|
المصالحة الفلسطينية واقع أم إعادة تدوير أزمة
زياد اللهاليه
الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 20:37
المحور:
القضية الفلسطينية
من الجميل أن ننهي ملف الانقسام الفلسطيني ونتجه إلى حوار وطني لإنهاء كل الملفات العالقة من إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة مؤقتة والإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية وحتى الاتفاق على قواسم مشتركة تشكل خطوط حمراء لبرنامج سياسي فلسطيني لمرحلة مقبلة واستبشر الشعب الفلسطيني كثيرا من اللقاءات المكوكية والحوارات بين قطبي الانقسام والتوقيع على تشكيل حكومة تنقراط او حكومة الوفاق الوطني بقيادة السيد محمود عباس بالرغم من التحفظات الشديدة على اتفاق الدوحة لما يعنيه من تكريس كل السلطات التنفيذية بيد الرئيس وهو تجاوز للدستور الفلسطيني وللمجلس التشريعي والاتفاقات الموقعة في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية , واعتقد ان هذا الاتفاق لا يشكل عقبة كأداء مادام ان الحكومة هي حكومة تسيير أعمال وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ويمكن إيجاد مخرج دستوري عبر تعديل الدستور لمرة واحدة من قبل المجلس التشريعي في حال دعوته للانعقاد كنا ننتظر من مؤتمر الدوحة بعد التوقيع عليه من قبل قيادة الهرمين السياسيين فتح وحماس ان تعتذر الحركتين بقياداتها السياسية للشعب الفلسطيني لما أحدثاه من انقسام وما ترتب عليه من قتل ونهب وحرق وسلب واستباحة المحرمات الوطنية وتقسيم قطبي الوطن إلى كنتونات سياسية فئوية مورست تحت مظلتهما انتهاكات وجرائم بحق الشعب الفلسطيني من الاعتقال السياسي والتعذيب وكبت الحريات العامة والقتل على الهويات التنظيمية والفصل الوظيفي التعسفي بناءا على الانتماء السياسي وإغلاق العديد من المؤسسات الصحية والاجتماعية والصحفية والتحريض الإعلامي الممنهج والذي اضر بالشعب الفلسطيني وبحركته وسمعته الوطنية النضالية . كنا ننتظر منظمة التحرير ومن قادة فصائل العمل الوطني والمؤسسات الحقوقية والأهلية الدعوة الى تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الاحداث الدامية التي أدت الى الانقسام مشكلة من قضاة ومحامين وحقوقيين ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الأهلية والوطنية ومن شخصيات وطنية اعتبارية ذات مصداقية للتحقيق وتقصي الحقائق لاستخلاص العبر من الاحداث بحدها الأدنى على غرار التجارب العالمية مثل السرياليون وجنوب أفريقيا والتجربة المغربية في ( هيئة الإنصاف والمصالحة المغربية ) التي عالجت أربعة عقود من الملفات المعقدة مرورا من مجهولي المصير والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة وانتهاء بحالات القتل وإطلاق النار، وبعد الانتهاء من التحقيق وإصدار تقريرها وتوصيتها يمكن تشكيل اللجان المختصة للقيام بعملية المصالحة او ( اللجنة العليا للمصالحة الفلسطينية ) كما اتفقت عليها القوى الفلسطينية ان اجراء عملية تجميلية للمصالحة على علاتها الاجتماعية والسياسية وعدم بحث شامل متأني لجميع الملفات الساخنة ذات الإشكاليات والعلاقات الوطنية سوف تؤدي إلى الانفجار في اى لحظة وعلى أتفه الأسباب ولا يوجد هناك ضمانة وطنية بعدم تكرار سيناريو الانقسام مرة أخرى ومن اتخذ قرار الحسم والعنف واللجوء إلى السلاح يسهل عليه في المستقبل اتخاذ القرار مرة أخرى، انه لا يجوز التهادن والتسامح والتصالح على الدم الفلسطيني فالإنسان الفلسطيني أغلى ما نملك وتسوية هذا الملف يجب ان تكون ضمن الملفات السياسية العالقة وهو من الملفات الصعبة لما تركة من اثار نفسيه ومعاناة للضحايا وذويهم واعتقد ان هذا الملف لا يمكن إنهائه بحفنة من الدولارات دون ان يشعر الضحايا بحصولهم على حقوقهم ورد الاعتبار واعتقد ان هذا الملف بحاجة الى تشكيل محكمة للقضايا المستعصية لكي نتجنب الثار والانتقام ، وملف المصالحة يجب ان يكون مبني على أسس وثوابت وطنية متينة لا على مسكنات ومهدئات آنية وعلى كل الأطراف الوطنية والمجتمعية ان تتحمل مسؤولياتها وان تحل كل الملفات العالقة بعد ذلك يمكن الحديث عن مصالحة مجتمعية صادقة وطي صفحة الماضي بلا رجعة ، وعلى الوطنية أن لا تعمي أعيوننا من رؤية الحقيقة ، فالخطأ خطأ بغض النظر عن من صنعه أو فعله. المصالحة الحقيقية الشاملة المبنية على أسس وثوابت عليها ان تبحث كل تلك الملفات بدا من المصالحة المجتمعية ومعالجة أثار الانقسام أعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها كممثل شرعي ،النظام السياسي الفلسطيني رئاسي أم برلماني الأجهزة الأمنية سواء في الضفة ام غزة وعقيدتها السياسية وانتماءاتها الحزبية ووظيفتها ، وسلاح المقاومة والملف السياسي والمفاوضات والتوقيع على الاتفاقيات وغير ذلك من الملفات ذات الخلاف ان المصالحة ليست تعبير عن مرحلة بل التأسيس لمرحلة جديدة مبنية على الاعتراف بتعددية المصالح المجتمعية و بتعددية تمثيلياتها الفكرية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية ، والسعي المشترك نحو إلغاء عوائق الماضي و تصحيح ما ترتب عنها من غبن و مآسي و أخطاء و انتهاكات و جرائم جسيمة ان عملية المصالحة هي عملية تراكمية للشعب الفلسطيني عبر سنوات الانقسام وهذه من انجازاته فهو من عبر عنها لحظة تفاعله مع الحدث وهو من صاغ العديد من المبادرات الوطنية والمجتمعية بدءا من الشخصيات الوطنية إلى مبادرة الأكاديميين والأسري والمبادرات الفصائلية ومن الكتاب والمثقفين بمقالاتهم والضغط الشعبي اذا العملية التصالحية هي عملية تراكمية يجب ان تخضع للشروط الشعبية والثوابت الوطنية وان يكون الدم الفلسطيني خط احمر فالشعب هو صاحب القرار في صياغة المصالحة لأنه الوحيد الذي دفع الثمن وما زال وان ثقافة الانقسام والتحريض والتخوين والتكفير أسست لثقافة وسلوك وممارسات مجتمعية لا يمكن تغييرها عبر لقاءات قيادة الحركتين عبر شاشات التلفزة وعبر الابتسامات وأقامت الولائم بل تحتاج الى نية صادقة وعملية تصالح مع الذات والمجتمع وثقافة قبول الغير وربط المصالحة بالإصلاح الشمولي مع العمل سويا من أجل ضمان عدم تكرار ما حصل و عدم التساهل ، سواء في الحاضر أو المستقبل .
#زياد_اللهاليه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا الدم المسفوك
-
سوريا مابين الحرب الأهلية او الحوار الوطني
-
اقتصاد فلسطيني وسياسة حكومية مأزومة
-
السياسة الأمريكية الجديدة ما بعد الربيع العربي
-
حذاري من انهيار الدولة السورية وتدويلها
-
الوجه الآخر للديمقراطية الليبية
-
الوطن العربي ورياح التغيير
-
المفاوضات المباشرة بين الواقع والوهم
-
صراع الشرعيات الفلسطينية بين الوهم والواقع
-
احياء المنظمة والمصالحة الفلسطينية من أولوياتنا بعد فشل المف
...
-
سحب تقرير غولدستون دليل على التخبط السياسي
-
قمة الدوحة العربية اللاتينية قمة الضعفاء أم الأقوياء ؟
-
قراءة في نتائج الحرب على غزة
-
لغزة صرخة غضب
-
محرقة غزة والأرض المحروقة
-
محاكمة سعدات محاكمة سياسية بامتياز
-
لغة الحذاء ابلغ من لغة الرصاص
-
اوباما والسيناريوهات القادمة
-
حوار القاهرة بين التفاؤل والتشاؤم
-
أي العبثيات عبثيه المقاومة ام المفاوضات ؟
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|