أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - الاسلام السياسي وقطف ثمار انتفاضات الربيع العربي















المزيد.....


الاسلام السياسي وقطف ثمار انتفاضات الربيع العربي


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 19:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهر مفهوم الاسلام السياسي بعد ظهور حركة الاخوان المسلمين 1928 في مصر ، وبروز شعارات (الاسلام هو الحل) او (الحاكمية لله ) أو كان ظهوره للتعبير عن الحركات التي تتخذ من الاسلام اييولوجيا سياسية.
وربما نستطيع الاشارة الى ان الجذور الاولى لهذه الفكار كانت قد ظهرت خلال وبعد الغزو للعالم العربي واحتلاله ، والاحساس بالهزيمة امام حضارة الغرب ومقتنياتها واسلحتها ، والحنين للماضي المجيد (ماضي القرون الاسلامية الاولى ) لمواجهة الغزو والاحتلال.فظهرت الكثير من الافكار في هذا الاتجاه حين الاحساس بتطور الغرب وتلف العرب. ويؤرخ البعض لهذه الفترة وارهاصاتها مشيرا الى الغاء اللافة الاسلامية من قبل كمال اتاتورك العام 1924 ، والاحساس والاحساس بفقدان الطار الذي يجمع الامة.وبالعودة لمصطلح الاسلام السياسي وظهوره يمكن الاشارة الى حسن البنا في مصر وابو الاعلى المودودي في باكستان.
وقد نظر الاسلاميون الى هذا المطلح نظرة ريبة بوصفه مصطلحا مستفزا لهم ، اذ يقول راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة في تونس( كأننا نتحدث عن اسلام مؤلف من عناصر تم تجكيعها معا بصورة مفتعلة لكن الحقيقة ان المكون السياسي في الاسلام يعد مكونا اساسيا في بنية هذا الدين) وينتهي الغنوشي الى القول انه (يوافق على هذا التعريف اذا كان المقصود به الحديث عن الجانب السياسي في الاسلام وليس بمعنى ادخال تسييس مصطنع على الاسلام ).
فكرة تبني الاسلام كمظومة سياسية بديلة لمواجهة متطلبات الواقع وتغييره والتي بدأها البنا والمودي تطورت كثيرا على يد سيد قطب واخرين ، اذ اوصلها سيد قطب من خلال اطروحاته التي كتبها في السجن وخلال صراعه والاخوان مع السلطة والمجتمع ذهبت بعيدا بالموضوع الى الى حدود راديكالية وصلت حد تكفير السلطة والمجتمع معا (الجاهلية والاسلام ). فكان واضع بذرة التطرف والتكفير والعنف التي اصبحت فيما بعد ايديولوجيا الحركات الجهادية والسلفية التي ظهرت في مصر منتصف السبعينات وامتداداتها عند الافغان العرب وتنظيم القاعدة وطالبان في افغانستان لاحقا.
لم يكن في بال حركات الاسلام السياسي بشقيها المعتدلة والمتطرفة ان تخوض الانتخابات او تمارس اللعبة الديمقراطية بكل الياتاتها، ولكن الواقع فرض هذه المشاركة الواسعة والفوز الكاسح.
فمنذ بداياتها وثورات الربيع العربي مادتها الاساسية الشباب سواء كانوا مستخدمي الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الاخرى او في الشوارع والساحات ، وقد الهبت مشاعرهم النداءات المنطلقة على صفحات وروابط التواصل الاجتماعي الداعية للحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الانسان والمنادية (الشعب يريد اسقاط النظام) .
ولم تكن القيم التي دعى لها هؤلاء الشباب هي القيم الدينية او الدعوة لاقامة دولة الاجداد ، بل كانت كل الانتفاضات العربية ومنذ انطلاقتها الاولى تحمل القيم الديمقراطية وحقوق الانسان النتهكة وكرامته المهدورة .
وحين رفع شعار (ارحل ) لم ترفع هذه الشعارات لازاحة حاكم علماني ليحل محله حاكم اسلامي ، بل كانت تحارب الحاكم ونظامه السياسي وتنادي باسقفاطه ورحيله لانه استبدادي دكتاتوري صادر الحريات وداس على كرامة الناس وسلبهم ابسط حقوقهم
ولكن بعد سقوط الانظمة او هي قاب قوسين او أدنى من الانهيار والسقوط ركبت الحركات الاسلامية وجماعات الاسلام السياسي موجة الانتفاضة العفوية للشباب التي كانت تفقد للقيادات والتنظيمات والهياكل الهرمية، في الوقت الذي كانت فيه هذه الاحزاب أكثر تنظيما وبناء من المجاميع الشبابية وحركاتها التي تأسست لاحقا فضلا عن امتلاكها لتجارب سياسية وقيادات معروفة.
ولكن هل يكفي فوز الحركات الاسلامية المعتدلة كالاخوان المسلميين او المتشددة كالسلفيين في الانتخابات لكي نعتبرهم ديمقراطيين يرضون بكل القيم الديمقراطية وحقوق الانسان ومساواة المرأة والرجل؟
لقد اعلنت عدة مخاوف ومن جهات متعددة داخلية وخارجية ، فهذه وزيرة الخارجية الاميركية تحذر من المكاسب الانتخابية التى حصدتها الأحزاب الإسلامية فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، لكنها قالت إن تلك المكاسب يجب ألا تؤخر دفع مصر نحو الديمقراطية. واردفت كلنتون إنها تعترف بفوز الأحزاب الإسلامية فى الانتخابات البرلمانية التى أشادت بها الولايات المتحدة منذ بدايتها، مضيفة أن الخوف الآن من المتشددين الذين قد يقفون ضد حقوق الإنسان والمرأة.ويقول البعض ان (الصعود الكبير للجماعات السلفية، التى تدعو إلى تفسير أصولى للإسلام، أثار مخاوف متزايدة بشأن تهميش الليبراليين وحول الحريات المدنية والدينية. )
والمخاوف من فوز الاسلاميين في دول الربيع العربي يعيد الى الاذهان ممارساتهم العنفية والاقصائية والتي مازالوا مصرين عليها في الشارع المصري خصوصا ضد النساء او ضد الاقباط في مصر( تم قطع اذن احد الاقباط ) او مهاجمة بعض الارضحة العائدة للمدرسة الصوفية ومحاولة هدم بعض المساجد والجوامع الصوفية.
ولعل المثال الاوضح مايجري في ليبيا اذ نقلت الاخبارأقدم عدد من الثوار بعدد من مدن ليبيا على هدم مساجد بحجة أنها مساجد شركية، على غرار ما حدث في كل من منطقة العزيزية، ومدينة جنزور والعاصمة طرابلس نفسها، كأول عمل تقوم به جماعة الدعوة السلفية بعد إعلان رئيس المجلس الانتقالي أن ليبيا الجديدة ستحكمها الشريعة الإسلامية،

اذ شهدت، كل من مدن جنزور وطرابلس والعزيزية، إقدام العشرات من المقاتلين السلفيين المحسوبين على كتائب الثوار التابعة للمجلس الوطني الانتقالي، على تفجير وتدمير بعض المساجد التي يتواجد بها قبور وأضرحة علماء المذهب المالكي، الذين عاشوا في ليبيا خلال القرن السادس والسابع هجريين.كما تم إغلاق عدد من المحلات التي تبيع السجائر بشارع عمر المختار، بالقرب من الحي العتيق وسط العاصمة طرابلس، إضافة إلى غلق ومنع نشاط بيع الألبسة النسائية بدعوى أنها مخالفة للإسلام.
خارجيا وداخليا يجري العمل على قدم وساق لدعم الاتجاهات المعتدلة داخل الحركات الاسلامية لمواجهة التطرف والتشدد عند البعض الاخر ، اذ لايمكن ان يتم التعويل على الحركات العلمانية والليبرالية التي ظهر ضعفها بل افلاسها في بعض المناطق امام الموجة الاسلامية التي استطاعت ان تسحب البساط من تحتهم .
الاشارة المهمة هنا ان الحديث يجري عن واقع مجتمعي وواقعية سياسية لابد من اعتمادها وعدم القفز على حقائق واقعية يجري الحديث في بعض الاحيان عن اغفالها او عدم الاعتراف بها .
ومهما يكن الامر الامر فان الفيصل في الحياة الديمقراطية هي صناديق الاقتراع التي تؤشر المرجعية والارادة الشعبية ، وفي الختام نتساءل ،من يستطيع ان يقفز على ارادة الشعب؟



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزيف عراقي مستمر
- مبادرة السلم الاهلي
- الحرية مخاطرة
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان 10 كانون الاول
- بمناسبة اليوم العلمي لمناهضة العنف ضد النساء 25 تشرين الثاني
- بمناسبة يوم الطفولة العالمي ... صرخة طفل .... صرخة امة
- العرب بأنتظار الدرس التونسي
- قانون حرية التعبير
- رسالة الى اعلامي كبير ، لكنه صغير..!!!!
- الوافد الثقافي ... الصادم والمصدوم
- الواقع واوهام البعض !!!
- المثقف الغندور
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة ....... اين حريتنا؟
- بأنتظار الدرس العراقي .. بعد الثورة التونسية الخضراء
- سيدة نجاة العراق
- مجتمع مدني .. ام ماذا؟
- سردشت عثمان ... حلاج الكلمات
- حرية التعبير عن الرأي
- انصاف الضحايا
- مواجهة الارهاب


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
- تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي ...
- دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50% ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - الاسلام السياسي وقطف ثمار انتفاضات الربيع العربي