نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 19:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الملأ- بحسب التعبير القرآني- هم وجوه القوم وأصحاب الفعاليات الاقتصادية والسياسية وأصحاب المال , يتصدون للرسالات لأنها تتهدد مصالحهم فيبادرون من فورهم بإنكارها : {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ } سبأ 34 ,
{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }الزخرف23 , فعند مجيء الأنبياء لإرساء قاعدة العدالة يتصدى لها المترفون المستفيدون من غيابها , ويطالبون باستمرار الحال على ما هو عليه .
ونشبت الحروب بين المسلمين - وفيهم الصحابة - في معارك الجمل وصفين , وغيرهما , ولا يمكن لمنصف أن يصف هذه الحروب بأنها شُنت لخدمة الدين وليس لمصالح بعض من شاركوا فيها. كما نشبت حرب ضارية بين الأرستقراطية الأموية والأرستقراطية العباسية انتهت بسقوط دولة الأمويين .
والورع الشخصي ليس دليلا على فعالية التدين , وإنما هو مؤشر - بدرجة ما - على تمسك الناس بالأخلاق , أما الدين والكهنة فشأن آخر . فالأديان بوصفها قوة خُلقية تبقى في قلوب الفقراء والعوام , أما بوصفها قوانين إلهية تحقق العدالة والمساواة , فينتهي أثرها بمجرد حدوث الانقلاب المضاد وسيطرة الأرستقراطيات - الحاكمة والاقتصادية والكهنوت - وكانت الأرستقراطية القرشية تتمنى لو كان النبي الجديد (محمد صلى الله عليه وسلم ) من القريتين عظيم , أي أن يكون من الملأ والطبقة المترفة فلا يتهدد مصالحها . لذا استهدفت الأديان السماوية تفكيك الأرستقراطيات الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وتدمير طبقات الإقطاع والنبلاء وتحرير عموم الناس من سطوتهم .
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟