|
الربيع العربى وخريفه
أشرف انور
الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 17:59
المحور:
كتابات ساخرة
الربيع العربى وخريفه ما اجمل ايام الربيع حيث تتفتح الأزهار وتخضر الحدائق ويتغنى الناس لكل جميل فى الحياة . توهمنا هذا فى الثورات التى أعتلت العام الماضى والحالى وتنفسنا لأيام معدودات رحيق ازهار تلك الثورات والحرية . لكن الغريب فى الامر ان هناك من كان يخطط من قبل ذلك لأقتناص الثورات العربية لنفسه فى حال نجاحها . فمثلا فى تونس: أشعل الثورة أحراق بوعزيز لنفسه فى ساحة السوق ممثلا لطبقة من المجتمع تحترق يوميا من ضيق العيش ومن ضيق الأفق للحكام . ولم يظهر فى تلك الصورة أى من الجماعات التى ولولوت نهارا وليلا بديكتاتورية الحاكم . لم تقم بمد يد العون لهذا المحترق مادياومثيله كثرماديا ونفسيا فى ان يحصل على لقمة العيش بكرامة رغم ما يغدق عليها من أموال باسم الدين واعلاء شأنه . لم تقم تلك الجماعات بالثورة على( بن على) بل قام بها الشباب والشابات النساء والرجال ووقف المتينين يتحينون الفرصة وحال تاكدهم من ضعف موقف( بن على) أعتلوا الشاشة ورفعوا الأذان ليس للصلاة بل للمطالب التى قامت عليها أ شلاء الثوار الحقيقيين . وبطريقة تشبه الأفلام وضع البطل كل الممثلين خلفه وأضحى هو الفارس الأوحد . متناسيا أو ناسيا بقصد من دفعوا الثمن وحصد هو كل الغنيمة الحرية له ولمعتقده ومفهومه والديكتانورية لغيرة من الشعب . وكانه كتب على الشعوب العربية ان توقع بدون شروط على حريتها لرجال الدين الذين تحولوا الى السياسة . كأننا مغيبون او منومون مغناطيسيا وتقلدت الجماعات السياسية التى تتلحف برداء الدين الحكم وبداء الأرتداد: نعم الأرتداد الثقافى والعلمى والحرية والفكر والزى والجامعات والمثقفين أنبرت اقلام كتبة المحاكم لتحرك الدعاوى بالعزل الدينى والتكفير وما أدراك ما التكفير لكل الأقلام المتمدنة فى تونس ومرحبا بتونس التى كانت خضراء واهلا بتونس ال... اليوم وبسيناريو متطابق وأخراج مختلف فى مصر : قام الشعب بكافة فئاته ومتقدمهم الشباب الذى يؤمن بمدنية الدولة ودليللنا على ذلك الشهداء فى مواقع الثورة دفعوا دماؤهم متخيلين ان ذلك ثمن بخس لمصر التقدم والتمدن والحرية والديمقراطية وحال دفعهم لهذا الثمن بنفس راضية وروح سمحة وابتسامة على شفاة تلك الجثث ماذا كان يفعل المسيسيين دينيا : نادوا وتباكوا وصرخوا بان الخروج على الحاكم حرام شرعا صرخوا بكل ما فى حناجرهم بكل قوة وفى ميكرفوناتهم بكل عزم أستحثوا الشباب على الرجوع الى منازلهم رددوا الصلوات تلوا الخرى للحاكم سمعنا نحيبهم فى الدعاء لأزالة الغمة عن الوطن ممن يوجدون فى الميادين وكما ينتظر المفترس أن تضحى فريسته فى أضعف مواقفها ما أن لاح لهم أن الميادين تنتصر وان الدماء التى اهرقت على الطرقات ثمنها كأثمان اللائلىء هبوا كأنهم أبطال القصص اليونانية القديمة وهاجموا الرجل الذى سقط الغريب أنهم بذات الأقوال والنصوص الدينية تحول مبارك الى وحش كاسر خائن عميل .....ز والخ من الألفاظ التى فى جعبتهم ملؤا الشاشات والاذعة والتليفزيون والصحافة واحتفى بهم الأعلاميون كأنهم البطال الحقيقيون وأحتلوا الميادين أخفوا الثوار الحقيقون كما يفعل الساحر الشهير ( ديفيد كوبر فيلد ). قفزوا على الثورة كحاملى الميدليات الذهبية فى الأولمبياد ضاعت الثورة فى اقدام المحترفين . تحول الثوار الحقيقيون الى تماثيل شمع فى متحف الثورة . شرب الجميع كئوس الانتصار ولكنها مملؤة بدماء الشهداء أسكرهم النصر الغير متوقع أدخلهم التدليس القانونى فى الأستفتاء والأعلان الدستورى الى سدة الحكم وبدلا من شكر الثوار خططوا وينفذون الأن الأنهاء واحد واحدا وللأسف تسلب مصر الأن الى سيناريوا للخلف در للظلمة عش ولأنهاء الأخر تعظيم سلام . وما الحال فى ليبيا بعيد: ثار الليبيون على القذافى أخرجوا أسواء ما فى الطبيعة النسانية مثلوا بجسته وتشفوا فى جثمانه والن يمثلون بجثث الباقين من الليبين الأبرياء تخطط الخطط وتدبر المكائد يتصارعون على الغنيمة قبل ان تجف الدماء فتقسم ليبيا ويضيع الليبيون الحقيقيون كما ضاع التونسيون الحقيقيون والمصريين الحقيقيون أتى الخريف سريعا وتساقطت الحرية التى حلمت بها الشعوب العربية تساقطت أوراق الحرية من الأغصان حتى قبل ان تخضر لذلك اقول لكم ان دورة الحياة العربية توقفت عند الخريف العربى ومن يجد بصيص أمل فى أن ياتى شتاء فربيع اخر يعلمنا كيف ومتى .
#أشرف_انور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تهجير المسيحيين فى مصر نمط موضوعى أم عشوائى
-
مصر - العصيان المدنى
-
مجلس الشعب المصرى
-
بأى ذنب قتلوا
-
كسوف الحل - المواطنة
-
المواطنة
-
التاريخ طريق التطور
-
فرج فودة -شهيد أم مشهود
-
العلمانية شر الدين
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|