أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رعد الحافظ - الطائفيّة .. حقيقة أم خيال ؟















المزيد.....


الطائفيّة .. حقيقة أم خيال ؟


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 14:33
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


البعضُ يؤّكد جازماً , أنّ الطائفيّة ظاهرة مُستحدثة غريبة عن مجتمعاتنا , نزلت علينا من الفضاء ,أو إخترعتها وعلبتها وجاءت بها الإمبرياليّة الأمريكيّة عام 2003 , في عمليّة تحرير العراق من صدّام حسين وحزبهِ البعثي الفاشي .وأنّ عالميّة الإسلام أكبر دليل على غياب .. ( وهم ) الطائفيّة !
بينما يذهب الرأيّ النقيض , الى أنّها ظاهرة قديمة قِدَمْ الأديان ذاتها .
وبخصوص الإسلام , فهي وِلدت في البدء بين (المُهاجرين والأنصار) وإتضّح ذلك في غزواتهم , خصوصاً يوم فتح مكّة ,عندما تجادلوا حول الغنائم .
ثمّ إتضح الأمر أكثر يوم السقيفة , عندما إنشغل البعض بدفن النبي , بينما إنشغل الآخر بإعلان خليفة رسول الله .
ثم كان مقتل الخليفة الثالث وما تلاه , خصوصاً معركة الجمل , يشبه إعلان ولادة الطائفيّة رسمياً بين المُسلمين .
*********
بين هذين القولين (المتناقضين), توجد بالطبع درجات وتحسينات لفظيّة و صوريّة وتأريخيّة , وتلفيقات معتادة ورقصٌ على الكلمات والنأيّ بالنفس والجماعة والطائفة عن المشاركة في خلق تلك الظاهرة , بل إنكارها أصلاً !
وفعلاً يمكن للكثير من العراقيين أن يدّعوا بأنّنا تجاوزنا الطائفيّة في الماضي القريب حتى زمن حكم الطاغيّة صدّام .
لكن لو شئنا الدقّة فلنعترف بأنّ العلمانيين فقط من جميع الأطراف ربّما تجاوزوها , أمّا المتدينيين , فعميقة في وجدانهم .
وأنّ وجود الطاغيّة عادةً يدفع فئات الشعب المختلفة الى نوع من التضامن الروحي والمعنوي وحتى الإجتماعي , غير المُعلن .
لكن ما أنْ يزول ( القبغ ) الغطاء , إلاّ وتنكشف الخبايا والروائح والسوءات فيطفو على السطح الجيّد والسيء على السواء .
وعملياً , حتى العلمانيين من الساسة الجُدّد في العراق ,عادوا فإستخدموا الطائفيّة بأبشع صورها لنيل الكرسي وكعكة الحُكم .
والنتيجة عاشها العراقيون في السنوات الماضيّة خصوصاً عام 2006 بعد حادث تفجير المرقد العسكري في سامراء .
ومازالت آثارها واضحة وقائمة , تصل الى حدّ إنكار المرء لإسمهِ ولقبهِ !
و نتذكر جميعاً تصريحات الساسة التي كانت توصف بأنّها , طائفيّة ( بأنواعها ) إستقطابيّة , رغم محاولتهم إضمار ذلك القصد , أو التقرّب إليهِ على وجل .
لكن اليوم , بعد أن كشف الربيع العربي في آنٍ معاً , أفضل وأسوء ما لدينا في جميع الميادين ,صار الكلام الطائفي علني وبالفم المليان .
ومن لا يُصدّق فليشاهد الحلقة الأخيرة من برنامج الإتجاه المُعاكس بين , فيصل عبد الساتر / شبيح إعلامي أسدي , وثائر الناشف / إعلامي سوري مُعارض .
أثبتوا لنا أنّ العراقيين ملائكة , لا يعرفوا معنى الطائفيّة مقارنةً بالسوريين ؟
وربّما سوف تستغربون من كلماتي القادمة , لكنّها ما اُؤمن بهِ .
ففي ظنّي رغم قباحة المشهد فإنّ ذلك أفضل للجميع وللمستقبل .
أقصد كشف الستار عن الطائفيّة المتجذّرة عميقاً في مجتمعاتنا . حيث لا يُمكن حلّ مشكلة يُنكرها الجميع .
فالهروب ( الى الأمام ) من ذكرها ودفن الرؤوس في الرمال لاينفع . والأجدر وضعها على طاولة التشريح ومناقشتها بالتفصيل المُمّل لغرض علاجها نهائياً .
هذا ينطبق مع أغلب مشاكلنا الإجتماعيّة التي تحوّلت الى ظواهر ثابتة وقيح يمتلأ صديداً طوال الوقت !
تخيّلوا حتى الكويت الامارة الصغيرة المتخمة بالثروة فيها طائفية متنوّعة , ناهيك عن البحرين والسعودية والعراق ولبنان وحتى الباكستان .
وباقي الدول التي لاتوجد فيها بهذا الشكل تظهر بطريقة اُخرى بين المسلمين والأقباط مثلاً (في مصر) .
وبالأمس شاهدتُ تقريرعن حالة اليهود في اليمن مؤخراً , وكيف أصبحوا عرضة للنهب والتشريد .
حتى أنّ ثمّةَ رجل منهم قال : نحنُ يمنيّون عرب اُصلاء , فلماذا تُنتهك حقوقنا ؟
ربّما فقط الصومال شذّت عن تلك القاعدة , فهم متطابقون جداً ومع ذلك يتقاتلون فيما بينهم . ( أعتقد هنا الظاهرة المالتوسيّة تفعل فعلها ) !
وبصرف النظر عن كوننا اُمّة ( توصف بألسنة أبنائها) أنّها ظاهرة صوتيّة بُكائيّة تعتز وتفخر بالماضي التليد , دون السعي الحثيث لإصلاح الحاضر , والتحضير لمستقبل زاهر لأجيالها القادمة .
أقول يُجبرنا الواقع ويدعونا الى إستغلال الفرصة المتاحة ( الربيع الثوري العربي ) بإعادة النظر مرتين في حالنا وتراثنا ودساتيرنا وعاداتنا السلبيّة , وحتى إسلوب معيشتنا وتكاثرنا .
لأنّهُ ستبقى طويلاً هذهِ الأزماتُ إذا لم تُقصّر من عمرها الصدماتُ .
وذلك لن يكون بَطراً ولا لهواً ومضيعة للوقت .
بل لأجل تحديث عقولنا أو(دمقرطتها) لو شئنا التعبير بمصطلحات اليوم !
{ وأعلم أنّ الديمقراطيّة عمليّة تراكميّة يعيشها الناس }
القصد أن تصّب أعمال وثورات الشباب في صالح مجتمعاتها ومستقبلها عموماً . بدل ما نراهُ واضحاً صريحاً في الثورات التي نجحت بالفعل في طرد الحاكم الطاغيّة , أقصد سيطرة الإسلاميين وأشياخهم ( أو المحافظين في أجمل التعبيرات وأرّقها ) وسرقتهم لتلك الثورات والقفز على عربتها قبل أن يستقر لها قرار .
من حقّ الشباب وبعونٍ من وسائل الديمقراطيّة والإتصال الحديثة , أنْ يحلموا ويخططوا لعالم أفضل , إسوةً بالعالم الحُرّ الذي يدفع الكثير من هؤلاء الشباب أرواحهم فِداءً ( للمجازفة ) بالوصول الى برّهِ الآمن .
فلماذا يسرق الأشياخ المتدينون الدوغمائيون بسجعهم اللفظي وسيطرتهم على الثقافة الإجتماعيّة والدينيّة ( بحكم السلطة الأبويّة ) وإدعائهم اللبابة والحصافة والكياسة , حقّ الشباب ذوي التفكير الثقافي الذاتي الفردي الحُرّ , في القرار المناسب ؟ مَنْ يحكم ويُقرّر من هو الصحيح منهم ؟
أنّ القرار كان ( تأريخياً ) للمنتصر دوماً , أليس كذلك ؟
أفلا تعجبون مثلي عندما ترون الشباب المُنتصر (المصري مثلاً) , لم يحظى حتى بخُفيّ حنين ؟
فكيف حدثَ هذا , وهل هناك سرقة أكبر من هذهِ ؟
************
ملاحظات
1 / لو أجرينا إستطلاع لآراء العامة المُعمّاة من العراقيين وهم غالبية الشعب ,باللهِ عليكم / ألن يفوز مقتدى الصدر وحارث الضاري ؟
قولوا هذهِ ليست طائفية !
2 / شباب الثورات هو المعوّل عليهِ , فهذا الجيل قام ( ولن يقعُد ) ضدّ الظلم والديكتاتورية . وعليهِ ( بالمرّة ) عدم الركون أيضاً للهراء والظلاميّة .
وفي هذا الشأن يطيب لي نقل قول لكاتب فرنسي هو ستيفان هيسيل (93 عام ) يدعونا الى ما يسمى بثقافة التحدّث , أو مقاومة اللاعدالة , عبر كتابهِ
Indignez-Vous ... كنتُ ساخطاً / أو صوت الغضب !
هذا الكتاب تُرجم الى 30 لغة , وبيع منه في فرنسا لوحدها أكثر من مليوني نسخة . ولهذا الكاتب حياة حافلة حيث أنّهُ اُعتقل مرتين خلال الحرب العالمية الثانية على يد النازيين الالمان , وتعرّض الى تعذيبهم , لكنّهُ تمكن من الهرب في كلتا المرتين من معسكر الإعتقال .
أعقب تلك الفترة في حياتهِ , حياة غنيّة بالتجارب كدبلوماسي وأحد مؤلفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , في الأمم المتحدة .
في محاضرتهِ في ستوكهولم العام الفائت , بدا هذا الرجل ( الساخط على الظلم ) , كأنّهُ لم يفقد شعلة الحياة وحيويتها , فقال عن كتابهِ / لم أكن أظنّه سيُحدث تلك الضجة لغير الفرنسيين . ثمّ خاطب جميع الشباب قائلاً :
أوصلوا صوتكم عندما تستاؤون من شيء كما إستأتُ أنا من النازية !!
شخصياً شعرتهُ يُخاطب شباب مجتمعاتنا مباشرةً .
بالمناسبة / هذا الرجل ناشط قوي في القضيّة الفلسطينية ومنزعج جداً من سياسات الإحتلال الإسرائيلي , ومهتم بقضايا البيئة , ومعارض عنيد للطاقة النووية التي يقول عنها , إنّها تستحق أعلى درجات المعارضة الصريحة !
*************
إستراحة
مالم نفعّل مقولة ( الدين لله والوطن للجميع ) , فلن نتصالح مع أنفسنا وفيما بيننا ولن تقوم لنا قائمة !
والآن أوّد عمل إستفتاء قصير صريح بين القرّاء الكرام
هل الطائفيّة حقيقة واقعة في مجتمعاتنا , أم هي محض خيال ؟

تحياتي لكم
رعد الحافظ
16 فبراير 2012



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات متنوّعة , وحوار !
- تجديد الإجازة الروسيّة , لقتل الشعب السوري !
- مسرحيّة طارق الهاشمي ما زالت مُستمرة !
- مصر والألتراس , بين المجلسين الإخواني والعسكري !
- تعليقات متميّزة على مقالٍ واحد !
- مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس / ج 4 , العدالة !
- في الذكرى الأولى للثورة المصرية !
- مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس ( الجزء الثالث / الوكيل ...
- مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس ( 2 )
- مناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس , حول الإله والعلم !
- هل ننتظر مؤتمر فاشل جديد في العراق ؟
- ليس عيب الثورات الشعبيّة , بل العيبُ فينا جميعاً !
- مرّة اُخرى / تكاليف التدّين في مجتمعاتنا البائسة !
- جاوزَ الظالمونَ المدى !
- عندما بكى شعب كوريا الشماليّة !
- رحيل صاحب الثورة المخمليّة /الرئيس الشاعر د. فاسلاف هافل
- هل يَصدق العراقيّون مع أنفسهم ؟
- اليوم 10 ديسمبر / موعد حفل نوبل السنوي !
- الكاريزما ليست مطلوبة في الليبراليّة !
- بروليتاريا , أم برجوازيّة وضيعة ؟


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رعد الحافظ - الطائفيّة .. حقيقة أم خيال ؟