أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - مَجلس النواب وعَودة حليمة














المزيد.....


مَجلس النواب وعَودة حليمة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 15:35
المحور: كتابات ساخرة
    


" أحدهُم كان جالساً في المقهى ، وهو في حالة إنزعاجٍ واضحة ، والهَمُ بادٍ عليهِ .. فسألهُ صديقه : ما بِكَ ؟ أجاب : لقد زَعلَتْ زوجتي مني وقررتْ أن لاتُكّلِمني لِمُدة شَهر . فقال صديقه : يارَجُل ، هل حقاً هذا ما يُزعجك ؟ أجاب : نعم ، لأن اليوم هو آخر يومٍ في ذاك الشهر ! " .
يبدو ان صاحبنا ، كان بالأصل مُستاءاً من " ثرثرة " شريكتهِ ، وحانقاً بالأساس من حديثها المُتواصِل الذي لاينقطع ، وترديدها للأحاديث المُمِلة والتافهة واخبار الجيران والمَحّلة .. وعندما حاولَ أن يُثنيها قليلاً عّما تفعله .. خاصَمَتْه وقررتْ أن " تُعاقِبَهُ " ، بأن لاتُكّلِمه لِمُدة شَهر ! ... وكما هو واضح ، فأن صاحبنا ، إعتبرَ تلكَ العقوبة " مُكافأة " .. إذ سيستريح لفترة من كلامها ، إلا انه اليوم مقهور ، لأن الشهرَ إنتهى ، وسوف تعود حليمة لعادَتِها القديمة ، بل رُبما ستزيد من الثرثرة ، لتعويض الشَهر الذي فاتَها !.
الوضع أعلاه ، شبيهٌ الى حدٍ ما ، بوضع مجلس النواب عندنا .. إذ ان أبرَز إنجازاته الماثلة للعيان ، هي الإسراع بتشريع قوانين عديدة ، خاصة برواتب وإمتيازات أعضاء المجلس ، إضافةً الى النقاشات الفارغة الغير مُجدِية والتي لاتحُل أية مُشكلة .. والتصريحات النارية التي تُؤزم الاوضاع .. والمُزايدات المُستهجنة التي تسخر من الشعب ... وإقرار شراء سيارات مُصّفَحة للأعضاء .. والمؤتمرات الصحفية لإستعراض العضلات البلاغية لاغَير ... والصفقات المُحاصصية المُريبة ... كُل هذه " النشاطات " لمجلس نوابنا الأغَر ، تُرْبك الجماهير ، وتُحبِطها .. وتجعلها تقتنع يوماً بعد يوم .. بأنها أي الجماهير ، إقترَفَتْ ذّنباً عظيماً ، بإنتخابها مثل هؤلاء وتنصيبهم نواباً عن الشعب ! . نعم .. فهذه الفئة ، تَنَهِم وتستحوِذ وتحتكِر وتُمارس ممارسات دكتاتورية مقيتة وغارقة في الفساد .. وتلك الفئة الأخرى ، تُقاطع مزاجياً ، وتخترق ، وتُنسِق مع جهاتٍ خارجية مشبوهة ، وتغرق مثل نصفها الآخر في لُجَة الفساد أيضاً ! .
لقد ثبتَ لنا ، نحنُ العراقيين ، ان احسنَ فترة من عُمر مجلس النواب ، هي [ العُطلات ] الرسمية وغير الرسمية .. التي يتمتع فيها المجلس بالعُطلة .. ففي ذلك الوقت ، يستريح الناس ، من المشاكل التي يخلقها أعضاء المجلس ورئيس المجلس ونواب الرئيس ( الذين يستلمون التعليمات والاوامر من رؤساء الكُتل وزُعماء الاحزاب ، ولا يمتلكون ادنى إستقلالية للأسف ) ، والتكتلات والتخندُقات ، التي يخلقونها ، والتي تُؤثِر على الشارع سلبياً .. وتبعية النواب وولاءاتهم الضيقة لأحزابهم وقومياتهم .. علماً ان القانون ينص على ان الدورة التشريعية هي أربعة سنوات ، وكُل سنة عبارة عن فَصلَين تشريعيين ، وكُل فصل أربعة أشهُر ... أي ان في كُل فصل تشريعي ، هنالك عُطلة لمدة شَهرَين !.
قالَ عراقي لِصاحبهِ : ما لي أراكَ عابساً مُكفهراً ؟ أجاب : لأن عطلة مجلس النواب شَهرَين . قال : ولماذا أنتَ مقهور ، هل تعتقد انهم سيحلون مشاكلنا ، لو لم تكن هنالك عطلة شهرَين ؟ أجاب : لا .. ما يزعجني هو ان الشهرَين على وشك الإنتهاء !. وأخشى ان تعود حليمة لعادتها القديمة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلاق .. محلِياً وفي المهجَر
- الشعارات الخَطِرة
- لَعّلَ وعَسى
- التُفاح المُحتَضِر في دهوك
- المرحلة الحمارية والمرحلة القردية !
- معارِك آيات الله ، على السلطةِ والنفوذ
- سوريا .. فوضى ومُستقبلٌ غامِض
- دولةٌ في مَهبِ الرِيح
- على هامش زيارة الحكيم الى تُركيا
- تنعقِدُ القِمّة ... لاتنعقِد القِمّة
- الديك والدجاجة
- إمرأةٌ من بغداد
- مُستشارون وخُبراء
- الكِتاب .. والكَباب
- جانبٌ من المشهد السياسي في الموصل
- اُستاذ
- الإمارات الكُردية المُتحدة !
- التسويق
- الحِذاء الضّيِق
- البرلمانيون والشُقق الفاخرة


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - مَجلس النواب وعَودة حليمة