|
إطلالة
ريم ابو الفضل
الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 00:31
المحور:
كتابات ساخرة
كثيرا ما تستوقفنى أحداث..أشخاص..مواقف قد أكون فيها بطلة، أو كومبارس ..متفرج، أو قارئ وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه، أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث ، أو أتأمل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أمور كثيرة، أو هكذا تبدو لى .. من هنا كانت إطلالتى على شخص، أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم وأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون، أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى على يوم يطل... أو يطول
(الخرطوش لا يزال فى جيبى)
كان اختيار الشرطة فى عهد الدولة العباسية من علية القوم وأهل المكرمة، وصاحب النزاهة لما يلزمها من حفظ للأمن والنظام.. كما كان صاحب الشرطة ينوب عن الأمير إذا غاب
ويقول صاحب كتاب (سلوك المالك في تدبير الممالك) ما ينبغي أن يكون عليه صاحب الشرطة من خصال أن يكون حليماً مهيباً، طويل الفكر، بعيد الغور،دائم الصمت
إن ما حدث لصاحب الشرطة كما كان يُطلق عليه، أو لرجل الشرطة، أو رجال الداخلية اليوم من تطور ليس مقصورا على التغيير الجينى لرجل الشرطة، ولا المجتمعى
فرجل الشرطة فى العصر العباسى والأموى للعصر المباركى والطنطاوى اختلف تمام الاختلاف
فمن صاحب الشرطة النزيه الحليم لرجل الشرطة الكريه ، ومن دائم الصمت لسليط اللسان ، أما طول الفكر فقد تحول لطول اليد
وإن كان الصمت والحكمة من خصال صاحب الشرطة سالفا ..فاليوم نجد أن الكذب المستفز، والسفه فى الفكر والفعل هم خصال الداخلية اليوم
وفى المثل الدارج "كدب مساوى ولا صدق ملخبط"
ولكن الداخلية اتبعت مسلك "الكدب الملخبط" فى تناولها للأمور
عندما نرى إصابات الثوار بالخرطوش والرصاص الحىّ، ونجد فوارغ الخرطوش ملقاة على الأرض كما تصورها الكاميرا
فيخرج علينا وزير العسس أقصد الداخلية قائلااااا (نحن لم نطلق الخرطوش)
وهنا اقتناعا وإيمانا منا بما قاله بن أبى ربيع فى كتابه سلوك المالك فى تدبير الممالك من نزاهة وحلم وحكمة صاحب الشرطة لا نملك إلا أحد اختيارات ثلاثة
*إما أن العالم دى بتحب تؤذى نفسها، وتخرطش روحها،وتفقع عينها وجاية ترمى بلاها على الداخلية
*أو العالم دى كانت بتهزر مع بعض،والهزار قلب جد، وجايبين الخراطيش دى من بيت أبوهم الخرشطى
*إما أن تكون الداخلية حاشا وكلا وهو احتمال بعيد بتكدب، وفعلا أطلقت الخرطوش فى ساعة شيطان......... ويابخت اللى ما قدرش وعفى
نسأل الله الصواب فى الوصول للإجابة
(ما أشبه اليوم بالبارحة)
قبل أن تتحول نيبال لجمهورية منذ سنوات كانت الصحف النيبالية قد نشرت فضيحة عندما لم يسدد ملك نيبال وأقاربه فواتير الكهرباء المستحقة عليهم والخاصة بالقصر الملكى لشركة كهرباء حكومية منذ سنتين تقريبا والتي تبلغ قيمتها نحو 880 ألف دولار
اعتبر الشعب النيبالى وسانده الإعلام أن المال العام ليس سبيلا ولامشاعا للقائمين عليه
وقبل أن ترحل الأسرة المالكة فى نيبال كان عليها تسديد فواتيرها..ولكن الأسرة الحاكمة فى مصر يسدد لها الشعب فواتيرها فى أكبر مستشفى
فالمال العام فى اى دولة أو مملكة ليس سبيلا ، ولا مشاع , ولا ملك خاص لمن يقومون عليه كما في مصر
فينما تعهد رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك بالتبرع براتبه الرئاسى للفقراء والمحتاجين والمؤسسات الرعاية الاجتماعية طوال خمس السنوات التي سيقضيها في السلطة نجد فقراء ومحتاجين مصر هم من تبرعوا لعلاج رئيس سابق قاموا بثورة من أجل إسقاطه (كبير يا قلب المصريين)
والحكومة المصرية لا تنظر إلا لتاريخها هى ولا تعتبر بقراءة تاريخ الآخرين وإن قرأته فلن تفهمه ولا تكرر إلا تجاربها السالفة التى تثبت فشلها وتوثق عدم ثقة الشعب بها
وما يدعونى لهذا الكلام هى الحملة التى أُطلقت للاستغناء عن المعونة الأميريكية هنا والأمر مقبول بل نرحب به
فمصر ثرية بثروات لم تسثمر بعد ... وبثروات منهوبة كمنجم السكرى الذى هو من أكبر مناجم الذهب بالعالم، ودخل قناة السويس الذى يقدر بالملايين يوميا، وثروات مسكوبة فى رواتب بالملاين لمستشارين لا جدوى منهم فى الأجهزة الإدارية، ورواتب بالملايين لما يسموا خبراء استرايجيين ؛ ليدافعوا عن السلطة وملايين هناك وهناك
ولكن كانت المفاجأة هو الاسغناء على كل هذه الملايين المهدرة والاستغناء عن المعونة الأميريكية التى لا يرى منها الشعب سنتا واحدا، والإجهاز على آخر ما تبقى من ملاليم بحوزة أى فقير وبسيط
وهنا تذكرت الحملة التى أطلقتها الحكومة فى الثمانينات تحت مسمى "سداد ديون مصر"، واقتطعت الحكومة جزءا من مرتبات الموظفين قسرا، وكنت حينها طفلة، ولكن إدارة المدرسة المتمثلة فى السلطة لم تترك لى قروشى البسيطة وسطت عليها بدعوى حب مصر
الحملة كانت من قبل تحت رداء الحزب الوطنى ولكن اليوم تحت عباءة الدين وبمباركة شيخ الأزهر الذى سوف يطلق الحملة وتشجيع رموز وهيئات دينية بارزة
وما أشبه اليوم بالبارحة
ولكننا اليوم مثخنو الجراح ... فدعونا وجراحنا
ولا هو "موت وخراب ديار"
(العوض على الله)
اعتدنا على قول هذه العبارة ليست دليلا على التسليم الشديد بقضاء الله..وإنما لقلة الحيلة
ومن الممكن اجتماع الاثنين، ولكن هناك فرق بين
الإيمان بالقضاء، وبين قلة الحيلة
بين القصاص الذى لا يتحقق ، وبين العفو عند المقدرة
بين الرحمة والتراحم بين البشر، وبين السذاجة والتفريط فى الحق
وكأن المظلوم أمام أمرين إما أن يعفو، أو يستعوض ربنا، وكلاهما من حسن الإيمان فى الدين
ألم يرد القصاص حتى تستمر الحياة فى نفس الدين الذى لم يروا فيه إلا العفو فى اضطرار
حكم البراءة الذى حصل عليه قتلة ثوار السيدة زينب، وعين شمس لا شك هو تأجيج لنار تشتعل داخل صدور أهالى الشهداء سينال الجميع من ألسنتها
ومعارك القضاء كمعارك الحياة ينتصر فيها الباطل حينا ، والحق أحيانا بيد أن القضاء هو المعنى بتحقيق العدل فى معركة الحياة
وفى معركة قضائية انتصر فيها الحق ولكن فى هونج كونج كما ورد بصحيفة "ساوث تشينا مورنينج"فقد حصل رجل على تعويض قيمته مليون دولار أمريكي بعد أن صدمه فى رأسه نموذج مصغر لطائرة مروحية تدار بجهاز تحكم عن بعد، و أصبح قعيدا على كرسى متحرك
وإن كان فى مصر العوض على الله، ففى هونج كونج فهو على من تسبب فى ضرر
وإن كان القضاء فى مصر لم ينصف المظلوم، ولم يعاقب الظالم فهل يتجه أهالى الشهداء نحو القضاء "الهونجى كونجى "؟
تذكرت قول الفاروق لأبى عبيدة " نّفر من قدر الله إلى قدر الله"
وأقول لأهالى الشهداء
فروا من قضاء مصر إلى قضاء الله فى هونج كونج
#ريم_ابو_الفضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يومٌ للحب..و أُخر لغيره !
-
ونفس وما سوّاها
-
كلاكيت ثانى مرة
-
فضلاً....ضع نظارتك
-
ولم لا يبكينًّ عليه ؟!
-
بين الأمس ..واليوم ..والغد
-
ثمرة الرّمان
-
بصر الرجل...وبصيرة المرأة
-
عندما يصبح الصمت لغة
-
ماضٍ...ونحن ماضون
-
فى أيام العتق
-
فى ذكرى صاحب القلم الرحيم
-
نقطة تحول
-
السوشى
-
شرفتى...وزائر الفجر
-
لقرحهم أشد من قرحكم
-
رحلة الشتاء والصيف
-
بين معجزة نوح وأسطورة تياتنك ( فى ذكرى شهداء أسطول الحرية)
-
الخالدون مائة...والعظيم واحد
-
لا تنقضوا غزلكم
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|