أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى اسماعيل - نكتة سخيفة اسمها الدستور














المزيد.....

نكتة سخيفة اسمها الدستور


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 22:21
المحور: كتابات ساخرة
    


قطعت الثورة السورية حاجز الأحد عشر شهراً, برصيدها من الضحايا والمعتقلين والمهجرين والمطلوبين للمخابرات والمدن المنكوبة والأزمة الإنسانية في العديد من مناطق البلاد, ولم يتمخض عن هرم النظام سوى مشروع دستور هزيل, ينظر إليه في أحسن الأحوال على أنه مجرد فضلات ولا يمت للإصلاح – الذي لا يستهوي أحداً بدوره - بصلة رحم.

مشروع الدستور مطروح على الاستفتاء يوم الأحد 26 فبراير, وهو يوم - كما يبدو - ليس مسجلاً على مفكرات السوريين, لأنهم منشغلون بانتظار الحرية وترتيب الأجواء لها, ولم تعد القوانين والدساتير اللوياثانية تساوي ( نكلة ) قياساً إلى التضحيات الهائلة على مدى أشهر ضوئية, لقد خبر السوريون النظام وحزمة قوانينه ومراسيمه التشريعية ودستوره النافذ خلال عقود فوجدوها لا تساوي الحبر الذي كتبت به, فلو طبق النظام بعض مواد الدستور النافذ منذ 1973 لكانت سوريا كسويسرا أو كأية دولة أخرى في بلدان المقعد العالمي الأمامي.

الاستفتاء على الدستور الجديد هو سخرية من السوريين وثورتهم ومكابداتهم خلال هذا البرزخ الممتد منذ 15 مارس / آذار 2011 , هو محاولة جديدة لإرجاع عقارب ساعات السوريين والبلاد القهقرى بعد كل هذا الدم المراق على مذبح الحرية, ومحاولة لتعليب خط الأفق أمام السوريين, ومصادرة نفير حناجرهم الباذخة, فلو كان النظام جاداً يوماً في الخروج على السوريين بدستور جديد أو حزمة قوانين عصرية جديدة لأطلقها من مصباحه السحري قبل الطوفان السوري العظيم في الأرض التي تم تطويبها باسم القائد الضرورة والحزب الضرورة والأجهزة الأمنية الضرورة, لم يك إطلاق دستور جديد من منصة السلطة يحتاج إلى كل هذه الدبابات والمدافع والرشاشات والشبيحة, لم يك الدستور الجديد يحتاج إلى ختم البلاد بالشمع الأحمر والقلق الأحمر واستئصال الحناجر ونحر السوريين وإيقاد النيران في مراكبهم الشراعية الجميلة التي تمخر في شوارع وأزقة وساحات سوريا من فروة رأسها وحتى أخمص قدميها منذ مارس / آذار آخر.

لم يك دستور جديد للبلاد يحتاج سوى سوريين جميلين وعزَّل على طاولة واحدة, ولكن سوريين من لحم ودم, بآذان تلتقط نبض الشارع السوري وذبذباته, وقلوب مستعدة للهجرة إلى السوري الآخر المختلف, وبأصابع لم تضغط يوماً على زناد مسدس ماء حتى, لكن النظام الحاكم في سوريا أثبت أنه مذيع في برنامج ( ما تطلبه روسيا والصين ), وتعامل مع مطالبات الداخل خلال عقود ولا سيما منذ دوران محرك الثورة بأذن من طين وأخرى من عجين, ووفقاً للقاعدة الشهيرة التي كانت تكتب بداخل حافلات أيام زمان ( باصات الهوب هوب ) : لسنا مسؤولين عن فقدات الأمتعة والحريات والأرواح والأنفس داخل الباص ( محوَّرة طبعاً ).

الدستور الجديد مستنسخ من القديم كما النعجة دوللي, ولكن بمزيد من عمليات التجميل والـمكياج, وعدم قابليته للشهيق والزفير في بلاد مصرة على ارتكاب ربيعها وارتكاب زقزقتها خارج البوطقراطية الوبيلة والدعسقراطية الوبيلة, ولم ترق لي – في هذا الصدد - عبارة أحد الأصدقاء القائلة : لا فرق بين الدستور الجديد والدستور القديم إلا بالتقوى.

لن يتوجه السوريون إلى مراكز التصويت على الاستفتاء, فهم مستعدون للدخول إلى غرف الغاز, وليسوا مستعدين للدخول إلى مراكز التصويت, لم يعد السوريون يأبهون بغير الثورة والتظاهر كامل الدسم, ولا ينتظرون نصوصاً إلهية جديدة, وأرداف السوريين ( ذكوراً وإناث ) لم تعد مهيأة لحقنات إضافية من الدولة البوليسية, كما أن السوري العظيم اليوم قرر ألا يلدغ من دستور مرتين.

لن يتوجه السوريون إلى مراكز الاستفتاء, ومقاطعة الاستفتاء واسعة كسراويل جداتنا ( رحمهم الرب وأوسع لهم في جنانه ), لكن الدستور الجديد سينجح بنسبة مئوية سياحية 101 %, لأن صندوق الاقتراع في سوريا حاملُ. وفي شهره التاسع دائماً .

إصدار دستور جديد والاستفتاء عليه في سوريا التي بلغ فيها الدم الركب هو نكتة سخيفة.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشافات السوري
- آه منكم يا معشر الطغاة
- في الغرفة المضغوطة
- فوضى أخرى لشهيق الحبر
- دون كيشوت الثكنات القاحلة
- حول تعزيز الموقف الكردي السوري إزاء المستقبل
- مراقبون محجوبون على أمرهم
- عظام الأوكسجين
- نحو إعادة إنتاج الدولة في سوريا
- إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي
- ظاهرة إغلاق أبواب ونوافذ السياسة كردياً
- الخجل السياسي الكوردي
- حوار مع السيد إسماعيل حمه – سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا
- لماذا تركت اللحظة السياسية وحيدة ؟.
- مشعل تمو والحزبية الكوردية
- مشعل التمو.. عود ثقاب كوردي
- سوريا : الكورد والمنظورات الأحادية للآخر
- المنفى
- مقترحات من أجل إعلان عهد الكرامة والحقوق السوري
- المعارضة السورية إذ تنكح رفيقها البعثي


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى اسماعيل - نكتة سخيفة اسمها الدستور