أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى اسماعيل - اكتشافات السوري














المزيد.....

اكتشافات السوري


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 20:40
المحور: كتابات ساخرة
    


أحد عشر شهراً, والثورة ضيف خفيف الظل على السوري, يشاطرها قهوة الصباحات وفيروز الصباحات, وما تيسر له من وجبات أساسية بطعم العلقم في يومه الذي يطول أكثر من قرن.

اكتشف السوري خلالها أن حنجرته ذات التوتر العالي هي مخزونه الاستراتيجي الوحيد, وتوجهه الروحي المطلق نحو الحرية هو هويته الدالة الوحيدة, وأن ملكوت الحرية والعدل والمساواة هو الوطن الوحيد الجدير بخلاياه التي تنزف في ما يشبه الحياة منذ عقود عجاف.

اكتشف السوري أن بقاءه مجرد سمكة معلبة لا يليق به, مهما خذلته العواصم الزئبقية والحسابات السياسية الـ ( سكوتر ), فهو يعلم اليوم كتلميذ مجتهد أن لا أصدقاء سوى الشوارع والساحات والإعلام الحر.

اكتشف السوري أن لا عدوَّ على الأبواب, وأن ذلك الكائن الذي حُوِّلَ إلى عدو مبين في مناهجه الدراسية من الحضانة إلى التعليم العالي إنما كان ضحية غاية في نفس السلطة, فلم يمعن ذلك العدو ضرباً وتقتيلاً في السوري كما فعل ابن البلد, ولم يمزق حنجرة سورية يوماً كما فعل ابن البلد.

اكتشف السوري أن لديه ترسانة من الدبابات والمدافع والقذائف والطلقات والبنادق العذراء كانت تحت الإقامة الجبرية في ثكنات ومعسكرات الجيش ( العقائدي !!! ), وكانت العصافير قبل 15 مارس/ آذار 2011 تمارس الحب في فوهات بعض تلكم المدافع والدبابات, فيما كانت غالبية ساحقة من تلكم الفوهات في هدنة مزمنة مع بيوت العناكب, ولا ننس – أيضاً – أن الكم الأكبر من تلك الترسانة كان نهباً لزرق الطير وما إليه.

اكتشف السوري أن في بلاده كميات خيالية من الشبيحة والنبيحة قابلة للتصدير وبأسعار مغرية, وطائفة من الإعلاميين والصحفيين والكتبة/ الببغاوات قادرين على تلويث كل قضايا العالم إن أطلقوا من المصباح السحري للنظام بمجرد تمرير اليد عليه.

اكتشف السوري أن نظام بلاده لم يستثمر كثيراً في قطاع المخابرات والبنية التحتية للمخابرات, بدليل أنه يحول المدارس إلى معتقلات, ويستنجد بالشبيحة والحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله في عمليات القمع.

اكتشف السوري أن معارضته السياسية مجرد ورق سجائر كالذي يلف به التبغ التركي في مناطقه الحدودية. وأن قسماً لا بأس به من الوجوه المعارضة التي اصبحت بارزة بقدرة الإعلام لا يعلم أحد عن مسقط قرعة أبيهم شيئاً.

اكتشف السوري أن ثورة الكرامة التي أطلقها خطرة على الأمن القومي الصيني والروسي واللبناني والعراقي, لقد نسي السوري العظيم كتابة تحذير على غلاف ثورته : هذه الثورة – يا جماعة - لن تسبب لكم الغثيان والقيء والضراط والإسهال.

اكتشف السوري أن بلده نمرٌ اقتصادي شرق أوسطي ولن يتحول إلى قطة, فالليرة لا تزال على صهوة حصان من ثلج, رغم فقدانها نصف قيمتها أو أكثر, ورغم تلقيها جرعات كيماوية بين الفترة والأخرى, وتحولها في البلد إلى نكرةٍ بين العملات.

اكتشف السوري أن البنية التحتية لبلاده فتية, فالكهرباء حية ترزق لكن في العناية المشددة, والطريق إلى منفذ بيع الخبز سالك إنما بصعوبة, والانترنت على قيد الخدمة وإن وهن عظمه واشتعل رأسه شيباً, وصناعة الألبسة ترفع شعارات الممانعة والمقاومة رغم أن الأوضاع تشير إلى قرب دخول السوريين في مرحلة ( كما خلقني ربي أول مرة ), فالسراويل الداخلية والكنزات الداخلية وحمالات الصدر مهددة بالأنقراض أسوة بالديناصور ( قدس سره ودام ظله ) كما يتوقع متشائم من الوضع.

اكتشف السوري أن دستور وقوانين بلاده أشبه ما تكون بالأقنعة في حفلة تنكرية, بالإمكان تغييرها واستبدالها بجرة قلم أو كيبورد, ولا يحتاج التغيير أو الاستبدال إلى حملات واعتصامات جماهيرية ونضالات ماراتونية وحرب استنزاف داخلية قاتلة ضد الشعب وإهالة التابوهات السياسية فوق رأس المواطن.

وأثبت السوري خلال أحد عشر شهراً مضيئاً بدمه الباذخ أن الخيل والليل والبيداء تعرفه بإمتيازٍ غير مسبوق.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آه منكم يا معشر الطغاة
- في الغرفة المضغوطة
- فوضى أخرى لشهيق الحبر
- دون كيشوت الثكنات القاحلة
- حول تعزيز الموقف الكردي السوري إزاء المستقبل
- مراقبون محجوبون على أمرهم
- عظام الأوكسجين
- نحو إعادة إنتاج الدولة في سوريا
- إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي
- ظاهرة إغلاق أبواب ونوافذ السياسة كردياً
- الخجل السياسي الكوردي
- حوار مع السيد إسماعيل حمه – سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا
- لماذا تركت اللحظة السياسية وحيدة ؟.
- مشعل تمو والحزبية الكوردية
- مشعل التمو.. عود ثقاب كوردي
- سوريا : الكورد والمنظورات الأحادية للآخر
- المنفى
- مقترحات من أجل إعلان عهد الكرامة والحقوق السوري
- المعارضة السورية إذ تنكح رفيقها البعثي
- مسكونٌ بقالب كاتو


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى اسماعيل - اكتشافات السوري