أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لحسن ايت الفقيه - المجتمع المدني بالجنوب الشرقي المغربي يفقد فاعلا جمعويا ثقيا مدافعا عن الطفل والمرأة















المزيد.....


المجتمع المدني بالجنوب الشرقي المغربي يفقد فاعلا جمعويا ثقيا مدافعا عن الطفل والمرأة


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 16:58
المحور: المجتمع المدني
    


»تنظم جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي، بتنسيق مع شبكة تفويت للدفاع عن حقوق المرأة بالجنوب الشرقي وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، يوما دراسيا حول موضوع الديموقراطية التشاركية تؤسس للمشاركة الفعلية للنساء والشباب، في تدبير الشأن المحلي والجهوي، وذلك يوم السبت 18 فبراير 2012 بدار الثقافة ببوعرفة «. كُتبت هذه العبارات في لافتة مثبتة بالسياج المحصن لمقهى إملشيل، بالواجهة الغربية لها، التي تظل على ساحة الفرجة والذاكرة بشارع مولاي علي الشريف بالرشيدية. ونسجل أن السياج المذكور أضحى فضاء للإعلام والإخبار والإشهار، كما كان وضع الساحة كذلك، لأنها تحتل موقعا استراتيجيا في المدينة، ولأنها تشبه (الفورم) بالمدينة الرومانية، شأنها في ذلك شأن كل ساحة الفرجة بالقرى المحصنة بالجنوب الشرقي المغربي. فكل من يبتغي قضاء حاجة معينة بالسوق المركزي المجاور للساحة المذكورة، أو التردد على الإدارات والمؤسسات، المحكمة الابتدائية، نيابة وزارة التربية الوطنية، مركز الشرطة، الأبناك، مستشفى مولاي علي الشريف، سجن توشكا، مدعو للمرور بجوار الساحة وشباك مقهى إملشيل. كانت الساحة المذكورة تحتضن، من قبل، مهرجانات خطابية للتهريج، وأضحت، من بعد، في مطلع التسعينات من القرن الماضي، تحتضن مهرجانان الأحزاب والنقابات، والوقفات الاحتجاجية. إنها ساحة الذاكرة، كما سلفت إليه الإشارة، والذاكرة تمتد في المستقبل، كما كانت تمتد في الماضي. ولقد أريد للإعلان المسطر في اللافتة المذكورة أن يدخل الذاكرة ويلفت الانتباه من جانبين، عدا الإعلام والإخبار. فالجانب الأول، أن الخطاب الذي تحمله، أي تنظيم يوم دراسي بمدينة بوعرفة، حول موضوع الديموقراطية التشاركية، لم يتم لتدخل القدر. وما أكثر اللحظات التي لعب فيها القدر، فأثر على قدرة النابهين والأبطال، وحرف مسار عملهم، أو غير، سلبا أو إيجابا، التاريخ. فالسيارة التي نقلت وفد جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي من الرشيدية، حيث يقع مقرها، إلى مدينة بوعرفة، حيث ينظم النشاط، انحرفت عن الطريق في أحد المنعطفات، وهوت متدحرجة لتسقط في سرير واد بلعربي بإقليم فيجيج، فكانت الحادثة التي ذهب ضحيتها محمد بلكوح المدير التنفيذي لمشاريع جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي. ولقد شاء القدر أن تتخلف فيها الجمعية عن موعدها، ولم تنفذ التزامها، ولأول مرة، للتعذر، لأن الفقيد محمد بلكوح دخل مدينة بوعرفة، مستودع الأموات بمستشفاها، ميتا، ولم يدخلها حيا للمشاركة في الدرس والتحليل لقضايا الديموقراطية والمرأة. وأما الجانب الثاني الملفت للانتباه في اللافتة المثبتة بجانب ساحة الفرجة والذاكرة بمدينة الرشيدية، قضايا الديموقراطية التشاركية والمرأة والطفل والدينامية التي خلقها الانفعال مع هذه القضايا بالجنوب الشرقي المغربي، بمساهمة جمعية الألفية الثالثة، وهي قضايا استحوذت على الفقيد محمد بلكوح، وانقطع لها ووهب لها كل شبابه، منذ تأسيس الجمعية، في مطلع الألفية الثالثة، وهي جمعية لم تك من قبل شيئا، وهي، الآن، أشياء، ورموز، وأفعال، ودلالات. لا أريد أن أسند للفقيد كل شيء، أو أدافع عنه في الممات، كما كنت أدافع عنه في الحياة، مما جر علي الكثير من الانتقادات والإشاعات والأراجيف- نأمل أن يحل موعد الوقوف عندها- والتي أخالها شهادات إيجابية في التزامي بمواقفي، وفي مساندتي للفقيد المحرك الثقي للعمل الجمعوي بالجنوب الشرقي المغربي، الذي أدركته الموت بغثة، وفي ذهنه المرأة والديموقراطية التشاركية، والطفل وكل قضايا جهة الجنوب الشرقي الوهمية. لا أريد أن أثير أي جدل، وأعرض أي مقال، قبل توافر المقام، وحلول موعد الكلام والأقوال. إني أريد ألا أخيب ظن أولئك الذين ينعتوني، في الحال، بأني – كنت- اليد اليمنى للفاعل الجمعوي الفقيد محمد بلكوح. لذلك سأقتصر على ذكر ما يرتبط باليمين، لأني يده اليمنى، وأدع ذكر ما يرتبط باليسار، لأن ذلك مهمة أولئك الذين يحرجهم الفقيد ويقلق راحتهم.
أصرح أني بكيته قليلا، متأثرا بمأساة أسرته الصغيرة، وقد أبكيه كثيرا، إن تبين من فقدانه فقدان الانفعال مع قضايا الطفل والمرأة والديموقراطية وحقوق الإنسان بالجنوب الشرقي المغربي. بكيته قليلا لأني كنت آخر من اتصل به قبيل وفاته، في ليلة 17 فبراير 2012، لينصحني، ولأول مرة ينصحني في مجال الصحة، بأن أحرص على المراقبة اليومية لنسبة السكر في دمي، لكي لا أنهار بغثة، وتلك نصيحة مفيدة، لمن يؤمن بالتشوف، وقراءة الغيب، لأن الفقيد محمد بلكوح، علم – ولا علم له بالغيب- دنو أجله. واقترح علي، أيضا، بأن نبحث في صيغة [كذا] لتصحيح العلاقة مع السيد الحسين أوسوقل، وإن اقتضى الأمر سنزوره في مدينة وارزازات، لأن هناك إخاء مستمر يغذي المحبة بيننا، إخاء يفوق كل خلاف حول الفعل الجمعوي والتنموي بجهة الجنوب الشرقي المغربي. هكذا قال لي باختصار، وما تعود أن يختصر معي الحديث، إذ كنا نتحدث لأكثر من ساعة في الهاتف. ولا يفيد ذلك أني مستشاره في كل القضايا، فما كنت منخرطا في جمعية الألفية الثالثة للتنمية ورعاية الطفولة، أو جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي، بعد تغيير اسمها، ولا حصلت على مقابل مادي للخدمات التي أسديتها للجمعية في التكوين والتأطير. إن الذي يربطني بالجمعية أنها تدعوني لأساهم في أوراشها، ولم يحدث أن تخلفت عن الموعد.
وسأظل أبكي الفقيد لأني أدرك جيدا قوة ذلك المحرك الذي فقدته تنمية الفعل الجمعوي بجهة الجنوب الشرقي المغربي، المنتظر ميلادها، لما يصدق البرلمان المغربي التقطيع الجهوي المدرج في التقرير المعد للغاية. فالجهة جهة وهمية في التقطيع الحالي، لكنها تشكل واقعا متجانسا، يشمل الأقاليم الإدارية، وارزازات، زاكورة، تينغير، الرشيدية، وسيعلن عن ميلادها قريبا باسم جهة درعة تافيلالت عاصمتها وارزازات، أو تافيلالت درعة عاصمتها الرشيدية، لأن ذلك لا يهم كما قال الفقيد محمد بلكوح، في أحد اللقاءات حول الجهوية، إذ الهام في الأمرهو ميلاد جهة بالجنوب الشرقي المغربي . فالفقيد محمد بلكوح مهد الطريق لهذه الجهة المنتظر ميلادها، وبين معالم مجال الممارسة فيها، وإني أملك سجلات صوتية تؤكد ما نقلته عنه من تصريحات.
ليس يضير الفقيد محمد بلكوح أن توجه له انتقادات، لأنه ناقد لاذع، ومستفز أحيانا. انتقد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وميز جبر الضرر الجماعي، فلسفته، مشاريعه، وارتكب أخطاء في علاقته الوظيفية مع بعض الجمعيات، ومع بعض الفاعلين. ما بالكم إن تبينتم أن ذلك لم يمنعه من الانخراط في البرامج التي انتقدها، فهو مواظب على حضور أشغال التنسيقية المحلية لجبر الضرر الجماعي بالرشيدية، واحتضنت الجمعية التي يدير مشاريعها لقاء حول افتتاح مشاريع جبر الضرر الجماعي خلال العرض الثاني، يوم 19 دجنبر 2010، وحملت الجمعية المذكورة مشروعا في إطار البرنامج المذكور. ولا يفتأ يتتبع الشأن الحقوقي بالجهة، فقد كان ينسق معي حول مقترح إعداد تقرير مفصل حول وضع حقوق الإنسان بجهة الجنوب الشرقي، يشكل أرضية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان بالجهة المذكورة. وكان يتابع شأن التعليم خصوصا ما يرتبط بالحياة المدرسية، وكان مختصا في معانقة قضايا المرأة، والدفاع عنها، وخير مستمع لها ومرافع عنها. احتضن الأطفال المشردين اليتامى منهم، والمتخلى عنه، ونظم أياما دراسية، وأخرى لتكوين الفاعلين الجمعويين، بجهة الجنوب الشرقي، وعبأ الشركاء، وساهم في إنشاء الأنسجة، شبكة تفويت للدفاع عن حقوق المرأة بالجنوب الشرقي، القطب الجمعوي للديموقراطية والتنمية... فإن تبينتم من ذلك، فإن الفقيد محمد بلكوح، ليس متناقضا في موافقه، بل يميز بين فلسفة الأداء والغايات، والفرق بين المنهج والمذهب واضح. قد أكتفي بهذا القدر من الإشارات، في حقه، وأعتقد، أنها معبرة وموحية، وسأعود إلى الموضوع في مناسبات مؤاتية لتذكره.
لحسن ايت الفقيه



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الذاكرة الجماعية بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيض ...
- قبيلة أيت حديدو بإقليم ميدلت: توزيع المساعدات وفق معيار تواف ...
- واحات درعة وتافيلالت، الثقافة، والتاريخ والتنمية. أي استرتيج ...
- إشكالية الحقوق الثقافية والهوية بجبال الأطلس الكبير الشرقي
- جبر الضرر الجماعي في اللقاء الوطني التحصيلي التقييمي بإقليم ...
- الرموز المرتبطة بالمرأة لدى قبائل أيت يافلمان بالجنوب الشرقي
- خريف حقوق الإنسان بجهة مكناس تافيلالت المغربية من خلال الصحا ...
- ندوة حقوق الإنسان بين الكوني والخصوصي
- من أجل تفاعل أحسن بين الأعراف التقليدية والقوانين المؤسساتية ...
- مشروع (سيبام) بداية حسنة للاعتراف بالتعدد الثقافي والحق في ب ...
- حقوق الإنسان والتقطيع الإداري الجهوي بالمغرب: خريطة الأضرار ...
- الماء والطقوس السحرية بجبال الأطلس الكبير الشرقي المغربية
- النباتات والطقوس السحرية بجبال الأطلس الكبير الشرقي المغربية
- صيف حقوق الإنسان الساخن بجهة مكناس تافيلالت المغربية في الصح ...
- التربية على حقوق الإنسان بالمدرسة المغربية وحرية الموقف
- حصيلة الاستعمار الفرنسي في المغرب
- الرشوة في المغرب والذاكرة الجماعية بالجنوب الشرقي المغربي في ...
- متحف الريف، بداية حسنة لمستقبل ممارسة المتحف والحفظ الإيجابي ...
- النباتات والأعشاب بالأطلس الكبير الشرقي بين الغذاء والطب الت ...
- ذاكرة الاعتقال السياسي الحية بالجنوب الشرقي المغربي


المزيد.....




- مكتب إعلام الأسرى يعلن عن أسماء الفلسطينيين المقرر خروجهم في ...
- البيت الأبيض: في ظل ترامب لن يكون للمهاجرين غير الشرعيين أي ...
- بريطانيا تغيّر قواعد التأشيرات للاجئين الأوكرانيين
- محللون: الأونروا تواجه تحديات وستعمل بكامل طاقتها بمجرد فتح ...
- رغم محاولة طمس الحقائق... محققو الأمم المتحدة يؤكدون وجود -أ ...
- قلق أممي من تدهور الوضع الإنساني في جنين نتيجة العدوان الإسر ...
- مكتب إعلام الأسرى: الاحتلال يفرج غدا في إطار الدفعة الرابعة ...
- الأمن السوري: اعتقال رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا ع ...
- نائب أوكراني سابق يتهم جهاز الأمن الأوكراني بإنشاء معسكر اعت ...
- -بينهم محكومون بالمؤبد-..مكتب إعلام الأسرى يكشف أسماء الفلسط ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لحسن ايت الفقيه - المجتمع المدني بالجنوب الشرقي المغربي يفقد فاعلا جمعويا ثقيا مدافعا عن الطفل والمرأة