جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 12:23
المحور:
الادارة و الاقتصاد
تعتبر الدول التي لا تحرز نمو اقتصادي سنوي من الدول التي اقتصادها في خطر و التي تسجل معدلات سنوية منتظمة من النمو دول لها اقتصاد سليم دون ان نسأل السؤال البسيط الاتي:
الى متى يمكن ان يستمر النمو؟ الى ما لا نهاية؟ هل من المعقول ان يستمر النمو الى الابد؟ و على حساب من يستطيع النمو ان يستمر؟ نعم كل شيء في الطبيعة ينمو و يكبر و لكن للنمو و الكبر حدود لا نستطيع تجازها كيفما نشاء. فالانسان لا ينمو و يكبر ليصل ثلاثة امتار لان في ذلك خطر على حياة الانسان نفسه و الاشجار لا تنمو لتصل الى الملائكة في السماء.
في الحقيقة تكمن في النمو نفسه بذرة الموت. تتقرب ساعة الموت لا محالة منذ الدقيقة التي فتحنا اعيننا فيها على الحياة و ذات مرة التقيت بشخص كان يحمل في جيبه عداد او قياس و يقول: كل دقيقة تنظر اليه يصبح حياتك اقصر و اقصر. نعم تساوى هذه الصورة الواضحة الف كلمة.
لا يختلف الاقتصاد عن بقية الظواهر و اليوم ليس هناك نمو بمعزل عن اعتبارات اخرى فمثلا الاقتصاد الصيني الذي يسجل طفرات كبيرة في النمو السنوي هو على حساب تلوث البيئة و هدر الموارد و استغلال طاقتها البشرية باسعار زهيدة و و بالتالي يرجع على البلد بعواقب وخيمة. فالصين الشيوعية او الجماهيرية لا تحترم الطبيعة و لا جماهيرها لاجل طمع المال و اصبحت بذلك رأسمالية اكثر من الدول الرأسمالية نفسها.
يستند المبدأ الاقتصادي نفسه على الربح و الخسارة في نفس الوقت فمثلا اذا قضيت خمس ساعات في العمل ربحت بذلك مايعادلها من المال و لكن خسرت ايضا خمس ساعات راحة او مع عائلتك و الشركة التي تزيد من قابلية منافسة منتجاتها تنافس شركات و منتجات اخرى اي تتم المنافسة دائما على حساب سلعة آخرى لشركة اخرى او بعبارة اخرى سعادتي تعتمد على مصيبتك و هي ليست السعادة الزوجية تعتمد فيها احيانا سعادتنا على سعادة نصفنا الاخر و لكن مصيرنا في الحالتين يرتبط بمصير الاخر لا يمكن ان نستغني ابدا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟