أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعد محمد رحيم - يسكنني هاجس دائم بأني روائي قبل أن أكون أي شيء آخر















المزيد.....

يسكنني هاجس دائم بأني روائي قبل أن أكون أي شيء آخر


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 00:30
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار مع سعد محمد رحيم
أجراه: جاسم الصغير
* كيف ترى وتقيم المشهد الروائي اليوم؟
ـ تشهد الرواية انتعاشاً على الصعيد العالمي.. تكاد الرواية أن تكون هي الجنس الأدبي الطاغي في كل مكان.. فقد باتت جنس الأجناس الأدبية، تحتوي وتتمثل الفنون الإبداعية كافة.. لذا فالروائي القدير هو فنان متعدد المواهب.. هو رسام ومعماري وموسيقي وشاعر فضلاً عن كونه سارداً، وربما فيلسوفاً أيضاً.. مشهدنا الروائي العراقي بخير كما أظن.. هناك كم هائل من الروايات المنشورة خلال السنوات الثمانية الأخيرة، الجيدة منها قليلة، ومع ذلك يعد هذا علامة عافية تجعلنا نتفاءل بمستقبل الكتابة الروائية في العراق.
* بعد مضي ثماني سنوات على التغيير السياسي هل تحررت الثقافة العراقية من سطوة الرقيب أم مازال الكاتب العراقي يخفي رقيبا داخلياً يحصي عليه أنفاسه وكلماته؟
ـ الرقيب الداخلي حاضر دوماً مثل وحش متربص.. إنه يشتغل في منطقة خفية من الدماغ، يستحوذ على اللاشعور، ويحذِّر من مغبة الحرية.. إنه محصلة الممتنعات بتعبير علي حرب، أي تلك الإكراهات التي صنعتها قرون من الكبت والقمع والإرهاب الفكري وسياسات التجهيل والتخوف من المعرفة وذهنية التحريم والممنوعات التي لا تعد ولا تحصى.. في الظاهر ثمة فسحة حرّة الآن للتعبير، لكن خشية المبدعين الكبرى ليست من المؤسسة السياسية ورقابتها وإنما من المؤسسات الأخرى التي تختلق وتلفق المحرّمات، وتدّعي احتكار الحقيقة وحراسة المقدّس.
* هل حقاً أن ثقافة الصورة هيمنت واستطاعت الاستحواذ على ذهن وعين المتلقي وتراجعت ثقافة الكلمة في العقد الاخير، ولماذا؟
ـ ما يسيطر اليوم على فضاء القرن الواحد والعشرين هو ثقافة الفرجة. فالتقنيات الحديثة أتاحت الفرصة لهيمنة الصورة الثابتة والمتحركة على الفضائين الإعلامي والثقافي.. صحيح أن جيلنا ما يزال مغرماً بالهالة الرومانسية للكتاب المطبوع إلا أن ثقافة الصورة تغري اليوم مليارات البشر وتؤثر على قناعاتهم وأنماط سلوكهم. ومن النافل القول أن التطور التقني الذي يحدد وسائط التواصل المعرفي يؤثر على عادات البشر ورؤاهم إلى أنفسهم ومحيطهم وموقعهم في العالم وطرق تلقيهم للمعارف والمعلومات، وأيضاً على علاقاتهم بالأشياء والزمان والمكان. لكن في النهاية تبقى الكلمة جزءاً مصاحباً للصورة ولا غنى عنه في نقل المعارف والمعلومات. والمشكلة هي أية ثقافة تروج لها من يمتلكون مصادر ووسائط ضخ المعارف والمعلومات؟.
* هل تعد كتابة الرواية معبِّرا كافيا عن كينوتك دون الأنساق الأدبـية الأخرى، أم لك انشغالات ثقافية أخرى؟
ـ يسكنني هاجس دائم بأني روائي قبل أن أكون أي شيء آخر في العالم.. أنظر إلى الأشياء والكائنات والمجتمع والكون بعيون روائي أو هذا على الأقل ما أبغيه، حتى وإن بقيت شهوراً طويلة بلا مشروع كتابة رواية.. لي انشغالات ثقافية وأدبية أخرى، غير أني أعد هذا رافداً لتعزيز حضوري روائياً، فيما تناظر كتابتي للقصة القصيرة كتابة الرواية لأنهما تنتميان للفضاء الأدبي ذاته على الرغم من اختلاف قوانين تشكل إحداهما عن الأخرى، وتباين بنيتيهما.. وأعتقد أن الرواية، أكثر من أي جنس إبداعي ومعرفي آخر، قادرة على التعبير عن روح عصرنا.
* هل تؤمن بمفهوم الأجيال في الأدب العراقي وإلى أي جيل أدب تنتمي؟
ـ لست ميالا إلى تصنيف الأدباء في ضمن أجيال، وأعتقد أن السجالات البيزنطية، خلال العقود الأخيرة، بهذا الخصوص، لم تكن مجدية في الغالب لأنها أبعدتنا عن مناقشة قضايا ثقافية ونقدية أهم.. في حقل علم الاجتماع الثقافي قد يكون تناول هذا الأمر مفهوماً ونافعاً وكذلك في المجال المتعلق بتاريخ الثقافة، شرط أن يكون في حدود الدراسة العلمية والمنهجية وليست على طريقة بعضهم حين يجعلون من كل جيل وكأنه حزب أو عشيرة ويدافعون عنه بتعصب لا يليق بالمثقفين. أما إذا سألتني عن جيلي فأقول لك أنني أنتمي لجيل المحنة الذي كان شاهداً على الأهوال.
* كيف تنظر لدعوات بعض الأدباء والنقاد التي تطالب بفصل الادب عن المجتمع، أو تبني نظريات ومدارس نقدية تدعو إلى قطع الصلة بين الادب والمجتمع، والاكتفاء بالعلاقات الداخلية للنص الأدبي بعيدا عمّا يدور في العالم؟
جف الأدب وتيبست عروقه حين تحوّل إلى أشكال غريبة لا صلة لها بالحياة.. وأرقى المنجزات الأدبية هي تلك التي عكست نبض التاريخ وصورت ذبذبات الروح الإنسانية في عثراتها وسموِّها وآمالها الشاسعة.. شخصياً أؤمن بأن للأدب وظيفة في الحقل المجتمعي.. لا يمكن انتزاع الأدب من أرضيته التاريخية والاجتماعية والحضارية.. الأدب محايث لعالمنا ولا يصدر عن عالم مفارق وأسطوري. لكني في الوقت نفسه مع أن تكون الكتابة ذات نَفَس حداثي حقيقي ينطوي على خصائص فنية عالية.
* يلاحظ على الاحداث السياسية الجارية في بعض بلدان العالم العربي وما يُعرف بربيع الثورات العربية عدم وجود مشروع فكري يُلهم هذه الثورات. كيف تنظر كمثقف الى هذا الأمر؟
ـ هذه انفجارات كبرى حدثت نتيجة الكبت والاستبداد الطويلين.. نحن اليوم أمام مفترق حاسم.. لا أقول أني متفائل على المدى القصير، فقد يقفز إلى سدة الحكم هنا وهناك متزمتون وموتورون وطائفيون لكن التحولات الكبرى في تاريخ الشعوب لا تحدث بين ليلة وضحاها، وعلى المثقفين المتنورين أن يكونوا جزءاً من الحراك الاجتماعي والسياسي والثقافي، لا بمعنى الانخراط في اللعبة السياسية المباشرة وإنما بالعمل الثقافي والإبداعي الذي يقرأ الواقع ويستشرف آفاق المستقبل، وحيث يكون المثقف فاعلاً اجتماعياً، وشاهداً أميناً على عصره.
* هل هناك اهتمام بالواقع الثقافي في الوقت الحاضر من قبل الدولة؟
ـ لم تصبح الثقافة من أولويات الدولة العراقية منذ نشأتها.. القائمون على الشأن السياسي، في الوقت الحاضر، لم يستوعبوا مغزى وأهمية الرهان الثقافي.. إذا كانت الديمقراطية وإقامة المجتمع المدني والتنمية الاجتماعية والسياسية هي أهداف النخب الحاكمة كما تدّعي فإن عليهم أن يفهموا أن المعركة الكبرى بهذا الصدد هي على جبهة الثقافة.. وحتى المعركة مع الإرهاب لن تحسمها القوى الأمنية ما لم يوظف الجهد التربوي والثقافي بهذا الصدد.. نحن بحاجة إلى بنية تحتية للثقافة كدور النشر والمسارح ودور السينما واستديوهات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي وقاعات عرض للإنتاج الفني التشكيلي، وقاعات للمحاضرات والحفلات الموسيقية وتقديم العروض الراقصة، الخ. وليست هناك من جهة يمكنها النهوض بهذا الأمر سوى الدولة بإمكانياتها المالية والمؤسساتية. وأتمنى أن ينهض القطاع الخاص والطبقة الموسرة بدورهما في تطوير الثقافة ورعايتها كما حدث في أوروبا منذ عصر النهضة.
* كيف تستشرف مستقبل الرواية العربية عموما، والعراقية خصوصاً؟
ـ أعتقد أن الرواية العراقية ستتبوأ مكانة عالية في الفضاء الثقافي العربي والعالمي خلال العقود اللاحقة.. مؤشرات ذلك واضحة اليوم من خلال هذا الكم النسبي من الروايات العراقية الجيدة التي بدأت تظهر.. المشكلة هي في توزيع الكتاب والإعلان عنه والمتابعة الإعلامية والنقدية له.. روايتنا العراقية مظلومة بسبب عدم امتلاكنا لتقاليد إيصال المنتج الإبداعي إلى الجمهور والترويج له في الداخل والخارج.. ما يجعلني متفائلاً بهذا الخصوص ليس عدد الروايات العراقية المطبوعة فقط وإنما هذا التطور المذهل والتعدد الثري في الأساليب والرؤى التي صارت تتضح عند بعض من الروائيين العراقيين، وبينهم شباب.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية -شامان- لشاكر نوري
- هوبزباوم في -العولمة والديمقراطية والإرهاب-
- اليسار والديمقراطيون العلمانيون والامتحان الصعب
- غواية كتابة الرواية: سلطة المشهد المتخيل
- عصر مثير
- امرأة الكاتب
- رماد الذاكرة: شعرنة تاريخ الخوف
- ألوان السيدة المتغيرة
- حين تستلهم الرواية التاريخ: -قصة مايتا- ليوسا
- -الحلم العظيم- شهادة عن مرحلة الآمال والخيبات
- عن الكتّاب النجوم: بطاقة دخول إلى حفلة المشاهير
- السعدية/ جلولاء: مدينتان تتراميان حتى أعالي القلب
- النبطي قصة حب
- الرواية العربية ورهان التجديد
- مدار الجدي؛ نزوات حرّة في عالم مختل
- في رواية المحرقة: التاريخ يتلبس المخيلة
- المنفى ووطن الإبداع
- الفرانكفونية: منفى اللغة وصراع الثقافات
- سخط
- بإهمالنا القصة القصيرة نُحدث ثلمة مؤسية في جدار ثقافتنا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعد محمد رحيم - يسكنني هاجس دائم بأني روائي قبل أن أكون أي شيء آخر