ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 22:43
المحور:
الادب والفن
ورطة
عذراً منك يا نهر الوفاء فأنا لم تكن الخيانة طبعي في يوم ولا مسلكي .. عيناه هبطت عليَّ من سابع سماء .. عينان تشعان ربيعاً اخضراً جميلاً تحوم من حوله فراشات ملونة لا تكلُّ ولا تملُّ من الطواف حول قلبه والتسبيح بسحره وبهائه ..
وعيناك يا نهر الوفاء لم تعد تحملُ إلا الضباب .. وضيق الأفق .. ولا يطوف من حولهما إلا القهر.. والانكسار ..
تعثرتُ به ذات صباح غائم يميل إلى الانعزال حين كنت أفتح النوافذ في كسلٍ وتثاؤب لأرتشف بعض قطرات الحياة .. فأبرقت السماء وأرعدت وجادت بعينين أضاءت ليَّ الكون وأمطرت صباحي بأجمل ورطة ..
أبحرَت مراكبي خلفه .. وتورطتُ حتى أذنيَّ في تتبع إثره .. وتقاذفتني رياح الأسئلة الهوجاء ..
من أي الكواكب هو ..
وهذا السحر الذي ينبعث من عينيه أشرقيٌّ أم غربيٌّ .. أم تراه ينبعث من روضة من رياض الجنان ؟
كيف اختلت موازين الوقت فأصبح الثقل بالثواني .. والانتظار أجمل مشوار .. وأصبح الليل مدرجاً لهبوط الأحلام .. والنهار عصافير تطير إليه بلا أجنحة .. والشمس رفعت قبعتها وانحنت لذلك السحر الذي هبط عليَّ فجأة من سابع سماء ؟
لم أكن خائنة في يوم ..
ولا كانت الخيانة طبعي ومسلكي ..
لكنَّ عينيه بوصلة تجذب الأنظار .. بوصلة تخطف الأبصار .. وما كان ذنبي أن رفعت لله بصري في الدعاء .. فكانت هبة السماء تستريح على كف يدي ..
وكانت عيناه تبعث الربيع في كوني .. وكنت أنا أملأُ جرار قلبي من سحره ..
فإن كان تغلغلُ سحره في قلبي خيانة ..
فأنا خائنة وبامتياز .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟