أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - ابراهيم الخياط في جمهورية البرتقال














المزيد.....

ابراهيم الخياط في جمهورية البرتقال


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 13:49
المحور: الادب والفن
    


الأنا اسم مكني، وهو للمتكلم وحده، بمعنى أنه تعبير عن الذات، أما الآخر، فهو غير المؤتلف أو المختلف، وتأسيسا على هذا تكون الأنا مجال المعرفة الجوهري ؛ لان السؤال عن الأنا سؤال عن الوجود، ومن هنا كان الإقرار بأن الآخر، هو غير الأنا ..... ثمة مسلمة نقدية تشير إلى أن لكل شاعر أناه الخاصة به، وبذاته، وبوجدانه، ولذا سمي الشعر الغنائي بالوجداني؛ لبروز أنا الشاعر فيه .....
وبعد فقد قامت هذه المقالة على لبنات تراصفت، محاولة قراءة ثيمة الأنا والآخر في شعر إبراهيم الخياط، ولاسيما في مجموعته الموسومة بـ (جمهورية البرتقال) حيث إن شعر الخياط يرتبط بمدلولات كثيرة بدءا من عنوان مجموعته هذه ومرورا بعنوانات قصائده وانتهاء بمضمونها، فالخياط في هذه المجموعة، قد تجاوز هواجس الأنا وتداعياتها الخاصة، ليندمج مع الآخر (ذوات الآخرين) من خلال لغته الهامسة، إذ نلمح حضور الأنا والآخر، كظاهرة أسلوبية في شعره، ولاسيما أن الأنا عند الخياط، هي أنا عراقية خالصة قد أتت ضمن تقنية الحضور والغياب، من خلال (الآخر لدى الأنا) و (الأنا لدى الآخر).
ومما جاء من قسم (الآخر لدى الأنا) قوله:
(( إنه /
قاب قتلين أو أدنى /
فحق عليه القول /
بعد أن فرهت أحلامه /
ونحت به عن جزيل افتقاره ... )) ص 11
إذ نجد حضورا مكثفا للآخر (الغائب) عن الأنا، حيث عززت ذلك التقفية الداخلية لضمير الغائب (الهاء) في (إنه، عليه، أحلامه، به، افتقاره) الذي توزع عبر كامل الخطاب الشعري، ليؤكد عمق الصلة بهذا الآخر ومن ذلك:
((عيناك خردلتان/
والحرائق طائرات/
فهل جادك الغيث/
عندما الموت همى /
هل راعك وأنت تحت نار/
ياغصة الغريب على دار )) ص 41
إذ تعمل المعطيات الشعرية هنا على الآخر (المرأة) ؛ لذلك نجدها حاضرة بضمير المخاطب الحاضر ( عيناكِ، جادكِ، راعكِ، أنتِ ) محاولا ( الأنا ) إنتاج نفسه من خلال هذا الآخر الحاضر، ليسلط الضوء على المكابدات النفسية من خلال الذات المستلبة، ويتجلى الآخر( المدينة ) عند الأنا في قوله:
(( ووقفت على بابها الحميم /
لأقيس ارتفاع الدمع/
في جزرة نهرها المعلول/
فلطالما /
شيعتني هذه الثكلى الطروب/
ـ التي أسميتها /
مدينتي /
وسمتني جوابها المقيم .... )) ص 127
حيث يعلن النص هنا عن ذات الآخر ( المدينة ) ببابها الموصوف بالحميم، من خلال الأطر التي يستعملها الشاعر ببراعة كقياس نسبة الدموع مثلا إذ نتحسس الاغتراب للشاعر في عبارة ( التي أسميتها مدينتي ) وكأنه متردد في هذه التسمية هل هي مدينته التي عرفها أم لا ؟ . إن ثيمة ( الآخر ) لدى الخياط ثيمة مركبة ؛ لأنها كيان ( غيري ) فقد يكون ( الوطن / النهر / المدينة / الأنثى .. الخ ) .
أما ما جاء من ( الأنا لدى الآخر ) فمن ذلك قوله :
(( أحرقت دمعي /
وهل كان دمعي غير ماء ؟ /
أطفأت روحي /
ثم رميت عقبها المفحم خلف الباب )) ص 15
إذ نجد في هذا المقطع فضاء الانبعاث من خلال ( أحرقت ) ثم ما يلبث الشاعر أن يستعمل تقنية الاستفهام المجازي الخارج إلى النفي مقررا أن دمعه ليس سوى ماء ثم يأتي الانطفاء والرمي ( أطفأت / رميت ) خلف الباب لكي لا يراها أحد !! بصياغة مشهدية تمثل عملية إحراق سيجارة وإطفائها والتخلص منها بمكان خفي ومما جاء أيضا قوله :
(( عشرون عاما وأنا أبكي ... /
عشرون عاما وأنا أدور /
عشرون عاما وأنا أهاجر /
عشرون عاما وأنا أنكفئ/
عشرون عاما وأنا أموت بالتقسيط المريح )) ص 35ـ37
الخياط هنا يتوضأ بالحزن عبر نظرة شمولية لواقع الـ ( الأنا ) حيث تلخص وتركز بصورة مكثفة على المفارقات الحادة، لتأصيل الجنايات المذكورة لواقع الإنسان العراقي، عبر تكريسه لحقب زمنية متكررة، لتتجاوز الحدود إلى الوقت الحاضر، عبر إسقاطات حضور الأنا عند الآخر.
خلاصة القول :
لا يمكن لـ ( الأنا ) عند الخياط أن تحقق كينونتها بمعزل عن ( الآخر ) ذلك من أجل إثبات الهوية، فقد تكون هذه الهوية ذكورية / وطنية / إنسانية / آيدلوجية / الخ، لكن ( الأنا ) عند الخياط، كثيرا ما تغترب بفعل (الآخر) فضلا عن أن ( الآخر ) حاضر دوما في هذه المجموعة الشعرية (جمهورية البرتقال ) حرصا من ( الأنا ) في إثبات ذاتها معرفيا .



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذي رأى الاعماق كلها
- الصورة المشهدية في مجموعة مدن وحقائب
- صورة الرجل الفنية في مجموعة الليلة الثانية بعد الالف
- بانوراما الذات في شعر علياء المالكي طوق الفراشة انموذجا
- عشاء لملائكة نظرة نحو الوجود وتأسيس الذات
- مع الجاحظ على بساط الريح سيرة قصصية للفتيان
- مؤسسة شهداء ديالى صورة للتناغم الابوي
- تجليات التناص في شعر إبراهيم الخياط
- الزواج من موظفة حلم الكثيرين
- هيثم بردى يؤرخ للأدب السرياني
- مؤسسة شهداء ديالى و(العرف الفوك)
- تراتيل على دم الشهداء
- جيل جديد لايجيد كتابة الانشاء
- ثقافة القيادة
- كتاب مدينة الخالص بعد التغيير
- تأهيل الناقد
- سيميائية العنوان في مجموعة لمن هذه الحرب
- ياسين النصير يعيد لقيصر مالقيصر
- القومية مشروع فاشل إنتهى بكرة قدم !!
- ثقافة الاحذية رؤية سايكولوجية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - ابراهيم الخياط في جمهورية البرتقال