أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق ( الثورة مستمرة )














المزيد.....

وقائع مسروق بن مسروق ( الثورة مستمرة )


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 08:15
المحور: كتابات ساخرة
    


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. انتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتاً على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوب.

استيقظت اليوم على حال غير الحالين فلم أكن متفائلا ولا متشائما، بل انتابتنى حالة من التشاؤل المحيرة والمملة، وكان مصدر النصف الأول من حالتى هو التشاؤم من أن ينتهى يومى دون الرضاء بالقضا والمقسوم، أما مصدر النصف الثانى من حالتى فهو انفرادى بنفسى فى البيت بعد أن غادرت شومتى وقسمتى ونصيبى البيت فى زيارة لأحد أقاربها أتمنى أن تطول فمثل هذه اللحظات تجعلنى صافى الذهن رائق الحال وغالباً ما تنتهى بمشروع سبوبة فاشل.
ماعلينا خرجت لقهوة مشكاح أبحث عن سكة للسبوبة، فوجدت بجانب المقهى الشيخ «هادى جلاب الديب» بتاع الجماعة وهو جالس على ترابيزة عليها جوز فراخ مشويين وسطل قرفة بالزنجبيل وأمامه ما يقرب من مائة مسروق ينصتون فى اهتمام لكلماته المندفعة من بين مضغ اللحم الأبيض «شوفوا يا مساريق معنا تجدوا كل الخير إن شاء الله انتهى زمن ضياع الحقوق وكل واحد من النهاردة حياخد حقه بضمانة الجماعة وإداراتها»، سألته «إزاى يا شيخنا»، زغر لى وقال «شوف يا مسروق قبل الثورة كانت الناس عايشة إزاى؟»، .. رديت «ما كنتش عايشة..» نهرنى قائلاً «ياخى اتقى الله مانت موجود آهه.. الناس يا مسروق يا خويا كانت عايشة بتلبيس الطواقى وبتقلب بعضها والكبير بياكل لقمة كبيرة والأصغر منه بياكل لقمة أصغر من جيب اللى أكبر منه والأصغر بياكل أصغر وهكذا، عشان كده كان فيه ظلم، ليه يا أبو المساريق لأن الناس كانت حطها إيديها فى جيب بعض، وكانت الجيوب كتيرة ومفهاش عدالة.. إحنا حنعمل إيه بقى، حنجمع كل اللى فى الجيوب ونشيلها عندنا فى جيب واحد تتمد له كل الإيدين وبكده نضمن التوزيع بالعدل، سألته «طيب وأنا حاخد حقى إزاى؟..» رد «يا أخى حط إيدك فى الجيب الكبير اللى عندنا، وخد باللى قسمه لك ربنا معانا»، سألته «طيب والإيد التانية أحطها فين ياشيخ؟»، رد ثائرا «مسروق أنت أناركى مكانك مش معانا.. اجرى ارجع التحرير مكانك هناك».. تذكرت التحرير وأيامه الجميلة العام الماضى وقلت لنفسى «والله عنده حق إيه اللى سيبنى التحرير؟ هو فيه حاجة اتغيرت؟»، ورجعت جرى على التحرير.
ولكن دائماُ تأتى الرياح بما لا تشتهى المساريق، فلم ألمح وجهاً واحدا من وجوه رفاق الأيام الدافئة، وأخذت أجوب كل زوايا الميدان بحثا عن شخص منهم حتى فوجئت بيد على قفايا فاستدرت فوجدت الواد «كتكوت إيموز»، البلطجى الميرى بتاع مباحث النظام المخلوع.. قلت له «أنت لسه عايش يا كتكوت، مش خايف إن رجالة الثورة تاكلك، سبوبتك مع الميرى راحت أيامها يا جعر»، رد «النظام لسه موجود يا معفن.. أمال الخمسين جنيه اليومية اللى باخدها منين يا حمار غرش بس الحوار اتغير بدل ماكنت باضرب المتظاهرين أيام المخلوع، دلوقت باضرب فى الناحيتين عشان تولع وتعود لمجاريها، معانا يا مسروق؟»، هتفت «مع مين يا أرزقى يا عدو الشعب، أنا مع الثورة والثورة مستمرة».. رد عليا «بشوقك.. انت اللى اخترت» وعفقنى من قفايا، ورمانى فى بوكس برة الميدان ومنه على السجن الحربى لمدة أسبوع، بعدها خرجت للتحقيق فى مكتب المأمور اللى أول ما شافنى ضحك وادانى الجورنال وقالى شوف يا مسروق مكتوب عنك إيه، وقرأت «القبض على أناركى ثورى فى وضع مخل مع أناركية ثورية فى التحرير» وبجانب المأمور جلس الشيخ جلاب الديب وهو ينظر للسماء يدعو بالخلاص.. قلت لنفسى كعادتى «قضا أحسن من قضا».



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج بسمة وحمزاوى وملف الوطنية اليهودية فى مصر
- وقائع مسروق بن مسروق - سبحان مثبت الأحوال -
- انتخاب الصحفيين وحال الامة المصرية
- من لجنة السياسات لمكتب الارشاد .. يا صحفى لاتحزن
- الإخوان وأصول الحكم
- ثورة وخمسة مشاهد
- تطرف
- حأشرب الشاى مع البرادعى فى نقابة الصحفيين
- طلاق النظام
- برلمان منزوع الدسم
- اندهاشات مصرية حول فتنة العمرانية
- صحافة الشعب
- على من نطلق الرصاص؟
- مش كل قط يتقال له يا مشمش
- المواطن مضطر
- قمل الحوت
- صُدقة ابريل
- آدى الربيع عاد من تانى
- حمد لله على السلامة ياريس
- عفواً صديقى الثورى.. أنا لست برادعياً


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق ( الثورة مستمرة )