أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!















المزيد.....

آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1076 - 2005 / 1 / 12 - 09:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ماذا يجري في السعودية؟
الكل يتحدث عن مكافحة الإرهاب، وخاصةً الدول المجاورة للعراق، والكل أيضاً يدّعي أنه ضحية "الإرهاب الخارجي" إذا صحّ التعبير، لكن الأكثرية تتفق على أن الإرهاب السلفي أو ما يُصطلح عليه "الوهابي" يتصدر القائمة، خاصةً في العراق. نظرة خاطفة على قائمة الإرهابيين في العراق وسرد بسيط للمُعتقلين هناك أو الانتحاريين نرى أن من يتصدّر هذه القائمة هم من السعوديين، كما تصدّروا قائمة الجريمة الكُبرى بتاريخ 11 سبتمبر 2001 م عندما اصطدمت طائرتين ببرجي التجارة العالمي.
منذ ذلك الوقت، والسعودية تتحدث عن عملها الدؤوب في مكافحة الإرهاب، وأنها "السعودية" وأمريكا صفاً واحداً ضد الإرهاب. إن اتهام الحكومة السعودية بدعمها للإرهاب "العالمي" لم يأت من فراغ، فبلايين الدولارات صبّت ولازالت تصب في المؤسسات المحلية والدولية المتطرفة التي أنشأتها الحكومة، وعليه كانت النتائج أيضاً دولية، فقد كسح المد الوهابي كل سُبل التسامح والمحبة وقبول الآخر، وحفر مكانها الموت على صفة كراهية المختلف والولاء والبراء والتكفير حتى أصبحت معظم مصطلحات هذا المد هي قطع الرؤوس والعمليات الانتحارية والخطف والتفجير في أكثر من مكان، وفي العراق والسعودية على الأخص.
مدير العلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية السعودية د. سعود المصيبيح ذكر في مقابلة له على الهاتف مع قناة الإخبارية بُعيد العملية الانتحارية يوم الأربعاء (28 ديسمبر 2004 م) التي استهدفت وزارة الداخلية، قال بأن الفكر يُحارب بالفكر، وأضاف بما معناه، بأن المعركة ليست فقط معركة سلاح ولكن هناك دور كبير للجهات الأخرى "غير الأمنية" للمساعدة في مكافحة الإرهاب. من يستمع له، ويستمع لمسؤولين آخرين في الحكومة السعودية يخرج بنظرة مفادها أن الحكومة السعودية تعرف المشكلة ولا تحتاج لمن يساعدها في فهم الإرهاب الداخلي والجهات التي تقف معه، وأنها فعلاً تسعى لاستئصاله؛ لكن على أرض الواقع يرى المراقب تناقضات خطيرة وتضارب في التصريحات وكذلك في التحركات الساعية للقضاء على الإرهاب. بل أحياناً يكون العكس صحيحاً، حيث أن العديد من تلك التحركات تُساعد على زيادة وتيرة العنف وتُقلل من الأعمال السلمية والفكرية التي تكافح العنف والتطرف وتدعو للتسامح وقبول الآخر.

أين التسامح وقبول الآخر؟
خلال الأيام القليلة الماضية فقط ومع بداية العام الميلادي الجديد، انتشرت موجة الكراهية من جديد على مواقع مشايخ الإرهاب وعلى رأسها موقع الإسلام اليوم لسلمان العودة وكذلك موقع المسلم للنازي ناصر العمر الموالون لتنظيم القاعدة والذين تدعمهم الحكومة السعودية، ففتاوى تحريم الاحتفال بالعام الجديد ومشاركة النصارى فيه، وكذلك تحريم بيع ما يساعد على الاحتفال به، بل حتى تحريم التهنئة للنصارى بالعام الجديد أو بالهدايا أو الحضور في هذه الاحتفالات، يعني أن الوضع مازال في مرحلة الخطر. هذا التحريم لا يقف عن حد معين بل يصل إلى وصف هذه الأعمال بأنها مساعدة على الإثم والعدوان وإن العقوبة شديدة مستدلين بالآية الكريمة" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" لأن ذلك يعني تعاوناً مع الكُفّار. فتاوى أخرى تضيف بأن ذلك في تشابه مع "الكفاّر" وأن ذلك يخالف "الولاء والبراء" وتصل إلى وجوب كراهيتهم واحتقارهم.
هذا من جانب النصارى، أماّ ناحية الوضع الداخلي وأعني الشيعة في السعودية، فالوضع أكثر تعقيداً. ففي الوقت الذي افتتح فيه الأمير عبدالله حقل القطيف الذي ينتج حوالي مليون برميل يومياً، ظهر لنا "إرهابي" جديد موالي لتنظيم للقاعدة الارهابي باسم د. محمد الطرهوني في مقال له بعنوان "ملفُ السنةِ والشيعةِ لن يغلق" بتاريخ 25 ديسمبر (نشره موقع الساحات) يصف التشيع بأنه ديانة غير الإسلام ويُحرّض الحكومة ضد الشيعة ويمتدح فعلتها بحجب شبكة راصد الإخبارية؛ ولا يكتفي بذلك بل يدعو إلى مواقع إرهابية متطرفة لزيارتها ومعرفة حقيقة الشيعة. بل في موقعه المتطرف يستقي أخباره من موقع الكذب والإرهاب المسمّى بمفكرة الإسلام.
الطرهوني لمن لا يعرفه، هو داعية لطالبان والقاعدة، بل يقوم بتجنيد الشباب لتنظيم القاعدة عن طريق دورات "جهادية" وله في هذا المجال عشر محاضرات عن فقه الجهاد يدعو فيها لقتال "الكفاّر"، ويصف الحرب على العراق بأنها صليبية في محاضرة "فضل الشهداء والحال في العراق وجهاد الدفع" بتاريخ 8 صفر 1424 هـ. يضيف في محاضرته بأن هذه الحرب الصليبية "تستهدف الإسلام والمسلمين ودفع هذه القوات الغازية عن بلاد المسلمين ومحاربتهم وقتالهم إنما هو جهاد في سبيل الله يؤجر عليه صاحبه، ومن استطاع أن يجاهدهم بنفسه وماله وما يمكنه فهو في سبيل الله"، وبهذا فهو يختلف مع الحكومة التي "يُحرِضها ضد الشيعة" ويمتدح فعلتها بحجب موقع شبكة راصد، وكذلك يختلف مع أشد المتطرفين مثل العمر الذي ينفي أنه دعا "للجهاد" في العراق.
كذلك فالطرهوني في مقابلة له مع موقع مجلة العصر المتطرفة (17 نوفمبر 2004 م) ينال من الشيخ عبدالمحسن العبيكان لانتقاده الذهاب للعراق وأن المقاتلين هناك ليسوا مجاهدين، فوصف الشيخ العبيكان أوصافاً بها من الوقاحة والانتقاص الكثير. ففي رد حول تصريح العبيكان يقول الطرهوني "لو لم نعرف عين القائل بذلك لقلنا إنه إما جاهل أو مدفوع الأجر، ولكن كما قال كثير من العلماء من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، والشيخ ليس من أهل التفسير وغالب انشغاله بالقضاء الذي يستنفذ وقت القاضي ويشغله، ولعله السبب في عدم ترقي الشيخ في الدرجات العلمية". في موقع آخر من المقابلة يقول عن هيئة كبار العلماء بأنهم يفتون للحكومة "وعلى كُلٍ هيئة كبار العلماء جهة رسمية معينة أفرادها لا يزيدون علماً عن غيرهم من أهل العلم، بل هناك من هو أعلم منهم بلا جدال ولا ريب، وكل ما في الأمر أن هذه جهة معتمدة لدى الدولة في أوقات الحاجة، وهذه الهيئة غير معتمدة في غير المملكة"، فهو هنا يطعن في مستوى أعضاء الهيئة وفي نزاهتهم أيضاً وأنهم يفتون بما تراه الحكومة.

ماهو موقف الدولة من دعاة التطرف والإرهاب؟
في الوقت الذي تستمر فيه الحكومة السعودية بتضييق الخناق على الإصلاحيين ودعاة السلم وتسجن من يدعو للإصلاح، في الوقت الذي قارب العام على سجن قادة المجتمع المدني الأبطال الأساتذة عبدالله الحامد، متروك الفالح وعلي الدميني؛ لازالت الحكومة تغض البصر عن أعمال دعاة الكراهية والعنف والتطرف والإرهاب، بل تدعمهم مثل السماح لسلمان العودة بإنشاء مجلة "الإسلام اليوم" مخالفةً بذلك كل القوانين التي سنّتها الدولة نفسها وعلى رأسها وجود رأس مال كبير وتفرغ كامل لطاقم لا يقل عن ثلاثين شخصاً، وتمنع في الوقت ذاته الإصلاحيين من تقديم عريضة ورقية تطالب فيها بالإصلاح.
في الوقت الذي تدعو فيه الحكومة للتسامح وقبول الآخر وتتحدث عن المواطنة، تراها تصمت عن دعوات العنف والكراهية ليس فقط على مواقع التطرف، بل وصل ذلك إلى الصحف والإذاعة نفسها. فهاهو محمد بن أحمد الفيفي عضو الدعوة والإرشاد في وزارة الشؤون الإسلامية في مقاله الذي نشرته صحيفة الاقتصادية بتاريخ 24 ديسمبر 2004 م بعنوان "تثير الفتن وتحدث الشغب وتسفك فيها الدماء 4 شواهد تؤكد مخالفة "المظاهرات" للكتاب والسنة" يقول في المفاسد المترتبة على المظاهرات "ما أكثر المظاهرات التي خرج فيها المسلم والنصراني والرافضي متماسكين يعضد بعضهم بعضا، يصرخون بصوت واحد، فإن كان هذا ليس مما يخدش مظاهر الولاء والبراء عند المسلم". نحن نفهم ونتفهم الفتوى لمنع التظاهر خدمةً للحكومة، ولكن لا نستطيع إيجاد العذر للحكومة عندما يتم إخراج الشيعة من الإسلام ووصفهم بالرافضة وأن المظاهرة يخرج فيها المسلم والنصراني والرافضي، يعني أن الشيعة ليسوا مسلمين. كذلك في الإذاعة السعودية ذاتها التي تحاول محاربة الغلو والتطرف تراها تمارس الغلو والتطرف نفسه. في يوم الأحد 18 ديسمبر 2004 م، الساعة الواحدة مساءً، بثّت إذاعة القرآن الكريم (تردد 100 على موجة إف إم) محاضرة الأسبوع، وهي خطبة للشيخ إبراهيم بن تركي بن حمود بعنوان "الغلو الفكري ونتائجه" تحدث فيها عن الغلو الفكري. يُخّيل للسامع بأن العنوان سيتحدث عن دعاة الإرهاب وتجنيد الشباب للانضمام إليهم في هذا الوقت الحرج، ولكن العكس صحيح، فقد دخل في البدعة وأهل البدع، والغلو في الأئمة وعصمتهم. لا يخفي على السامع بأن هذا الشيخ يتحدث عن الشيعة، وليس عن بن لادن، فأين مكافحة الغلو الفكري في إذاعة حكومية تتحدث باسم الوطن كاملة، وليس باسم فئة شاذة تحدّد مصير الوطن كُلّه؟
المراقب للأوضاع المحلية مؤخراً يرى أن هناك حملة إعلامية طائفية تقودها وزارة الداخلية للنيل من الشيعة خاصةً بعد زيارة الأمير عبدالله للقطيف وافتتاحه حقل القطيف؛ وربما من ضمن أهداف هذه الحملة هي تقليل الضغط على التيار الوهابي على حساب الشيعة والوطن كما تم في السابق فتح نفس القنوات إبان الحرب العراقية الإيرانية وكذلك في فترة "الجهاد ضد السوفيت" في أفغانستان، وكذلك إظهار الأمير عبددالله بأنه غير قادر على إدارة دفّة البلاد وأن الإدارة الفعلية كما هو واضح بيد وزير الداخلية نايف. هذا يُبين بأن وجود الأمير عبدالله أو غيره على قمة الهرم الحكومي لن يغير في سياسة الحكومة السعودية التي هي مثال وضاح للعنصرية والطائفية وهي اليد الطولى للتيار السلفي.

ما هو موقف الدولة من الإصلاح؟
بالتأكيد فإن موضوع الإصلاح لن يرتبط بموضوع مكافحة الإرهاب، أو هكذا تُريد أن تقول حكومة آل سعود، فهي "قوية"، والإصلاحات "مستمرة" منذ إنشاء هذا "الكيان"، وعليه فليس هناك "توقّف" في العملية الإصلاحية! ربما لهذا السبب قامت الداخلية السعودية بإصدار قرار خرج عن مجلس الوزراء (الاثنين 4 أكتوبر 2004 م) يعاقب أي موظف حكومي ينتقد سياسة الدولة في بيان أو خطاب أو حوار إعلامي عن طريق التحدث للصحافة المحلية أو الخارجية أو عن طريق إعداد بيان أو مذكّرة أو المشاركة في اجتماع، وهذا يعني تكميم الأفواه بشكل لم تفعله أياً من الديكتاتوريات المجاورة عربياً أو إسلامياً. الغريب في القرار هو ربطه بواجب الحياد والولاء للوظيفة العامة، تعزيزاً "للوحدة الوطنية"؛ فالوحدة الوطنية في نظر الحكومة السعودية تأتي بأن تتبع المثل القائل: أنا لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، وهذا لن يخدم الوطن بأي شكل من الأشكال، بل أدىّ إلى صنع "رعية" من الأموات التي تسير كما الآلة، لا تُبالي بشيء، لأن ذلك "ليس من شغلها".
ما ذكرته سلفاً ليس من نسج الخيال وليس به أي تهويل أو تضخيم لما يحدث، فتحت عنوان (الداخلية السعودية: هكذا نحارب "الإرهاب") قام موقع إسلام أون لاين (7 يونيو 2004 م) بعد أسبوع تقريباً من تفجيرات الخبر بمقابلة مع سعود المصيبيح مدير العلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية السعودية حدد فيها المصيبيح سياسة الدولة في مكافحة الإرهاب، منها تأمين الحدود، تجفيف منابع التمويل الخاصة التي تأتي عن طريق التبرّعات، توعية بعض الخطباء المخدوعين بفكر الشباب المنحرف، تفعيل التعاون مع الدول التي لها خبرة واسعة في مواجهة الإرهاب "مصر مثالاً"، التعامل الجيد مع من يلقي السلاح وكذلك مواجهة أفكار الجماعات المتطرفة على الإنترنت. لم يذكر المصيبيح أي نقطة لها علاقة بالإصلاح والمساواة والمحاسبة والحريّات الدينية وحرية التعبير والانتخابات وحقوق المرأة والأقلياّت، مما يعني أن سياسة الحكومة لم تتغير، فهي تريد أن تضرب كل من يتحرك في اتجاه التغيير سواءً سلماً أو غير ذلك. بل أن الحكومة تُرحّب بالأعمال الإرهابية أكثر من الدعوات السلمية لأنها بذلك تستطيع أن تجد لنفسها أعذاراً في مواجهة الإرهابيين، لكنّها لا تستطيع أن تجد لها أسباباً مقنعة لاعتقال وسجن دعاة الإصلاح المدني وقادته.

لماذا الرهان على الحكومة رهان خاسر؟
من الخطأ المراهنة على الفصل بين الحكومة السعودية والتيار السلفي الوهابي المتطرّف؛ فهذان الخطان يدعم بعضهما بعضاً حتى مع بعض المشاكل التي تحدث بين الحين والآخر، فلازالت الحكومة تراهن على التيار الوهابي لدعمها والتيار الوهابي يراهن على دعم الحكومة ضد بقية الشعب عموماً، وضد الإصلاحات بشكل خاص. فالحكومة تستغل اسم الدين وأن الإصلاحات المطلوبة من انتخابات وحقوق إنسان ومساواة وعدالة، كل ذلك يخالف "سيرة السلف والصحابة"، والحكومة السعودية تدفع مقابل هذه الفتاوى بلايين من الدولارات لنشر الفكر الوهابي في أقاصي الأرض.
كذلك من الخطأ المراهنة على أن المستقبل يحمل في طيّاته صدام الطرفين لأن هذا الصدام هو إضعاف لهما وهما يعرفان ذلك، فالحكومة السعودية وخاصة وزير الداخلية لازال يقحم الدين والإسلام في كل ما يتحدث عنه، والأمير سلطان وزير الخارجية أيضاً وكذلك أمير الرياض سلمان، فلازال الدين "تجارة رابحة" تَضفي على صاحبها هالة القدسية، وما مسابقات حفظ القرآن وتجويده التي يرعاها وزير الدفاع إلاّ جزء من هذه اللعبة، وما دعم بناء المزيد من المساجد "والتبرّع" بالمزيد من الأموال لدعم هذه المشاريع إلاّ حلقة في سلسلة واضحة المعالم، وهي إضفاء الاستقامة والتدين على آل سعود والحكومة السعودية عموماً.
أيضاً من الخطأ الاعتقاد بأن هذه الحكومة ستغيّر سياستها التمييزية بين المواطنين، فهذه الدولة نشأت من رحم الطائفية والعنصرية، وتمثّل أقلية التيار الوهابي في مقابل الأكثرية المعتدلة، فهي لم تكن محايدة في تعاملها مع المواطنين، بل اتخذت خياراً استراتيجياً منذ إنشاءها، وهذا لن يتغير الآن ولا في المستقبل. الحكومة هي من تمارس التمييز ضد بقية المذاهب الإسلامية والشيعة تحديداً، وهي أيضاً التي أنشأت وزارات دينية على أساس طائفي محض فاستثنت بقية المذاهب الإسلامية فخرجت الفتاوى تحمل أفكار التطرف والكراهية والعنصرية باستمرار. الحكومة السعودية لم تمنع من يدعو للفرقة والفتنة والانقسام، ولم تُعاقب من يدعو للفتنة والانقسام ولم تسعى لتعزيز الوحدة الوطنية ولم تحمي حقوق الإنسان، ولن تسعى لذلك في المستقبل. ما تسعى إليه الحكومة السعودية هو العكس تماماً فهي تُطالب الشيعة بالتنازلات المستمرة وعدم المطالبة بحقوقهم كآدميين وكمواطنين حفاظا "على العلاقة المتميزة للدولة مع التيار الوهابي"، وما نشرته مجلة الشرق حول زواج المتعة والاعتداءات على الزوار في المدينة المنورة إلاّ إضافة أخرى لقائمة طويلة من الانتهاكات.
الحكومة السعودية والتيار الوهابي نشأ بدعم أحدهما الآخر ولن يسقط أحدهما دون الآخر، ولهذا فالأمل مفقود في القضاء على الإرهاب الوهابي دون سقوط النظام الداعم له، ولن تتوقف سياسة الحكومة السعودية الطائفية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان دون سقوط الفكر الوهابي الذي يشرعن لها تلك الأعمال. سقوط التيار الوهابي والحكومة السعودية أساس كل تغيير إيجابي في المنطقة، وإلاّ فعلى العالم أن يتحمل كل ما يحصل من إرهاب في كل بقاع العالم أملاً في أن يسجد إبليس لآدم.


المصادر:
1 - مقابلة هاتفية للدكتور سعود المصيبيح مع قناة الإخبارية 28 ديسمبر 2004 م
2 - قرار مجلس الوزراء السعودي 4 أكتوبر 2004 م
3 - مقابلة هاتفية د. سعود المصيبيح مع قناة الإخبارية 28 ديسمبر 2004 م
4 - مقالة الطرهوني "ملف السنة والشيعة لن يغلق" 25 ديسمبر 2004 م
5 - مقابلة مجلة العصر مع الطرهوني 17 نوفمبر 2004 م
6 - محاضرة الطرهوني "فضل الشهداء والخال في العراق وجهاد الدفع" 8 صفر 1424 هـ
7 - مقالة محمد الفيفي عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية في صحيفة الاقتصادية "تثير الفتن وتحدث الشغب وتسفك فيها الدماء 4 شواهد تؤكد مخالفة "المظاهرات" للكتاب والسنة" 24 ديسمبر 2004 م.
8 - محاضرة إبراهيم بن تركي بن حمود في إذاعة القرآن الكريم "الغلو الفكري ونتائجه" 18 ديسمبر 2004 م.
9 - مقابلة هاتفية للدكتور سعود المصيبيح مع موقع إسلام إون لاين 7 يونيو 2004 م.
10 - مشاركة النصارى في أعيادهم – فتوى الشيخ بن باز – موقع المسلم لناصر العمر.
11 - حكم تهنئة الكفار بأعيادهم – فتوى الشيخ بن عثيمين – موقع المسلم لناصر العمر.
12 - أحكام تبادل الهدايا والتهاني بين المسلمين والكفار – بحث للشيخ د. رياض المسيميري عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام – موقع المسلم لناصر العمر.
13 - موافقة الكفار في أعيادهم – فتوى الشيخ عبدالوهاب الطريري – موقع الإسلام اليوم لسلمان العودة.
14 - مشاركات في عيد الميلاد – فتوى الشيخ عبدالوهاب الطريري – موقع الإسلام اليوم لسلمان العودة.
15 - حكم بيع ما يستعمل في أعياد الميلاد – فتوى الشيخ سلمان العودة – موقع الإسلام اليوم لسلمان العودة.
16 - المدينة المنورة: ولا يزال مسلسل الاعتداءات على الزوار مستمر – 7 يناير 2005 م – شبكة راصد الإخبارية
17 – زواج المتعة – مجلة الشرق – عدد رقم 1247 – الأسبوع الأول – ذو القعدة 1425 هـ



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازية الوهابية في شكلها الجديد: ناصر العمر
- الزحف الكبير: هل فشل الفقيه وهل نجحت الحكومة السعودية؟
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ - ال ...
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ 2/2
- ملك الأردن للرئيس بوش: لقد ورثنا العمالةَ لكم أباً عن جَد
- وكر الدبابير: العائدون إلى الديار
- أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟
- انحسار التيار الوهابي وتساقط شعاراته
- الذكرى الخامسة والعشرون لشهداء انتفاضة 1400 هـ
- الانتخابات البلدية: إماّ التأجيل لضمان مشاركة المرأة أو المق ...
- سعود الفيصل يدافع عن سنة العراق ويضطهد المرأة السعودية
- إلى سلمان العودة: ترى الجدار بيني وبينك
- عقدة النقص: العقدة المزمنة عند الشيعة في السعودية
- قالوا وقلنا في هموم الطائفة والأمة
- صقور فقط للدفاع عن الحقوق
- ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون
- وكر الدبابير مابين الفلوجة والرياض


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!