براءة السد راوي ورفاقه أسقطت الأقنعة والآن لا مناص من التقصي قصد المساءلة

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 09:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

اللهم قد بلغت
براءة السد راوي ورفاقه أسقطت الأقنعة والآن لا مناص من التقصي قصد المساءلة


إن الحكم بالبراءة على إدريس السد راوي، رئيس الرابطة الوطنية للمواطنة و حقوق الإنسان، ورفاقه قلبت الأمور رأساً على عقب. والآن بعد أن أسقطت الأقنعة وانكشفت الوجوه، فهل سيسمح القائمون على أمورنا بسريان القضية إلى أقصاها للتمكين من سحب الحجاب على خيوط اللعبة وفضح الأيادي الخفية التي حركتها للنيل من الرابطة التي أضحت طليعة ساكنة أولاد بورحمة للتنديد بالفساد الذي يطول على أراضي الجموع والأراضي السلالية بجهة الغرب الشراردة بني احسن. وذلك حتى نتمكن من معاينة ومساءلة ومحاسبة المفسدين والمتواطئين في فبركة ملف اغتيال الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان؟

والحالة هاته هل يتجرأ بعض النواب بالبرلمان بالمطالبة بلجنة تقصي بخصوص علاقة آل الراضي ولوبي الفساد الذي طال أراضي الجموع والأراضي السلالية والاغتناء غير المشروع بالجهة التي تحتضن جملة من الامتيازات (أراضي فلاحية، مقالع...) اقتصرت على عائلات بعينها وضباط سامين ومسؤولين أمنيين بوزارة الداخلية سابقين؟

المحاكمة/الحكم

أصدرت المحكمة مؤخراً حكمها بالبراءة على إدريس السدراوي ورفاقه في الجمعية والنقابيين، في حين أدانت الآخرين بأربعة شهور حبساً نافذاً. علماً أن هيئة الدفاع –التي ضمت العديد من المحامين- ظلت تطالب بالمتابعة القضائية في حالة سراح، معلنة أن التهم ملفقة ومخدومة من طرف لوبيات الترامي على يوماً من المحنة والاعتقال طلع إدريس السد راوي ورفاقه بريئين. وهذا أمر يدعو إلى بعض الاستغراب وقد يدفع البعض إلى اعتباره قرينة من القرائن الدالة على فبركة الملف بغية إخراس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان ومن المثير للانتباه أن البراءة كانت من حق المنضوين تحت لواء الرابطة أو منخرطين في النقابة، أما الباقون فقد أدينوا. وهذا أمر يدعو إلى أكثر من تساءل. فهل هي مجرد صدفة؟ علماً أنه بالرغم من أن كل الخيوط النازلة لم تكشف بعد، إلا أن رائحة المؤامرة بخصوص توريط الرابطة أزكمت الأنوف. لكن ما يهم أكثر اليوم هو: من له مصلحة في حبك مثل هذه المؤامرات؟ فهل الواقعة –التي بدأت تُكشف خيوطها الآن –كان دافعها الخوف من انفضاح المستفيدين من الفساد الذي طال الأراضي السلالية واستحقاقات ذوي الحقوق بمنطقة الغرب، ولذلك سعوا إلى محاولة تشويه سمعة الرابطة ومناضليها عبر إدانتهم قضائياً؟

سقطت الأقنعة:
لقد تأكد الآن –يقول سكان أولاد بورحمة- فبركة الملف ضد إدريس السد راوي ورفاقه. كما تأكد حظ إدريس الراضي في تحريك خيوط المؤامرة التي أحيكت ضد المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان ومناضليها. وهذا أمر كاف وزيادة لتحري أصحاب الضمائر الحية النزيهة للعناية بملف السطو على أراضي الجموع والأراضي السلالية والبحث بخصوص المستفيدين من الفساد البين الذي طال هذه الأراضي. وعلى البرلمانيين طلب التحقق في مدى تورط أحد زملائهم في هذا الملف النتن، مادام قال أنه مستعد لتطبيق عليه من أين لك هذا؟ وهو الذي بين عشية وضحاها أصبح صاحب أموال وعقارات يقول أحد شباب أولاد بورحمة، الذي أضاف أن فضح فبركة هذا الملف لن تزيد الساكنة إلا إصرارً للدفاع عن حقوقهم والعمل على كشف لوبي الفساد الذي التهم الأراضي السلالية بجهة الغرب.

لا مندوحة عن هذا السؤال

هناك اقتناع ساكنة أولاد بورحمة أن إدريس الراضي أحد الأيادي الخفية التي فبركت نازلة النيل من الرابطة. وإن صحّ هذا، فهل تحضر الشجاعة المعنوية والأخلاقية والسياسية للعمل بكل نزاهة وشفافية على محاولة الإجابة على سؤال: من هندس لفبركة هذا الملف أن القضية سيتم طمسها؟ علماً أن أحد محامي الدفاع سبق وأن رفع إلى الوكيل شكاية مباشرة بخصوص الزور والتزوير اللذين طال ملف النازلة، أم أن هذه الشكاية ستُقبّر؟ فهل سيُسمح لهذه الشكاية أن تأخذ مجراها الطبيعي رغم أن من شأنها إحراج أكثر من جهة ضليعة –بشكل أو بآخر- في الفساد الذي طال الأراضي السلالية؟ ومهما يكن من أمر، إن لسان حال أولاد بورحمة يقول اللوبي المستفيد من تلك الأراضي بالمنطقة يتزعمه إدريس الراضي بمباركة الوالي، وهذا ما ورد في أكثر من شكاية، وكذا تم تبليغه لوزير العدل والقائمين على مجلس حقوق الإنسان.

معالم فبركة ملف النازلة

أقرّ أغلب المتتبعين أن فبركة الملف للنيل من إدريس السد راوي ورفاقه تطلب تدخل وتواطؤ أكثر من جهة، وهذا أمر أضحى اليوم –بعد صدور الحكم- يستوجب التوضيح لأنه في مغرب اليوم –خلافاً لمغرب الأمس- لا يمكن التسامح بأي وجه من الوجوه مع المتلاعبين بحرية المواطن ومستقبله.

وهنا وجب استحضار استئساد وتنمر القائد بالولاية الذي وجّه علانية وجهراً تهديداً مباشراً لرئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان ولشباب أولاد بورحمة الغاضبين، خلال الوقفة المنظمة بالمنطقة الصناعية الحرّة حيث قال ما معناه أن ما قمتم بت لن يمرّ بالسهل متوعداً بما لا يحمد عقباه. وبعد حين عملت أياد خفية على النيل من إدريس السد راوي ورفاقه بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ وحيل مبيتة، لكن خاب أملها في النهاية لأن المعتقلين أصحاب حق، ومهما كانت التهم الملفقة، سيظلون أصحاب حق، وما ضاع حق وراءه طالب، ولن ينفع لا تهديد وترهيب صادر من القائد المذكور ولا نفوذ لوبي الفساد في فبركة الملفات لأن قضاء مغرب اليوم ليس هو قضاء مغرب الأمس.

ومن قرائن فبركة ملف النازلة، توجيه في البداية تهم قد تتجاوز عقوبتها 10 سنوات، قبل الانتباه إلى أن القضية قد تبدو "مفروشة" فتمّ تحويل النازلة من جناية إلى جنحة. وأمر يبدو في عيون البعض، كاف وزيادة، لمساءلة الذين أعدوا المحاضر، سيما وأنهم من المحلفين. إنه أمر مهم جداً لأنه تعلق باغتصاب حرية المواطن وتعريض مستقبله للضياع والانهيار، وهذا أمر ليس بالهيّن.

ومن قرائن الفبركة وحضور يد لوبي الفساد في الأراضي السلالية، تشديد الخناق على المعتقلين بالسجن والدوس بكرامتهم وحرمانهم من جملة من حقوقهم مما جعلهم يخوضون إضراباً عن الطعام، وذلك جراء ما تعرضوا له على يد الحراس. فهل التعامل بهذا الشكل الغريب ناتج عن تعليمات خضع لها القائمون على السجن؟

ومن قرائن الفبركة، حضور إدريس الراضي يوم الوقفة بعين المكان. إذ أثناء توجيه المحتجين إلى المنطقة الصناعية الحرة، حاول المذكور دهس بعض المتظاهرين بسيارته لاستفزازهم، كما تعمد المرور من قلب المسيرة. وقبل هذا وذاك، لماذا كان حضوره بهذا الشكل وكان يعلم علم اليقين موقف سكان أولاد بورحمة منه وطبيعة التهم التي دأبوا على توجيهها إليه جهراً. كما كان إدريس الراضي كان على علم مسبق بتاريخ تنظيم الوقفة أيام قبل حلول موعدها.

ومن قرائن الفبركة أيضاً، امتناع الشاهدين عن الحضور إلى جلسات المحاكمة، علماً أنهما تقدما من تلقاء نفسيهما إلى الدرك الملكي وألحا إلحاحاً على التصريح بشهادتهما.
هذه نماذج من قرائن الفبركة ليس إلا.

والآن وقد سقطت الأقنعة وجب القيام بما يلزم.

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات