|
مايسمى بمنظمات المجتمع المدني في العراق .......!
رزاق حمد العوادي
الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 19:44
المحور:
المجتمع المدني
مايسمى بمنظمات المجتمع المدني في العراق .......! نظم الدستور العراقي لعام 2005 وفي المادة (45) موضوع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأخرى .. كما ان القانون رقم (12) لسنة 2010 هو الاخر جاء بأحكام ونصوص قانونية لتنظيم عمل هذه المنظمات بأعتبارها تمثل الفضاء الواسع بين الدولة والمجتمع وكونها المراءة الحقيقية التي يفترض بها ان تعكس هذا الواقع .. كما ان القانون المدني رقم (40) لسنة 1951 وفي المواد (50-60) نظم هو الاخر عمل هذه المنظمات والمؤسسات. الساحة العراقية تعج بهذه المنظمات حتى بلغت الالاف حسب تصريحات المسؤولين ، الأ ان الفاعل منها لايتجاوز (400) أربعمائة منظمة في جميع أنحاء العراق وحسب ماورد في الموقع الالكتروني لدائرة منظمات المجتمع المدني . منظمات المجتمع المدني يفترض بها ان تكون عنصراً مستقلاً وأساسياً بعيداً عن القوى السياسية وبموجب ستراتيجية فاعلة تتناول الماسي والالم التي يمر بها المجتمع وعبر الاسهام الفعال والمؤثر في كافة الجوانب الجنائية والمجتمعية والسياسية . منظمات المجتمع المدني في العراق وبالرغم من تعددها لم تحقق اي تقدم يذكر وأقتصرت مهامها وأنشطتها على الحصول على المنح والمساعدات والسفر الى هنا وهناك ....... !، لاتعرف الدولة ماهية هذه الانشطة وفعالياتها....... ! مؤسسات الدولة وحتى الرئاسات الاتحادية الثلاث لابل وحتى الوزارات أنشغلت بتأسيس منظمات مجتمع مدني وتوزع المنح والمساعدات المالية بينهم كلاً حسب المنظمات التي تتبع له بغض النظر عن الانشطة المقدمة وطبقاً للقاعدة المشؤومة وهي (المحاصصة) ....... ! . أخفقت هذه المنظمات في لعب الادوار الوطنية في مجمل الساحة الوطنية ...... لم تذكر في انشطتها الدمار الذي حصل بفعل الاحتلال ....... لم تتطرق أنشطتها الى المأسى التي عانى منها الشعب. لم نجد لهذه المنظمات أي دور او برامج للمساهمة في بناء الوطن بالرغم من ان أهدافها يجب ان تتركز على هكذا نشاطات وفعاليات ووفقاً للانظمة الداخلية لهذه المنظمات والجمعيات وكما اشترطها القانون رقم (12) لسنه 2010. عمل هذه المنظمات عبارة عن ورش أو ندوات تقام هنا وهناك وتوثق هذه الورش بالصوره والصوت لكي ترسل الى المانح لدفع الثمن بالرغم من ان الجميع يعرف هكذا أمور . وهذا عرف جرت عليه أنشطة المنظمات منذ ان تم تأسيسها . نذكر هذه الملاحظات ليس من باب النقد الجارح او الحط من أنشطة البعض القليل منها ولكن لكي نساهم في تحديد السلبيات عسى ان يتم معالجتها لان مسؤولية بناء هذا البلد يجب ان يشترك فيها الجميع ولانه للجميع .. وينبغي ان تنهض هذه المنظمات بأهدافها الواردة في انظمتها الداخلية وان تكون هذه الاهداف فاعلة ومؤثرة كي يكون مبرراً لوجود هذه المنظمات في الساحة العراقية وان تكون شريكاً مستقلاً وكما ائتمنها قانونها (12) لسنة 2010 وما ورد في الدستور العراقي . الطفولة المدمرة...... والمرأه المنهلكة والتي هي بين المطلقة وارملة وفاقدة الازواج .. لم تتطرق حتى في انشطتها اليها ....... البيئة التي دمرت بفعل الاحتلال وانتشار الامراض السرطانية ......... لم تتطرق الى السجناء والمعتقلين الذين تعج بهم السجون ....... لم تتطرق هذه المنظمات الى المساهمة الفعلية في ترسيخ عنصر المواطنة وحب الوطن وثقافة التسامح وبناء الوطن وتحقيق الاندماج ونبذ كل اشكال التفرقة بين مكونات الشعب العراقي . اخفقت هذه المنظمات في ثقافة العمل التطوعي بأعتباره من الفضائل الانسانية للنهوض بالكرامة والقيم ( ولقد كرمنا بني ادم ).. لازالت تحنو تحت عباءة القوى السياسية والاحزاب وهي تلوذ بهم ( لوذ الحمائم بين الماء والطين) . فقدت هذه المنظمات حيويتها وشرعيتها حتى القانونية لانها ابتعدت عن الاهداف التي رسمها الدستور والقانون والوثائق والاتفاقيات الدولية التي تحكم عملها . نعم الكلمة الطيبة والتضحية الحقيقية هي أرقى درجات الرقي في الانسان والكلمة الحقة هي اقدس مما يكون لها ثمن .. نعم أتأمل وانظر ماذا حققت هذه المنظمات واذ نتاناغم مع خلجات اعماق خواطري وأتأمل والجميع معي في اسفار هذه المنظمات وماذا حققت طيلة هذه الفترة ..؟ وما هو دورها الفاعل في خصم هذه التداعيات وفقاً للاسس الديمقراطية التي رسمها الدستور ........؟ ولان الضمير والوجدان في العمل هو الشرف وهو الانسانية فله البقاء وبه الخلود ولان الحياة تشرق وتغيب وتغيب لكي تشرق وهي تعبير وعطاء وتفاعل وان تقول للحق حق وللباطل باطل وهذه هي الفضيلة الحقيقية ). نعم نطرح هذه الافكارليس من باب النقد الجارح وانما الهدف منها هو توضيح الحقائق لهذه المنظمات والشعب يمر بهذه الالام وهذه الامواج العاتية وكنا نتمنى ان تكون منظمات المجتمع المدني كما كان يتمنى الشعب في ان تكون عون له بداْ بكشف الحقائق والدعم والمؤازة ومساعدة الفئات الضعيفة واعتقد هذه الاهداف المرسومة لهذه المنظمات . ونتمنى ان يصار الى ما يتحقق من جهود انسانية لعمل هذه المنظمات بداء بالايثار والتضحية والعمل التطوعي الخلاف وفقاً للسياقات الدولية لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات العربية .. واذا بقيت الامور هكذا وعلى حالها فاعتقد جازماً ان مستقبلها سيكون عبارة عن دكاكين ربحية لهذا او ذاك ونتمنى مخلصين ان لايحدث ذلك . وعذراً لبعض المنظمات الفاعلة والتي عددها ليس بالعدد الكافي لدورها الفاعل في مثل هذه التداعيات التي اشرنا اليها . (( ان أعلى درجات الرقي في الانسان هو ذوبانه في خدمة وطنه ))
رزاق حمد العوادي
#رزاق_حمد_العوادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قواعد التحكيم في النظام القانوني العراقي والاتفاقيات الدولية
-
المسؤولية الجماعية الدولية ..... وحق الفيتو
-
المخدرات واثارها الكارثية
-
نظره على الجوانب القانونية للتدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي
...
-
المحامون ودورهم القانوني والانساني في حماية حقوق وحريات الفئ
...
-
الكويت الى اين .......؟
-
الجرائم التي ترتكب بحق المتظاهرين ومسؤولية رجال السلطة وفقاً
...
-
همسات في أذان أهلّ الحل والعقد ....... !
-
السادة المسؤولين : ندعوكم أن تكونوا بحجم العراق أرض وشعباً و
...
-
الأسس القانونية الدولية للتعويضات وفقاً لميثاق الأمم المتحدة
-
الأمم المتحدة ومسؤولياتها القانونية والإنسانية بموجب ميثاق ا
...
-
هل من ستراتجية عراقية حقيقية تنهض بها القوى السياسية لمعالجة
...
-
الاثار المترتبة على جريمة العدوان في ظل قواعد القانون الدولي
...
-
رؤوى وافكار قانونية بشأن التحقيق الاداري
-
الألغام والتلوث الإشعاعي
-
محنة المتقاعدين .... من المسؤول عنها في الدولة الديمقراطية .
...
-
المحكمة الاتحادية العليا ومهامها في تفسير نصوص الدستور
-
الأزمة المرورية الأسباب . . . المعالجات
-
التحكيم التجاري الدولي ..... وسيلة من وسائل
-
الموقف القانوني الدولي والداخلي من اتفاقيتي مناهضة التعذيب و
...
المزيد.....
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
-
عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي
...
-
غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب
...
-
أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
-
مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري
...
-
جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة
...
-
الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|