جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 20:48
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لا تزال العبودية و الخدمة الالزامية و آثارها في كل مكان سواء كانت عبودية ظاهرة للعيان كعبودية البشر التي انتهت على الورق من زمان او عبودية متخفية تمارس من قبل الحكومات او المتسلطين على رقاب الناس او عبودية العمل و الحياة الزوجية و غيرها من العلاقات الاجبارية التي تكونت و تستمر لاسباب اقتصادية او مصلحية و في الحقيقة تطورت لديّ حساسية ضد كل شيء يبدأ بعبد وفي نفس الوقت زاد تعجبي (ان لم اقل اعجابي) بنتائج العبودية الايجابية المتطورة وبناء الاهرامات على اكتاف المساكين.
لا تزال تلعب كلمة (مجبور) العربية دورا كبيرا في حياتنا اليومية و استطاعت ان تدخل الى معظم اللغات الشرقية الى ان وصلت الى الهند لاهمية الخدمة الاجبارية عند الانسان. تعتقد بعض الناس انها لا تستطيع انجاز شيء الا تحت الضغط و الاجبار under pressure work. لقد انتهت العبودية و التجنيد الاجباري في بعض الدول لاداء خدمة الحرب و القتل و لكن ما علاقة علم (الجبر) بالعبودية و الاجبار؟ احيانا انسى جميع انواع عبدالقهار و عبد الجبار و عبدالعظيم و غيرها من الاسماء الرنانة التي تعكس جبروت و تسلط اله حوّل حامليها اسميا الى عبيد و قطيع بمحظ بارادة آبائهم عندما ارى امم غربية متقدمة تطورت باستعباد الغير.
فمثلا هولندا المتطورة و الغنية التي ترجف و تخاف اليوم يوميا ان تغرق في البحر مثل بنغلاديش الفقيرة بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر مهما تخصصت في بناء السدود تطورت بفضل العبودية. راجع كتاب Simon Schama (احراج الثروات) و ممارسات العبودية و علاقتها بتطور كثير من البلدان المتقدمة.
طبعا هناك علاقة بين الثروة و العبودية و رغم ان سورة النازعات تطلب من محمد ان يتصدى للمستغني (أما من استغنى فانت له تصدى) و هذه صفة حميدة لان الذي يستغني لا يستغني من باب التواضع و انما لانه لا يحتاج للاخرين و يتكبر عليهم الا انه اي محمد سرعان ما يقع بنفسه ضحية الثروة و المال (الم تكن عائلا فاغنى) عين الصفة المكروهة التي هاجم بسببه (ابو لهب) في (تبت يدا ابي لهب و تب ما اغنى عنه ماله..).
يا ترى كيف كان يتطور عالمنا بدون العبودية ام ان العبودية و جمع الثروات هي ايضا صفات بشرية لا تتركنا اطلاقا؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟