أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكرياء الفاضل - محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي














المزيد.....


محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 08:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان لاندلاع الانتفاضات الشعبية في العديد من بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط نتائج سلبية ووخيمة على الديمقراطية والتعددية الفكرية وحرية الاعتقاد، إذ استغلت الأصولية انعدام توفر قيادة موحدة للجماهير المنتفضة ضد الاستغلال والاستبداد لتنقض على السلطة، بتآمر مع الأنظمة المحلية والامبريالية الأمريكية والغربية، لتعرّج بها نحو شمولية القرون الوسطى. فانعدام القيادة، الذي اعتبره الكثيرون موقع قوة للانتفاضات، في الحقيقة كان نقطة ضعف الجماهير المحتجة لعبت عليها الأنظمة الرجعية للحفاظ على سلطتها واستمرارية استبدادها واستغلالها للكادحين. فقد ضحّت الأنظمة الشمولية في تونس ومصر وليبيا (ونوعا ما بالمغرب) بقمة هرهما، لكنها حافظت على بنيانها وبنيتها بلبسها قناع الأصولية ومن تم الاستمرار في نفس النهج الطبقي في هذه المرة بنكهة دينية. فما كان من الصعب على أنظمة الرؤوس المخلوعة، أو التي لا تزال قائمة، فرضه نظرا للضغوطات الخارجية حول حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير والاعتقاد، بات اليوم بفضل وصول التيارات الأصولية إلى سدة الحكم سهل المنال وذا مناعة عقائدية من الصعب اختراقها، إذ يدخل الأمر في حرية الاعتقاد والخيار بما أن هذه التيارات وصلت بشكل "ديمقراطي" للسلطة. وها هي اليوم تكشف عن وجهها الحقيقي شيئا فشيئا من المحيط إلى البحر الأحمر وستصل إلى الشام غدا.
مع وصول الساسة الملتحين، أصحاب فتاوي شرعية نكاح بنات سن التاسعة، وجماع جثة الزوجة، وشرعية ضرب الزوجة واغتصابها (وقد ذهب أحدهم إلى حد تشبيه المرأة بالدابة والبعير وقد نسي أنه قد ولدته امرأة)..، بدأت مجتمعاتنا تتراجع إلى ظلامية القرون الوسطى، إذ شن رئيس الحكومة المغربية السيد بنكيران حربا على الإعلام المستقل ووصفه بالعدو خاصة الإلكتروني، الذي من الصعب إخضاعه للرقابة المخزنية. فقد اعتقلت الحكومة الملتحية شابا مغربيا وحكمت عليه بالسجن النافذ لسنة بسبب كاريكاتير عن الملك، وحكمت على آخر من تازة بثلاث سنوات سجنا نافذا لنتعته عاهل المغرب بالديكتاتور، وقرصنة المخابرات المخزنية مواقع إعلامية إلكترونية منها صفحة تلفزيون الشعب على الفايس بوك والمجلة الفكرية الإلكترونية "ريشة بريس" ومواقع أخرى ولا نعلم على من سيكون الدور غدا؟
هذا بالنسبة للمغرب، بالنسبة لتونس فقد أصبح التيار السلفي يحاول فرض قوانينه وتشريعاته على بعض المناطق التونسية ضاربا عرض الحائط الدستور والقوانين المدنية والحضارية.
للأسف لم تنج أم الدنيا، هي الأخرى، من انتشار موجة الظلامية في فضائها المكهرب، حيث حوكم غيابيا النجم السينمائي عادل إمام بتهمة ازدراء الدين الإسلامي في أعماله الفنية (كالإرهابي مثلا)، وأصدرت المحكمة في حقه حكما يقتضي سجنه ثلاثة أشهر مع دفع غرامة 1000 جنهيه مصري.
من شاهد فيلم "الإرهابي" وغيره سيعلم أن عادل إمام لم يتهجم على الدين، بل انتقد الفكر الديني المتطرف، الذي يزدري الحضارية والإنسانية وينشر الكراهية والطائفية أي مكونات الفتنة بين أبناء الشعب الواحد. ونتائج هذا التطرف الفكري تجسدت لنا جميعا من خلال نار الفتنة التي كادت تشتعل بين الأقباط والمسلمين.
فمتى كانت مناهضة ومقاومة ومحاربة التطرف والكراهية ازدراءا للدين؟؟؟؟؟
إن ما يحصل الآن بالبلدان التي وصل فيها الملتحون إلى السلطة ليكشف على حقيقة عقيدتهم الظلامية وبنيتها الإقصائية ونهجها العنيف. فقرار المحكمة ليس فتوى قد تصدر عن شيخ لا يمثل إلا نفسه أو أتباعه، فالمحكمة هي إحدى سلط الدولة الثلاث التي تعكس طبيعة توجه هذه الدولة.
إن حادثة محاكمة عادل إمام لا يجب أن تمر هكذا فهي واقعة جد خطيرة، إذ تعيدنا إلى القرون الوسطى عندما كان يحارب كل ذي فكر حر لا يتماشى وإيديولوجية الكنيسة بأوروبا، إنها الحرب على الساحرات.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تازة تكشف عن عورة حكومة بنكيران
- نستمرّ أو لا نستمرّ؟ هذا هو السؤال
- المديونية ووعود حكومة العدالة والتنمية
- بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية
- عربون دار بنكيران من تشكيلتها
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة
- اليسار وتحديات الربيع العربي
- انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية
- الديمقراطية في خدمة الإمبريالية لنكن حذرين
- المهاجر
- ليبيا ودلالات شذوذ التوجه
- الربيع العربي والآفاق الغامضة
- الربيع العربي في معادلة الشواذ
- الشعب يطالب بالكرامة لا بصدقة
- انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي
- حرب إعلامية فاشلة


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكرياء الفاضل - محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي