أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - التهجير وسنينه














المزيد.....

التهجير وسنينه


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 04:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


التهجير وسنينه
يخطئ كل من يظن ان تهجير الاقباط من بيوتهم ومن قراهم ومن موطنهم هو وليد هذه اللحظات . فعملية تهجير الاقباط من قراهم ومن مساكنهم مارسها العرب القادمون من شبه الجزيرة العربية ضد الاقباط عندما طردوهم من بيوتهم ومزارعهم واستوطنوا فيها والتاريخ خير شاهد علي ذلك  . ولكن وحتي لانكون  كمن يجلس مجترا احزانه وباكيا علي الماضي السحيق الذي غفرناه لأخوتنا وإشقائنا عن طيب خاطر فإننا نقول ونذكر بان هذه الممارسات لم تنقطع أيضاً في العصر الحديث ففي بداية عصر عبد الناصر وبرغم تاريخه الناصع في مسائل كثيرة جدا الا ان سياسات التاميم  التي قام بها جارت اكثر علي اغنياء الاقباط اكثر من غيرهم فلم يجدوا مفرا من هذه السياسات الا الهجرة لبلاد الشتات وهذه كانت بداية سياسات تهجير الاقباط من أوطانهم حديثاً  .
اما عن  عهد السادات فهو كان قد تعهد بان تتم أسلمة أقباط مصر او جعلهم ماسحي أحذية او تهجيرهم من البلاد وممارسات اجهزة الدولة في عهد السادات كانت تصب في هذا الاتجاه فمورست سياسات عقابية تجاه المناطق ذات الكثافة القبطية فأهمل الصعيد بصفة عامة وأهملت التجمعات القبطية فيه بصفة خاصة فكنت تري ان اي مشروع تقيمه الدولة كبناء مستشفي او مدرسة او اقامة كوبري تحرم منه القري ذات الغالبية القبطية حتي وان كانت قري كبيرة ويعطي لعزب وقري صغيرة مجاورة وقد شاهدت هذا بأم عيني  . مما إدي الي قيام الاقباط بالهجرة الداخلية الي القاهرة والإسكندرية بحثا عن فرص العمل التي حرموا منها في الصعيد وكان هدف الدولة من ذلك خلخلة هذه التجمعات القبطية وإلقائها في تجمعات اكثر كثافة كي تذوب فيها تماماً كما كان يفعل ستالين مع شعوب الاتحاد السوفيتي وكما فعل صدام مع أكراد وشيعة العراق . 
وقد تفاقمت هذه الأوضاع في عهد مبارك الذي عقد صفقة مع الجماعات الإرهابية بان لا يمسوا الحكم ورموزه ولا السياحة في مقابل اطلاق يدهم للتعامل مع الاقباط فاذاقوا الاقباط الأمرين وفرضوا عليهم الجزية وقتلوا منهم ما قتلوا فهجر العديد من الاقباط مدنهم وقراهم  بحثا عن الأمن والأمان في هجرات داخلية وخارجية ( نفس هذه الممارسات تتم الان حيث قام وزير الداخلية بتغيير القيادات الأمنية في سيناء عندما تعددت بلاغات خطف السائحين ولكنه لم يفعل شئ للقيادات الأمنية بالمنيا واسيوط ونجع حمادي التي يخطف فيها الاقباط بشكل يومي ) ، ولم تكتفي اجهزة الدولة بذلك بل تواطات مع كل هؤلاء الإرهابيين ضد الاقباط فسويت القضايا في جلسات عرفية كان يتم فيها إذلال الاقباط وهم المعتدي عليهم ويرغموا علي قبول التصالح والتنازل عن حقوقهم وفي احيان كثيرة هجرت اسر قبطية بيوتها نتيجة هذه الممارسات .
قامت الثورة التي توسمنا فيها خيرا لايقاف هذه الماسي ولكن للأسف هذه الممارسات تعمقت اكثر واكثر لان يد الدولة اصبحت رخوة اكثر واكثر وتركت الشارع السلفيين وللرعاع وللبلطجية كي يقرروا مصير الناس . واصبح خطف الاقباط او ابتزازهم سبوبة ولقمة عيش سهلة للبعض فرأينا احدهم في قرية شربات بالعامرية يحاول ابتزاز صديقه الترزي المسيحي بطلب مبلغ من المال والا ادعي عليه بانه علي علاقة بأحدي السيدات المسلمات وهذا ماكان فعندما رفض الترزي المسيحي هذا الابتزاز الرخيص أشاع صاحبه المسلم هذا الامر ( اقول هذا لانه لم يظهر لنا للان هذا التسجيل المزعوم  ولم تظهر هذه السيدة المزعومة ) ونتج عن ذلك تدمير حياة عديد من الاسر في هذه القرية وتهجيرهم من بيوتهم وسجل هذا في محضر رسمي  كاول سابقة تحدث في مصر والغريب ايضا هو ان هذا المحضر شهد عليه عضو مجلس شعب سلفي وشهد عليه العديد من التنفيذين كالضباط ورجال محافظة الاسكندرية . 
والمثير للسخرية ان يخرج علينا النائب السلفي الذي شارك في هذه المهزلة قائلا ان كلمة تهجير التي كتبت في المحضر كتبت بدون علمه وانه كان يجب كتابة كلمة تفريق بدل منها ( فعلا أمة ضحكت من جهلها الامم ) !...
والمثير اكثر للسخرية ان يخرج محافظ الاسكندرية عاتبا علي الاعلام قائلا انه يهول في هذه القضية وان هذه الممارسات العرفية يتم استخدامها في معظم انحاء مصر وان التهجير لم يمس الا ثلاث اسر فقط وليس ثمانية كما يدعي الاعلام علي حد قوله !...
ياسادة ان تهجير الاقباط من قرية شربات بالعامرية لن يكون اخر حوادث تهجيرهم  فالتهجير  وهذه الاعتداءات الطائفية لن تنتهي فعلا الا بتفعيل  القانون القوي الذي يضرب بيد من حديد علي من يقوم بهذه الممارسات  هذا علي المدي القريب والتهجير سينتهي ايضا  عند القضاء علي العنصرية المترسبة في النفوس وهذا يتطلب علاج ثقافي من خلال التعليم والإعلام يرسخ قيم التآخي وقيم قبول الاخر كما هو وليس كما تتمناه هذا علي المدي الطويل ولكن قبل كل هذا وذاك يجب ان يقاوم الاقباط هذه الممارسات البغيضة بكل السبل السلمية المتاحة خصوصا ان غالبية المسلمين ترفض هذه الممارسات البغيضة .
ياسادة علينا معالجة هذا الملف المعالجة الصحيحة لأننا لو تهاوننا فيه  فإننا سنجد بلادنا مقسمة وهذا ما يتمناه أعدائنا فعلينا تدارك الامر سريعا حتي لا نفعل بأيدينا ما فشل فيه أعدائنا .
مجدي جورج 



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الي النائب إيهاب رمزي
- الفروق العشرة بين مبارك ومحمد علي
- فخ الاخوان للعسكر
- النساء وقود السلفيين والإخوان في المعركة الانتخابية
- نعم للتصويت لحزب الحرية وذلك حتي لا يتسول الأقباط من المجلس ...
- فضيحة دبلوماسية فرنسية (( صحفيون فرنسيون: تلقينا تعليمات مشد ...
- من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر اولا
- ارض ميدان التحرير لا يطأها الا الثوريون
- خارطة الأحزاب الدينية فى مصر
- تقرير لجنة تقصى الحقائق والتعنت مع الأقباط ؟
- تقرير مؤسسة راند الامريكية - وطن بديل للاقباط ام وطن بديل لل ...
- عندما يستقيل الببلاوي ولاتقبل استقالته
- دماء الاقباط الدكية في رقبة طنطاوب
- البجاحة في مطالبة الكنيسة بالاعتذار عن احداث المريناب
- هل من الممكن ان يكون المجلس الاعلي والمخابرات وراء حرق وتدمي ...
- من يقف وراء الاعتداء علي كنيسة ماريناب باسوان ؟
- الايدى المرتعشة لاتصنع التغيير
- زمن البلطجة : اقتحام السفارة الاسرائيلية وهدم الكنيسة القبطي ...
- بامارة ايه سوزان مبارك مسيحية
- فى الاعتداءات اليومية على الاقباط على الداخلية ان تتحمل مسؤل ...


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - التهجير وسنينه