سعد سامي نادر
الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 00:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تفجيرات وتصريحات بمعنى واحد: نحن هنا!
مهزلة وضعنا الأمني لا تختلف عن مسخرة مشهدنا السياسي الحالي، تلخصها صورة كاريكاتيرية: باص متخم بساسة وأعلام عراقية.. تتصاعد منه بدل دخان التفجيرات، فقاعات على شكل تصريحات:
(العراقية : على المالكي الاستقالة إذا لم يوقف العنف) (رئيس ائتلاف سياسي يحمل الهاشمي مسئولية إرباك الوضع الأمني) (النجيفي يتهم جهات خارجية بالوقوف وراء تفجيرات اليوم لإفشال المؤتمر الوطني وقمة بغداد) (انهيار برج اتصالات لشركة آسيا سيل بتفجير شمال الموصل) (صلاح الدين تستبعد تورط القاعدة بتفجيرات اليوم وتتهم "عملاء مأجورين" ) ( امن الفرات الأوسط: استهداف أربة من وكلاء السستاني في النجف) ( استهداف رجل دين من مقلدي السستاني في البصرة)( عثمان يحمل المالكي والقوات الأمنية مسئولية تفجيرات اليوم) ( العراقية تنفي شمول البولاني بالمادة 4 إرهاب)( الصدر: الممسك بالملف الأمني يتحمل المسئولية). هل ثمة شك ان الجميع مشارك بالمسئولية و بواحدة على الأقل من 24 تفجير حدثت اليوم خلف 500 بين قتيل وجريح.
التفجيرات تتكرر وتتصاعد بتوقيتات محسوبة بالمليم. فملفنا الأمني يمثل الفيصل، جوهر وطابع نظامنا السياسي .انه نتاج ثقافة مبدعيه من نخب جديدة على السياسية لكنها متمرسة لا تعرف غير ثقافة الموت، تغطي به فشلها وفسادها. فملفنا الأمني الشائك هو محرك محوري يقود ويدير دفة عمليتنا الديمقراطية! بكل مفرداتها وأبعادها السياسية والاقتصادية و الاجتماعية ويسيطر على دهاليزها المظلمة.
أما تكرار مشاهد الترويع والدم، فتمثل أسس ملهاتنا ونكدنا اليومي. فساستنا المولعنب بثقافة الوهم والتجهيل، استغلوا بأبشع وأشنع صورة، هموم الناس وخوفهم وبحثهم عن أمن حياتهم ، فأرعبوها وجعلوها تنسى "التظاهر"! وتنسى جوعها و حتى مطالبها العادلة وأبسط حاجاتها الأساسية من خدمات وماء وكهرباء و و.
يستمر مسلسل التفجيرات، في كل واحدة منها، تهددنا قوى "فاعلة- خفية" ! تؤكد لنا : "نحن هنا، الوضع مسيطر عليه !! وآخر بلا خجل، يؤكد:"ان العملية السياسية في العراق بخير ! وهي الأفضل في المنطقة رغم الوضع الأمني الهش!" هل نحتاج الى تعليق او تكذيب؟
آما "نحن" المواطنون الصابرون المساكين، فتعودنا ان نودع موتانا ونقرأ لهم الفاتحة مع الصلوات ..!
#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟