أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة














المزيد.....


إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك في أن بلادنا وقعت تحت نير الإدارة بالقوة أجيالا وسنوات طويلة، والمقابل الموضوعي للإدارة بالقوة هو الإدارة بالفعل، ربما حصدنا هذه الإدارة بالفعل مع تشكيل أول حكومة برئاسة سعد زغلول سنة 1924، ولم تستمر لأكثر من عام، وكافة الحكومات التي جاءت، حتى بالانتخابات، كانت دائما بفعل فاعل، بفعل القصر، أو الانجليز، وكل طرف كان عنده أحزابه ورجاله وصحافته، كل بالقوة مش بالفعل، وكله كان بعيد عن المواطن المعدم، حافي القدمين، وعن الفلاح المطحون، كلهم بالقوة، وضد الشعب.
وجاءت الثورة، ولم تخرج عن النسق السائد، جاءت أيضا بحكومات بالقوة، الجديد انها طرحت ان تكون هي التي تعمل من أجل الشعب، في الحالتين الشعب غائب، وان كانت الحكومات السابقة للثورة ضد الشعب، فحكومات الثورة كانت ضد المثقفين، يا يمشوا على مقاسهم، يا يتهموا بالعمالة والخيانة وتشوه صورتهم، ويلقى بهم في المعتقلات، بدون محاكمة، أو بمحاكمات صورية جائرة.
وهنا لم يخرج نظام مبارك عن هذا النسق، عندما بدأت صحافته تشوه صورة البرادعي، وان اضاف مبارك بعض الحنكة لصنعة الإدارة بالقوة، ألا وهي تحويل بعض الخصوم للقضاء في قضايا جانبية، كما حدث مع سعد الدين إبراهيم، وأيمن نور، وغيرهم.. إدارة بالقوة تطور من أدواتها، ولا تطور من طريقة تفكيرها، إدارة تكيل بمكيالين أو بالعديد من المكاييل، يتم فيها التمييز بين المواطنين على أساس الدين والجنس واللون والمستوى الاقتصادي، أدارة بياكل فيها الشعب في روحه لانه مش قادر يقترب أو يهوّب من هذه الإدارة، أدارة تسيطر على كل الصحف والاذاعة والتلفزيون والنقابات ولا نقول الاحزاب لأنه لم يكن هناك أحزاب بالمعني الحقيقي والندي للأحزاب.
ثم مررنا بنفق الثورة الدموي حيث أثبت الشعب جسارة منقطعة النظير، شهد لها العالم، فإذ بنا أمام نفس الإدارة بالقوة، واتولدت مع هذه الثورة أحزاب، ولكن أصبح جواز مرورها هو التحالف مع الإدارة بالقوة، نفس الإدارة، الفرق أنه في إدارات قبل الثورة كان الخوف هو السائد، أما بعد الثورة فالتخويف هو السائد، لأن الناس كسرت طوق الخوف.
ورهان حكومات القوة بعد الثورة، هو ألا يستطيع الناس أن يكسروا طوق اليأس، هكذا تدور اللعبة؛ فاليأس كافٍ كي يعيد الناس للمربع الأول، مربع ثورة رومانيا والعياذ بالله ، الثورة التي خرج الشعب منها بخفي حنين، وتركزت السلطة فيها مرة أخرى في يد فئة صغيرة.
الغريب أن آلة السلطات الراهنة هو التعنت في تلبية طلبات الثوار، ومطاردتهم، وتشتيهم، ثم الدعوة للاستقرار والعودة للانتاج، ولقد حققوا العديد من المكاسب في المطاردة والملاحقة، لكنهم يضللون الناس في دعوتهم للاستقرار والعودة للإنتاج، فلا استقرار بدون عدالة، لا استقرار بدون "إدارة بالفعل"، إدارة القوة لا تحقق الاستقرار، فلو كانت إدارة مبارك مستقرة، لما قامت الثورة. لماذا نتوقع الثورة في كل البلدان التي تعاني من حكومات طاغية؟ نتوقع ثورات في هذه البلدان لسبب بسيط وهو أن حكومات هذه البلدان غير مستقرة، لأنها حكومات مفتعلة وغير عادلة، وسيتم الإطاحة برؤساء هذه الحكومات، بهم أو بورثتهم، لأنها حكومات غير عادلة، مهما اشتدت قبضتها.
والإنتاج صنو الاستقرار، فالإنتاج إبداع، وأفق واسع، ومشروعات ضخمة، وهذه كلها لا توفرها النظم المستبدة التي تدار بالقوة، حيث يعود الشعب لحالة الجمود والبلادة وعدم الإنتاج، وتعيش البلاد مرة أخرى على الإعانة، وتستنزف الفئة المحظوظة – في غياب الشفافية والرقابة- كافة الموارد المتاحة. فعن أي إنتاج يتحدثون؟ هل قاموا بفتح مصانع والناس رفضت الذهاب للعمل بها؟ أو هل بدأوا في استصلاح أراضي والناس أحجمت عن اللحاق بهم في استصلاحها؟ عن أي إنتاج يتحدثون؟
مع الإدارة بالقوة نتخبط ونتلاطم، نتحرك جميعا كريش تعصف به الرياح، فيجبر البرلمان أحد نوابه على الاعتذار للمشير، ولا يطالب المشير بالاعتذار عن كل القتل والسحل للثوار الأبرياء، ولا يطالبه بتسليم الجناة للعدالة، ولا يطالب مصطفى بكري بالاعتذار عما قاله بحق البرادعي، فمن مؤشرات الإدارة بالقوة أنها كالأمواج المتلاطمة التي تتقاذف شعوبها ومفكريها وثوارها دون رحمة كي تغرقهم في يأسها.
لقد كسر الناس طوق الخوف، وليس أمامهم إلا طوق اليأس الذي لم يكسروه بعد كسرا كاملا واضحا، وعليهم أن يكسروه وأن يكملوا ثورتهم حتى يصلوا بها بر الأمان، في ظل إدارة تدير البلاد بالفعل ولا تديرها بالقوة، حتى يصلوا بالبلاد لاستقرار بالفعل، وانتاج بالفعل، وديمقراطية بالفعل وتنمية بالفعل، بدلا من كل ما يجرى الآن من سعي لاستقرار من خلال التهديد والقمع.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يؤدبون الشعب، ويسقطون في المحظور
- غير مأسوف عليه
- علشان كنا رجالة وقفنا وقفة رجالة ..وقفة مائة رجل
- البرادعي في الميدان: فالشارع لنا، والناس التانيين...
- فيها حاجة حلوة
- قبضة رجل عجوز، قبضة شباب صاعقة
- يا قلوب بتنزف دم في العتمة، يا قلوب بتنزف دم وتغني
- النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار
- قل ما تريد، ونحن نفعل ما نريد.. قاعدة فات آوانها
- أفندم .. يافندم
- هل خذل الشعب الثورة؟
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير
- فأقرأ ثانية رسالة بلال


المزيد.....




- أحمد الشرع يتعهد بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي الس ...
- إطلاق سراح ثماني رهائن إسرائيليين وتايلانديين من غزة، مقابل ...
- ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا ل ...
- بيسكوف: لا اتصال بين بوتين وترامب بشأن حادث تحطم الطائرة في ...
- القائد -الظل-.. من هو محمد الضيف؟ وما هي أبرز محطات حياته؟
- إقبال كبير على المنتجات الروسية.. روسيا تشارك في معرض ليبيا ...
- مبعوث ترامب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما
- الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة أم روابة بشمال كردفان
- تقرير يكشف معلومة -غريبة- عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي ...
- -الشبح- الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو محمد الضيف؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة