الهام زكي خابط
الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 17:56
المحور:
الادب والفن
خلجات نفسي الآثمة
أمطريني يا سماءُ
بنفحاتكِ الوردية
فأحلامي بسيطة ٌ
لم تعد بعد الهمِ عصية
أمطريني يا سماءُ
وهجـًا ... لأحترق
بنوازعي الفكرية
فقد رحل الجمعُ
إلى متاهاتٍ قصية
بتشتتٍ ما كان منذ الأزلِ
إلا في هذه الحقبة الزمنية
أمطريني يا سماءُ
بعضا من بـَرَدٍ *
لاطهـّر خلجات نفسي الآثمة
فأني قد أذنبتُ كثيرا !
أذنبتُ حين انحنيتُ إجلالا
لنسائم السلام والحرية
وأذنبتُ حين بكيتُ موجوعةً
على أشلاءِ الضحايا الأبرياء
في تلك الهجمات البربرية
ومن ثم أذنبتُ
حين صفقتُ فرحةً مستبشرةً
بالمظاهرات الديمقراطية
وهفتْ نفسي وقتذاك متأملةً
نيل اليتامى والأرامل
حقوقهم الشرعية
ويحي كيف أجرؤ ...!
وأتمنى تلك الانتماءات الوطنية
كيف أجرؤ ...!
وأحلمُ ... وأتمني
الخيرَ و الرخاءَ لبلدي
بلد النفط والنخيل
بلد التأريخ الأصيل
بلد التراث الحضاري
منذ العصور البابلية ، و السومرية
ويحي كيف أجرؤ
تحت ظل شعارات تعصبٍ وفتنٍ طائفية
فأمطريني يا سماءُ
وخبئيني في كينونة النسيان
فركام الأوهام قد أثقل جسدي
ها قد وعيتُ .... يموتُ شهيدا
منْ طالب بالحقوق الإنسانية
وها قد جفت دموعي جزعا
على أحباءَ إلينا ... إليك قد رحلوا
مازالوا صغارا ... !
فأمطريني من طهرهم ولا تتوقفي
أنا ما عدتُ أدركُ تلك المواجع اللانهائية
************
البــَرَد : حبيبات المطر المتجمدة التي تتساقط عند اشتداد البرد
#الهام_زكي_خابط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟