟، وأي دلالة في هذه الآية تمنع أن يكون ما أوحي إلى (محمد) عليه الصلاة والسلام القرآن وشيء آخر غير القرآن؟.

كذلك هناك بعض الآيات التي نزلت فيمن لا يؤمن بالرسول كرسول ولا يؤمن بالقرآن كوحي منزل من الله على رسوله استدل بها القرآنيون على الاكتفاء بالقرآن وحده، وهذه الآيات هي:
قال تعالى:
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ). (15_ يونس).
وقال تعالى:
(وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ). (19_ الأنعام).
وقال تعالى:
(تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ). (6_ الجاثية).
فلا أظن أن أحداً لديه أدنى درجة من الوعي والفهم يزعم بأن هذه الآيات موجهة للمؤمنين بالقرآن فعلاً، أو يفهم منها الاكتفاء بالقرآن وحده، أو أن الله لم يوح ولم ينزل على رسوله سوى القرآن فقط.

كذلك من الآيات التي استدل بها القرآنيون على (الاكتفاء بالقرآن وحده)، قوله تعالى: (وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً). (33_ الفرقان). فمن يجرؤ على الزعم أو القطع بأن الحق الذي جاء للرسول والأحسن تفسيرا هو القرآن وحده؟، وأي دلالة في هذه الآية تدل أو تشير إلى هذا؟.
كذلك من الآيات التي استدل بها القرآنيون على (الاكتفاء بالقرآن وحده) والتي تحتاج إلى وقفة تفصيلية تحقيقية متأنية هي هذه الآيات:
قوله تعالى:
(أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). (51_ العنكبوت).
وقوله تعالى:
(مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ). (38_ الأنعام).
وقوله تعالى:
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ). (89_ النحل).
وقوله تعالى:
(كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِياًّ لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). (3_ فصلت).
وقوله تعالى:
(تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ المُبِينِ). (1_ يوسف).
وقوله تعالى:
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً). (30_ الفرقان).

هل مضمون هذه الآيات ومدلولها يشير من قريب أو بعيد إلى (الاكتفاء بالقرآن وحده)؟، كلا، لا يوجد على الإطلاق لا في مضمون ولا في مدلول هذه الآيات أدنى أثارة من علم تشير إلى (الاكتفاء بالقرآن وحده)، إنما مشكلة القرآنيين تكمن في محدودية قراءتهم وقصر فهمهم لمثل هذه الآيات، فالقرآنيون ينظرون إلى الكفاية بالكتاب وحده، أو كون الكتاب لم يفرط في شيء، أو أن الكتاب تبيان لكل شيء، أو أن آياته مفصلة، أو أنه كتاب مبين، أو شكوى الرسول لربه من هجر قومه للقرآن، على أن كل هذه الأشياء مجتمعة تعني وتدل على أن الكتاب كاف بذاته، ولم يفرط في شيء بذاته، وتبيان لكل شيء بذاته، ومفصل بذاته، ومبين بذاته، دون أدنى احتياج إلى أي عامل آخر من خارجه يكشف لقارئ هذا الكتاب عن كيفية كفايته بذاته، أو إثبات عدم تفريطه في شيء، أو إثبات كونه تبيانا لكل شيء، أو معرفة كنه ذلك التفصيل في آياته، أو معرفة كونه مبين في ذاته. فالقول بهذا لا يقول به من لديه أدنى أثارة من علم أو فهم، بل القول بهذا يكذب ويخالف الواقع المشهود تماما، إذ لو كان القرآن الكريم مفصل في ذاته، ومبين بذاته، وكاف بذاته، كما يظن ويتوهم القرآنيون فلماذا إذاً يختلف الناس على مدار القرون حول فهم آياته وبيان مقاصده واستجلاء أحكامه وتشريعاته؟، بل إني أتحدى أن يكون من بين القرآنيين أنفسهم اثنين يتفقا على فهم آية واحدة من آيات القرآن الكريم، أو يتفقا على مقصد أو مدلول حكم تشريعي واحد من أحكام وتشريعات القرآن، فأين إذاً تفصيل الكتاب، وتبيان الكتاب، وكفاية الكتاب، ومبينية الكتاب؟؟.

وهناك عشرات الأمثلة التي نستطيع أن نسوقها من القرآن الكريم للتدليل على أن القرآن الكريم ليس بكافٍ وحده، ولا مفصل بذاته، ولا تبيان بذاته، ولا مبين بذاته ومن ذاته، ومن هذه الأمثلة: الحروف الواردة في أوائل بعض السور: (الم، ق، ص، حم، كهيعص، حم عسق، الر)، فمن جهتي أنا شخصيا لم أبحث في مضمون ومدلول هذه الأحرف حتى الآن، وقد قيل فيها عشرات الأقوال، فهل يتفق القرآنيون فيما بينهم على مفهوم ومدلول هذه الأحرف؟، وهل كون الكتاب مفصلة آياته، وتبيان لكل شيء، وفيه تفصيل كل شيء، وكتاب مبين، هل هذه الصفات الموصوف بها الكتاب يستطيع القرآنيون من خلالها فهم مدلول ومضمون هذه الأحرف الواردة في أوائل بعض السور؟.

كذلك قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). هل يستطيع القرآنيون أن يثبتوا لنا بالدليل الموضوعي العلمي الدور الإلهي لحفظ الذكر الحكيم؟، مع العلم أن أقدم نسخة من المصحف الشريف هي نسخة مصحف (عثمان بن عفان) ولا يوجد نسخة أقدم منها ولا توجد نسخة خطها الرسول بيده في العالم حتى هذه اللحظة، كذلك هناك عشرات الكلمات التي لم يرد معظمها في القرآن الكريم إلا مرة واحدة فقط كأمثال: (قسورة، قيله، سندس، استبرق، لا مساس، أسوة، ولات حين مناص، تسنيم، العاديات، ضبحا، الموريات، قدحا، أبا، طاغوت، المثاني، متشابهات، يخرصون، يعمهون، وحي، أسرى بعبده، كواعب، أتراب، عبقري، فطرة)، وغيرها عشرات الكلمات التي لا يمكن أن تعرف لها مفهوما أو مدلولا من القرآن نفسه.

هذا وناهيك عن عشرات وعشرات من الكلمات التي يظن الناس خطئا أنها مترادفة، وأنها بمفهوم ومدلول واحد ولا فرق بينها، ومنها على سبيل المثال، ما الفرق بين: (الشك، والريب، والظن، والامتراء، والإفك، والخرص)؟. وما الفرق بين: (الإيمان، والتصديق، والاطمئنان، والسكينة)؟. وما الفرق بين: (القلب، والفؤاد، واللب، وذات الصدور)؟. وما الفرق بين: (الرؤية، والبصيرة، والمشاهدة، والنظر)؟. وما الفرق بين: (الكلام، والحديث، والنطق، والقول، واللسان)؟. وما الفرق بين: (العقل، والفهم، والفقه، والتدبر، والعلم، والمعرفة)؟.

هذا وناهيك عن عشرات الآيات التي يقول بعض المشككين في القرآن أن بها (أخطاء نحوية)!!. وأكاد أجزم وأقطع بأن هؤلاء لا يستطيع أحدهم أن يخرج على قناة تلفزيونية أو يأتي أمامي ويتلو صفحة واحدة فقط من القرآن الكريم تلاوة جهرية صحيحة، أتحداهم أن يفعلها أحدهم ويقوم بتلاوة صفحة واحدة من القرآن الكريم تلاوة صحيحة وبصورة علنية أمامي أو أمام جمع من الناس، أتحداهم، فإذا كانوا لا يعرفون تلاوة كلمات القرآن تلاوة صحيحة فكيف يزعمون أن القرآن الكريم به أخطاء نحوية؟؟!!!، وربما أحدهم لا يعرف كم عدد حروف الجر، ومن أمثلة هذه الآيات التي يزعمون أن بها أخطاء نحوية:

• رفع مبتدأ إن: (إن هذان لساحران). وكان من المفترض أن يقول: (إن هذين لساحران).
• تأنيث العدد وجمع المعدود: (وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً). وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول: (اثني عشر سبطاً).
جمع الضمير العائد على المثنى: (هذا نِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ). وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول: (خصمان اختصما في ربهما).
• أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً: (وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا). وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول: (خضتم كالذين خاضوا).
• جزم الفعل المعطوف على المنصوب: (وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين). وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المنصوب فيقول: (فأَصدق وأَكون).
جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ). وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول: (استوقد... ذهب الله بنوره).
• نصب المعطوف على المرفوع: (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً). وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول: (والمقيمون الصلاة).
• أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة: (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً). وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول: (أياماً معدودات)
أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة: (كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات). وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول: أياماً معدودة).

وغيرها كثير وكثير من الآيات التي قالوا إن بها مخالفات صريحة لقواعد النحو، فهل يستطيع القرآنيون أن يردوا على هذه الاتهامات من القرآن نفسه؟ بالقطع لن يستطيعوا.

هذا وناهيك عن مئات ومئات من الجمل والعبارات والتركيبات اللسانية في نصوص القرآن الكريم التي عجز أمامها فطالح علماء اللغة واللسانيات وعجزوا عن فك شيفرتها، هذا وناهيك عن عشرات القضايا الفلسفية التي تتعلق بذات الله وعلاقة الذات بأسمائه وصفاته وكلامه ويده وعينه ومجيئه وغضبه وحبه وبغضه ورضاه وسخطه واستوائه ورؤيته وسمعه وبصره، وناهيك عن كثير وكثير من الأمثلة والقضايا الأخرى التي من المحال أن يتبينها القرآنيون بأنفسهم أو أن يفهموا مدلولها من القرآن نفسه. إذ لو كان الأمر بهذه البساطة والسهولة واليسر كما يتوهم القرآنيون فلماذا أكثر الناس لا يفهمون القرآن ولا يتبينون مقاصده؟؟، ويستوي في هذا عوامهم وخواصهم؟؟، بل حتى القرآنيون أنفسهم أكاد أجزم وأقطع أنه لا يوجد من بينهم اثنان يتفقا على مضمون ومفهوم آية واحدة فيه. بل ولماذا يستوي أمام القرآن الأمي والعامي والقارئ وغير القارئ؟، حتى المتعلم الذي حصل على أعلى الشهادة الجامعية والعلمية والأكاديمية يقف أمام القرآن ولا يكاد يفهم منه مدلول آية واحدة فيه، فكيف يقال بعد كل هذا أن القرآن كاف بذاته؟ وتبيان لكل شيء بذاته؟ وآياته مفصلات بذاتها؟ وكتاب مبين بذاته؟ وأحسن تفسيرا بذاته؟.

وعليه أقول: القرآن كاف ولكن ليس بذاته، ولم يفرط في شيء ولكن ليس بذاته، وتبيان لكل شيء ولكن ليس بذاته، وآياته مفصلة ولكن ليست بذاتها، وكتاب مبين ولكن ليس بذاته، وشكوى الرسول لربه من هجر قومه للقرآن ولكن ليس بهجر ذاته، كيف؟ سأضرب مثلين لمحاولة توضيح الأمر على النحو التالي:

المثل الأول: هب أن أجهزة الهاتف المحمول لم يتم اختراعها وتصنيعها بعد، وجاءنا شخص ما يحمل معه جهاز (هاتف محمول)، وأخبرنا أن هذا الجهاز الصغير الذي هو بحجم قبضة اليد نستطيع بواسطته أن نتكلم مع من شئنا في أي مكان في العالم، ونستطيع أن نكتب من خلاله رسائل بكافة اللغات ونرسلها إلى من شئنا في أي مكان في العالم، ونستطيع أن نرسل من خلاله كذلك صورا ثابتة وفيديوهات إلى أي شخص في أي مكان في العالم، بل ونستطيع أن نتحدث صوتا وصورة في نفس التوقيت مع أي شخص في أي مكان في العالم ويرانا ونراه في نفس اللحظة وبيننا وبينه آلاف وآلاف الكيلومترات. ونستطيع من خلاله أن نلتقط موجات الإذاعات المحلية والخارجية، ونستطيع أن نلتقط من خلاله موجات القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية، ولكن السؤال الأول الذي سيرد في أذهاننا ابتداء لحامل هذا الجهاز هو كيف سيتم هذا؟، وهل كل هذه الخصائص المذهلة وكل هذه الخدمات المبهرة سيقوم بها هذا الجهاز من ذاته ودون أدنى احتياج إلى أي عامل خارجي عنه أم ماذا؟.

الجواب: سيكون بلا، لن يستطيع هذا الجهاز الصغير بذاته أن يقوم بفعل كل هذه الخصائص ولن يستطيع أن يقدم كل هذه الخدمات بذاته، رغم أنه معد ومهيأ بالفعل للقيام بفعل هذه الخصائص وتقديم كل هذه الخدمات، لكن بمساعدة عوامل أخرى خارجية، ومن هذه العوامل المساعدة مثلا: وجود قمر صناعي في الفضاء من خلاله يمكن حمل الاتصال والرسائل والإشارات من جهاز الشخص المرسل إلى جهاز الشخص المستقبل، والقمر الاصطناعي سيحتاج إلى أبراج بث وتقوية، ويحتاج إلى أجهزة رصد ومراقبة لإجراء وتسجيل هذه الخدمات والخصائص، وكل هذا سيحتاج إلى غرفة تحكم حاسوبية مركزية داخل الشركة التي تقوم بتقديم هذه الخدمة، وغرفة التحكم الحاسوبية والشركة سيحتاجان إلى مئات وربما آلاف الموظفين والعاملين الذين يقومون على مراقبة وتنفيذ وإجراء هذه العمليات من داخل الشركة التي تقدم هذه الخدمات للعميل، والشركة (الأم) ستحتاج إلى عشرات الفروع لتقديم خدماتها للعملاء والمشتركين، أما (جهاز المحمول) من ذاته وبذاته ومن دون هذه العوامل الخارجية المعينة والمساعدة لا يمكنه على الإطلاق القيام بأي عملية ولا تقديم أي خدمة من هذه الخدمات بذاته ومن ذاته على الإطلاق، هكذا يكون القرآن الكريم.

المثل الثاني: كتاب للطب مفصل ومبين يشرح بدقة وبتفصيل وبتوضيح بالغين كيفية إجراء عملية جراحية لاستئصال ورم ما في المخ، هل يمكن لأي إنسان أن يقوم بتلاوة هذا الكتاب ثم يقوم من تلقاء نفسه بإجراء عملية جراحية لأي إنسان يعاني من ورم في المخ؟؟، الجواب: بالطبع لا يمكن، لأسباب كثيرة، منها وأولها: معرفة اللسان أو (اللغة) التي كتبت مادة الكتاب بها، هل هي العربية؟ أم الإنجليزية؟ أم الفرنسية؟، أم الألمانية؟، ونفترض أنه باللغة (الإنجليزية) على سبيل المثال، وكان من بيننا من يجيد (الانجليزية) تلاوة وكتابة، فهل كل من يجيد الإنجليزية يمكنه الإحاطة بعلم المصطلحات العلمية الطبية الخاصة بجراحة المخ؟، بكل تأكيد لا، بل إن (الإنجليز) أنفسهم الذين تعتبر (الإنجليزية) لغتهم الأم، لا يمكن أن يحيطوا بعلم المصطلحات العلمية الطبية الخاصة بجراحة المخ، بالضبط كما هو الحال في (اللسان العربي) والمتكلمين به الذين تعتبر (العربية) لسانهم الأم، هل يحيطون علما بالمصطلحات العلمية العربية الفسلفية أو السياسية أو المنطقية أو النحوية أو الصرفية أو الطبية وهم غير متخصصين فيها؟، بكل تأكيد لا، وحتى لو كان هناك شخص يحيط بمدلولات وعلم المصطلحات العلمية الطبية الخاصة بجراحة المخ ولكن بصورة نظرية، هل يمكنه من خلال معلوماته النظرية أن يجري جراحة يستأصل فيها ورما في المخ لمريض ما؟. بكل تأكيد لا، إلا بعد حصوله على العلم النظري وتمكنه منه، ومن ثم لابد وأن يدخل في مراحل التدريب العملي مع متخصص داخل غرفة العمليات ليتعلم منه كيفية إجراء هذه الجراحة، وبعد التدريب والتمرين العمليين المكثفين يمكن السماح له بأن يقوم بإجراء مثل تلك الجراحة. وبهذا فالكتاب الطبي هذا الخاص بجراحة المخ ليس بكاف وحده، وليس بمفصل في ذاته، ولا مبين بنفسه، وإنما يحتاج إلى عوامل خارجية كثيرة مساعدة ومعينة. وهكذا يكون القرآن الكريم.

فلو كان الأمر بهذه السهولة واليسر، أو لو كان الأمر كافيا ومقصورا على القرآن وكفى _كما يزعم القرآنيون_ لما كان هناك من داع أو حاجة لإرسال الرسل، وكان يكفي الله سبحانه وهو القادر على كل شيء أن ينسخ لنا عدة ملايين من القرآن ويلقي بها علينا من السماء، بل سيكون في هذا إعجازا عظيما يبهر الناس ويدعوهم للإيمان أكثر بكثير من إرسال رسول منهم يعذبوه ويضطهدوه ويخرجوه ويقاتلوه ويقاتلهم. أليس كذلك؟ فلما (وجع الدماغ) أصلا؟.

وعليه أقول: لم ترد آية واحدة في القرآن الكريم نصت على اتباع (القرآن وحده) وفقط، ولا يوجد نص واحد على الإطلاق في القرآن الكريم يقول إن ما أنزل إلينا من ربنا هو القرآن فقط، ولا يوجد نص واحد في القرآن الكريم يقول إن ما أوحي إلينا من ربنا هو (القرآن وحده) وفقط. فلا يوجد على الإطلاق مثل هذا إلا في خيال وأوهام من ينادون باتباع القرآن وحده.

كذلك ما أسهل وأيسر قول القرآنيين لك إذا ناقشت أحدهم: إن الرسول ما عليه إلا (البلاغ) فحسب. ثم يتلو على مسامعك بعض آيات القرآن الكريم التي تشير إلى أن الرسول تقتصر مهمته ووظيفته على (البلاغ) فحسب. وهذه بعض آيات القرآن الكريم التي يستشهد بها القرآنيون على أن مهمة الرسول مقصور ومحصورة في (البلاغ) فحسب، على النحو التالي:
قال تعالى:
(وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ). (12_ التغابن).
وقال:
(فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ). (20_ آل عمران).
وقال:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ). (92_ المائدة).
وقال:
(وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلاغُ وَعَلَيْنَا الحِسَابُ). (40_ الرعد).
وقال:
(فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ). (35_ النحل).
وقال:
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ). (54_ النور).
وقال:
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ البَلاغُ). (48_ الشورى).

كذلك من الآيات التي يستشهد بها القرآنيون على الاكتفاء بالقرآن وحده آيات الأمر بطاعة الرسول، يقولون: إن الأمر بطاعة الرسول في بعض آيات القرآن الكريم لا تعني سوى طاعته في أوامر وأحكام القرآن فحسب، ولا تعني شيئا آخر سوى القرآن الكريم. وعليه أقول: هل وظيفة الرسول تنحصر في (البلاغ) فحسب؟ وهل البلاغ يدل على محض توصيل نصوص القرآن للناس فحسب؟. وهل الأمر بهذه السهولة وبهذا اليسر وبهذا القصر والحصر؟. وهل أمر الله للناس في كثير من آيات القرآن بطاعة الرسول لا تعني غير طاعته على الصلاة والسلام في أحكام وتشريعات وبلاغ القرآن فحسب؟، وهل لم يأت لرسول الله وحي آخر سوى القرآن فقط؟ وهل رسالة الإسلام قاصرة فقط على القرآن الكريم؟ وما معنى قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى)؟، وما هي السنة؟ وهل السنة هي الحكمة؟ أجيب على هذه الأسئلة وغيرها في الفصل التاسع.

(للحديث بقية في الفصل التاسع)

الفصل الأول: (عرض تمهيدي لقضية السنة)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293175
الفصل الثاني: (الصحابة والسلف بين التقديس والشيطنة)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293537
الفصل الثالث: (تاريخ نقد وإصلاح التراث الإسلامي وتنقيحه)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=294154
الفصل الرابع: (تاريخ إنكار السنة ونشأة القرآنيين)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=294768
الفصل الخامس: (القرآنيون ومأزق حفظ وجمع القرآن)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=295266
الفصل السادس: (القرآنيون والتفريق بين النبي والرسول)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=295917
الفصل السابع: تابع (القرآنيون والتفريق بين النبي والرسول)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=296491

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك:
http://www.facebook.com/profile.php?id=100001228094880&ref=tn_tnmn



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنة ما لها وما عليها: الفصل السابع: تابع (القرآنيون والتفر ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل السادس: (القرآنيون والتفريق بي ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الخامس: (القرآنيون ومأزق حفظ و ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الرابع: (تاريخ إنكار السنة ونش ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثالث: (تاريخ نقد وإصلاح التر ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الثاني: (الصحابة والسلف بين ال ...
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الأول: (عرض تمهيدي لقضية السنة ...
- إطلالات قصيرة على واقع المشهد المصري الحالي
- لماذا بصق المصريون في وجوه نخبهم وإعلامييهم؟
- شيفونية المصريين
- (توفيق عكاشة) نموذج معبر عن حقيقة الشخصية المصرية
- من ينقذ المصريين من أنفسهم؟
- من حق (فاطمة خير الدين) أن تكون عاهرة وتفتخر
- أما أنا فأقول لكم
- ما لا يقال ولن يقال حول الصراع الإسلامي المسيحي في مصر
- (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) رد على: علال البسيط
- تعليقات على مقال أم قداس في كنيسة؟
- (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا)
- الرجل هو من استعبد المرأة والرجل هو من حررها
- علاقة الغرب العلماني المتحضر بالحاكم العربي


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - السنة ما لها وما عليها: الفصل الثامن: (هل القرآن كافٍ وحده؟)