أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - لأجلكِ














المزيد.....

لأجلكِ


علي غشام

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 18:07
المحور: الادب والفن
    



تترائين من بعيد بين زحمة الوجوه التي تراكمت في حياتي ، وكأنكِ تبزغين من بين أتون تلال الذكريات التي أتخمت مخيلتي ، وأخيراً تعلمت كيف أكون سعيداً لهذا الحدّ ..وجودك قربي ينسيني ألوان الحياة الأخرى فلونك طاغٍ على المشهد الذي أنت فيه ، ثم أصحو وكأني كنت داخل حلم قصير ، هذا ما تجود به الحياة على أيام عمري اللاهثة وراء الجمال الذي تجسد باستدارة وجهكِ ، وابتسامتك التي ترسم لي طريقاً كنت أجهله لوقت قريب فلم أجرب بعد أن أكون قريباً لهذا الحد من حلمي..انتظر شروقك كمن سهر ليلتهُ ينتظر فجراً أبى أن يتنفس ضياءه..!
أذوب كل يوم بابتسامتك التي سحرتني من أول ما وقعت عيوني على ذلك الوجه المخملي..كنتُ أخشى أن أضيع في عيونك التي اختصرت كل تعابيري وكلماتي.. يا زهرةً لم ترتوِ بعد من عطش الحياة ، فأني لم اشبع من عنف الأيام التي فاجأتني بمثلك ..
أين كنتِ.. أين أنت من كل هذا الذي يحدث لي؟؟
ما زلت انتظر قدوم ربيعي المتأخر ..فاخبره أن الطيور استوطنت من جديد وأبتْ الهجرة الى المجهول وسباتي أوشك أن ينقضي بعد طولِ تجمدٍ في شتاءات الزمن المرّ ..
كنت أنت وكأن الزمن قد توقف عند أعتاب وجودك ليبدأ العد التنازلي لحلاوة الحياة القصيرة ووهجها الذي طالما سحرني وهمّتُ به لأسرق من بين آلامه ونكباته لحظات فرح أعادتني لزمن مضى ولكن بنكهة جديدة.أنا وأنتِ وهذا السباق نحو اكتمال الأحلام بمباركة الوجود السرمدي ليثبت للناس إن الدنيا بدون حبّ هباء وعدم .
هذا ما حدث ويحدث ليّ عندما أكون قريباً منكِ لحد ذوباني في بحركِ الذي أرغب بشدة أن أخوض غماره في سفينتي المتهرئة من بقايا كؤوس باتت فيها روائح الخمور الرومية في أدنان الرغبة الأزلية للعاشقين من آدم وانتهاءً بأصغر عاشق هام بمعشوقته بقدر هيام العُبّاد والزُهاد وصوفيتهم بآلهتهم ..
نتعلق بأهداب الرغبات لتورثنا.. لذة قصيرة ننتشي بها فننسى حينها إننا كنا وما نزال نسكن هذه المستديرة في عالم أثيري محفوف بعطور طريق الحرير و سمرقند وحرير آسيا الوسطى فننطلق برحلة لا نودّ أن تنتهي ..
معقول ما يحدث لي..؟
في ساعة الصفر من خريف العمر ..؟؟ في هذا الخضم الهائل من اشتباك أسنَّةِ الهموم؟
أحسُّ بالدنيا كلها بين يدي عندما تداعب مخيلتي أحلامي المجهضة ..أخاف أن أزيدها حلماً آخر يتراكم مع تلك التي أُتخمتْ بها ذاكرتي .
أنت بالنسبة لي حلماً أخاف أن يُجهض مع باقي أحلامي التي سبقته فأنا لم استمتع بأحلامي من قبل كانت كلها قصيرة وأصبحت تاريخ أحنُّ إليه في خلواتي مع نفسي ..
وتندفعين من بين كل الصور والذكريات رغم أنك ما زلتِ واقعاً أراه كل يوم ..تظهرين فجأةً فتغيب كلها إلاّ أنت تبقين وحدك تؤرقين لياليَّ وأيامي وأخاف أن أخسرك فرضيت بالبعد وأكتفيت بالنظر إليكِ لأكون قريباً الى هذا الحد منكِ بحكم الواقع ..
صوتك .. ذلك النغم الحزين المرتجف المتهدج مع تنهيدات أنفاسك التي أحس بعطرها..
تعذبينني بصوتك الشجي الذي لا يعرف حدوداً لأسماعي ..فأُذناي تلتقط صوتك من بين كل الأصوات..أعرفه جيداً فقد حفظتُ كل أخاديده وتعابيره ..
لأجلك يا أهزوجة تترنم بها أُذناي كل يوم..اكتب وأضل أكتب وأكتب وأكتب..وأحتضر.
أُصَّبر نفسي..استلها منكِ .أبقى متأثراً بحضورك الى أن تغيبين عن ناظري.
عيناك ..امتداد دهور من الغرام يهيم الناظر إليهما .تجبرني على الغوص في أعماقك..غموضك يعني جمالك..
جمالك يعني عيونك يعني ابتسامتك..!
امتزجت ألوان ملابسك بطبعك ..آه..لقد أنهكتيني بجدارة ..أتعذب كل يوم بهجير اللامبالاة المصطنعة .. إنك تعلمين ما يجول بخاطري لكنك تَخشَين الاقتراب ..فالزمن أخذ منك ما أخذ بصمت ..
استوطنت صورتك في ذاكرتي ..كجرحٍ يأبى الإلتئام .
آه.. ليتني استطيع أن أضع رأسي على صدركِ لأسمع دقات قلبكِ حتى أقدر أن أترجم نبضاته واستعلم منها كيف يمكن الوصول الى إليه.. كيف يمكن الفوز به ..؟؟؟

علي غشام
16/7/2011



#علي_غشام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يكن وصلُك إلاَّ حُلماً...
- أمي وأشياء أخرى
- عتب
- الافتراس
- كان هناك
- اقتصاد العراق..الى اين؟؟
- التدخل الاجنبي الثقافي في العراق
- قصة قصيرة
- أمنية


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - لأجلكِ