خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 11:24
المحور:
القضية الفلسطينية
كل التحية والاحترام لجماهير شعبنا الفلسطيني الباسلة.. للذين مارسوا حقهم بالانتخاب ومنحوا ثقتهم لمرشحيهم، دون أن يطلبوا منهم ثمن أصواتهم.. كل التحية والتقدير لكل أبناء شعبنا الأحرار الذين أدلوا بأصواتهم وفق قناعاتهم المجردة ، دون أن يلتفتوا لمهازل المأجورين من سماسرة الأصوات، كل التحية للذين رفضوا التحول إلى سلعة في مزاد البيع، للذين لم يسمحوا للانتهازيين المتلونين والراقصين على كل دف، لابسي ثوب العفة والنزاهة والإيمان بحرية الإنسان وكرامته، في الوقت الذي يمارسوا فيه شتى الأساليب الرخيصة والدنيئة في شراء الذمم..أولئك الطامعين بالوصول للقمة حتى ولو على أعناق المبادئ والبشر.. الذين استغلوا حاجات الفقراء والبسطاء والعاطلين عن العمل أبشع استغلال، وضللوا الجماهير بوعود كاذبة مفضوحة، ولطخوا كرامة آلاف العائلات، حين حولوا الناس من أحرار طيبين إلى مأجورين وعبيد للمال......
لقد انفض المولد.. وانتهى المزاد.. وحصد البعض ثمرة ما دفعه من أموال.. ولم يبقى من الانتخابات الرئاسية على ارض فلسطين، إلا الحديث الساخر عن تنافس التجار على الأصوات، وعن الصرف المذهل للأموال ( والتي وكما يقول سكان احد المخيمات الصغيرة أنها وصلت إلى ما يزيد عن 150 ألف شيكل أنفقها ثلاثة مرشحين في مخيمهم فقط في حين لم يتعدى عدد الذين أدلوا بأصواتهم هناك أل 1500 ناخب، هذا بالإضافة إلى الآلاف المؤلفة من البوسترات والمطبوعات، والتي تزيد تكاليفها عن عشرات آلاف الشواكل )....... فهذا المرشح دفع مقابل الصوت مائة شيكل وذاك دفع مائة وخمسون.. هذا وعد بوظيفة وذاك بمساعدة مجزية وآخر بمنحة دراسية أو بدفع تكاليف علاج أو ثمن دواء.. هذا استأجر عشرات السيارات وذاك وزع السندويشات والسجائر وكرتات البلفونات.. هذا ابتز بعض الأسر وذاك توعد وهدد بالقطيعة والحرمان... وتاه الوطنيون وحتى التقدميين في السوق وتساوى المتهم بالفساد مع المطالب بالإصلاح بأنهم قد انكشفوا جميعا أمام الناس كفاسدين ويمارسوا الإفساد.
من حق البعض أن يحتفل بالنصر.. كما انه من الطبيعي أن يصاب البعض بالغرور.. فالسياسة لعبة والسياسيون كالعادة هم اخطر اللاعبون واقلهم.. ولكن الخاسر الحقيقي الآن هو شعبنا، بفضل أولئك الذين لم ينظروا إلى حجم المعارك التي سيخوضها شعبنا في الغد.. والذين لم يفكروا أبدا في تعزيز ثقة الجماهير بهم، حتى يستطيعوا جمعها حولهم من جديد لخوض معارك الإصلاح القادمة ضد الفساد والانحراف.. إذ ماذا سيقولوا للجماهير عن أساليبهم الرخيصة..؟؟ وبأي وجه سيقابلوا من عرفوا الحقيقة المؤلمة المرّة.. فمن المؤكد أنهم لن يفلحوا بعد اليوم بحشد الجموع بشرائها بنتف الدولارات الأمريكية وسيكونوا مطالبين بالدفع في كل مرة أكثر فأكثر.. إنهم واهمون وغارقون في الوهم.. فخزينة فرعون حتما ستفرغ = إلا إذا أسعفهم سيدهم القابع بالبيت الأبيض أو ذاك الأوروبي الباحث عن موطئ قدم = .. لقد انجلت الأمور وظهر الاراجوزات على حقيقتهم كدمى صغيرة يتلاعب بها الدهاقنة الكبار.. لكن المصيبة الأكبر أن هؤلاء التجار ارتكبوا دون أي إحساس بالمسؤولية جريمة تفتيت الصف الواحد والبلد الواحد.
خالد منصور
حزب الشعب الفلسطيني - مخيم الفارعة
10/1/2005
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟