|
سحق ربيع العرب سيبدأ من مصر بتمويل من آل سعود
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 20:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
ظروف شخصية منعتني من متابعة الأخبار بجدية خلال ما يقرب من إسبوع ، و من تلك الأخبار التي لم أتابعها : تطورات قضية العلاقات المصرية - الأمريكية ، و بخاصة ما يتعلق بالمساعدات الأمريكية لمصر ، سواء أكانت عسكرية أم مدنية . لكن عدم متابعتي لتطورات هذه القضية لن تمنعني من التعليق عليها ، لأن حديثي - كما هو في أغلب الأحيان - يتعلق بالمبادئ و السياسات العريضة . قبل أن أبدأ تعليقي أجد إنه من الأفضل أن أبدأ بالتذكير بموقف حزب كل مصر – حكم من قضية المساعدات الأجنبية ، و ذلك لأن السلطة لا تكتفي بالصيد في الماء العكر ، بل إنها تعكر الماء الصافي ، النقي ، الرقراق ، لتصطاد فيه ، مستغلة إنها لها اليد الطولى إعلاميا . موقف حزب كل مصر - حكم من قضية المساعدات الأجنبية واضح و صريح للغاية ، و مذكور بكل وضوح في وثيقته الأساسية ، و التي خرجت للعلن في العاشر من أكتوبر 2007 ، و نشرت في اليوم التالي : الحادي عشر من أكتوبر 2007 ، و توجد أيضا كتسجيل صوتي بعنوان : حزب كل مصر ؛ في قناة لحزب كل مصر - حكم في يوتيوب ، و عنوان تلك القناة : ppslv . نص ما ورد بشأن تلك القضية في الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر - حكم هو الآتي : كذلك يشدد حزب كل مصر على أهمية بناء مصر حديثة قادرة على الوقوف على قدميها ، دون الحاجة لدعم خارجي ، و تحيا في سلام ، و على قدم المساواة ، مع كافة جيرانها و كل دول العالم ، مثلما ندعم التعاون الإقليمي ، العربي و الأفريقي و البحر متوسطي ، و كذلك الدولي ، شريطة أن يكون ذلك التعاون في صالح مصر في المقام الأول . إنتهى الإقتباس من الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر – حكم . فقرة قصيرة مدمجة صريحة توضح موقفنا من كل المساعدات الأجنبية ، دون تحديد جنسية المصدر ، لأنها كلها لدينا سواء ، و كذلك توضح سياستنا الخارجية ، و من ضمنها العلاقات مع كافة دول الجوار ، و دول المناطق التي تنتمي لها مصر ، و بقية دول العالم ؛ و الولايات المتحدة الأمريكية هي إحدى دول العالم ، و ينطبق عليها ما ينطبق على الدول الأخرى . لا نريد علاقه عدائية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، و لا نريد أيضا علاقة تابع بمتبوع ؛ و إنما نريد علاقات سلمية هادئة ، تقوم على أساس المساواة بين طرفي العلاقة ، لهذا نريد التحرر من المساعدات الأمريكية و كل المساعدات الأجنبية ، و نريد أيضا أن نتعاون بما فيه خير الشعبين ، المصري و الأمريكي ، و نحن كطرف مصري - و أعني حزب كل مصر - يهمنا أن يكون ذلك التعاون في صالح مصر في المقام الأول ، كما هو وارد في الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر - حكم . مجلس عملاء مبارك في القوات المسلحة المصرية ، و الذي كنا أول من أطلق عليه : المجلس العسكري الحاكم ، يعلم بموقفنا هذا ، فهو لا شك قد درس الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر - حكم ، و لهذا ظن أن الحزب سيهلل تأييدا له عندما بدأ في الإدعاء ، بواسطة عملائه ، أن هدفه هو التحرر من المعونة الأمريكية . لم نؤيده لأسباب : أولا : لأننا لا نثق فيه ، و لا نثق في السلطة الحالية بأكملها ؛ و نرى في السلطة الحالية - و التي هي إمتداد لنظام مبارك - أكبر عدو للشعب المصري . ثانيا : إننا وجدنا أن السلطة لا تسعى للتحرر من المعونات الأجنبية على إختلاف جنسياتها ، و إنما هدفها الإعتماد أكثر على آل سعود ماديا كبديل للمعونة الأمريكية . أي أن سياسة مجلس عملاء مبارك في القوات المسلحة هي : إستمرار الإعتماد على الخارج ؛ و هو ما لا نقبله ، لأن حزب كل مصر - حكم ، يريد : مصر حديثة قادرة على الوقوف على قدميها ، دون الحاجة لدعم خارجي ؛ و هذا لن يتحقق على يد السلطة الحالية لأنها هي نفس السلطة التي حكمتنا في عهد مبارك الأثيم - بناقص بضعة أفراد - و تريد أن تبقينا فقراء متسولين . ثالثا : لأن الهدف الحقيقي هو سحق ربيع العرب . السلطة ، بمعناها الواسع ، درست بعناية ثورات ربيع العرب ، في مصر و تونس و ليبيا و سوريا و اليمن ، و رأت أن أفضل نموذج تتبناه لسحق الربيع المصري هو النموذج البعثي السوري ، لأنها تعلم أن ما ينطبق على سوريا ينطبق على مصر بدرجة أكبر . السلطة تريد تمويل سعودي ، يجعلها لا تأبه بالرأي العام العالمي ، و لا بالأمم المتحدة ، بما يجعلها مطلقة اليد لسحق أي ثورة شعبية مصرية أخرى في المستقبل بالحديد و النار . و نظام آل سعود مستعد للدفع لأن ربيع العرب و إن لم يبدأ في مصر ، إلا أن سحقه يبدأ في مصر . أنني أحذر من مخطط لإستخدام الحديد و النار لقمع أي تحرك شعبي واسع في المستقبل ، و قرار المجلس العسكري الإعتماد على آل سعود إقتصادياً هو جزء من ذلك المخطط الخبيث الدموي ، و قد حدث في الربع الأخير من العام الماضي بروفات لذلك القمع . قرار السلطة الإعتماد على المعونة السعودية لإطلاق يدها الدموية في التعامل مع الشعب ، هو جزء من مخطط قديم تشهد عليه زيارة عميل السلطة عصام شرف للخليج في إبريل 2011 . إنني أحذر من مزيد من القمع الدموي في المستقبل . نريد مصر متحررة من أي عوز إقتصادي ، هذه سياستنا الثابتة الراسخة في الحزب ، و حتى لا يصطاد أحد في الماء العكر ، أو يعكر الماء النقي الشفاف ليصطاد فيه ، فإنني أكرر : أن حزب كل مصر - حكم يشدد على أهمية بناء مصر حديثة قادرة على الوقوف على قدميها ، دون الحاجة لدعم خارجي ، و تحيا في سلام ، و على قدم المساواة ، مع كافة جيرانها و كل دول العالم . تنويه : لست مسئول عن أي تشويه خبيث تقوم به السلطة للمقالات ، سواء بالتلاعب في طريقة كتابة الكلمات ، أو بحذف كلمات و إضافة غيرها . تعليق : كانت عملية إرسال مقال : المجلس العسكري مكانه الصحيح قفص الإتهام ؛ و هو المقال السابق مباشرة لهذا المقال ، صراع فعلي ، حيث أن السلطة لم تكتف بتبني أسلوبها المعتاد في تشويه المقالات ، بل زادت عليه فتبنت إسلوب إغلاق حاسبي الشخصي كلما شرعت في نشر ذلك المقال . رسالة : أذكر أعضاء حزب كل مصر - حكم ، و كذلك مؤيديه ، بضرورة إلتزام الهدوء التام ، و عدم المشاركة في أي إحتجاجات ، و عدم السماح لأحد بالإيقاع بيننا و بين أي تيار سياسي آخر ؛ سياستنا حاليا ، و منذ الثالث عشر من نوفمبر 2011 ، هي : الهدوء . ملاحظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة السادسة و سبعة و ثلاثين دقيقة مساء ، بالتوقيت الشتوي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و المماثل للتوقيت الشتوي لمدينة القاهرة ، و ذلك في يوم الجمعة الموافق الرابع و العشرين من فبراير 2012 .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجلس العسكري مكانه الصحيح قفص الإتهام
-
كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه
-
أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري
-
الحكم بالنسبة لنا وسيلة من أجل تحقيق غايات نبيلة
-
نبيل العربي و عمرو موسى وجهان للعملة الناصرية
-
هل سيتمتع الإخوان في مصر بنفس شجاعة أردوغان ؟
-
بذلة جنرال تركي فوقها عمامة أزهرية
-
شباب السادس من إبريل كانوا من أجل التغطية على عمال المحلة ال
...
-
ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً
-
الإعتذار غير مقبول ، و القصاص سيكون بالقانون و في العهد الدي
...
-
لا للبرادعي ، و نعم للإنتخابات
-
شباب العمالة و الخيانة و الفشل
-
الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوان
...
-
لنعمل جميعاً ، مسلمين و مسيحيين ، من أجل الوصول إلى النيل
-
كل ما يتعلق بالجيش يجب أن تقرره سلطة منتخبة بطريق ديمقراطي س
...
-
إيران ستتبنى هوية شيعية - فارسية
-
خمسون في المائة ميدان واسع في البداية
-
أولها كذبة ، و أوسطها مهزلة ، و نهايتها فضيحة
-
خطأ الأقباط هو إنهم صدقوا أن الثورة إكتملت
-
خطأ النشطاء الأقباط هو تصديقهم أن الثورة إكتملت
المزيد.....
-
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف
...
-
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
-
روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ
...
-
تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك
...
-
-العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
-
محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
-
زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و
...
-
في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا
...
-
النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
-
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|