|
المجلس العسكري مكانه الصحيح قفص الإتهام
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 17:08
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كما إطمأن مبارك الأثيم على مستقبله - على الأقل مستقبله في المدى القصير - قبل خروجه من سدة الحكم العام الماضي ، فإنه يبدو أن المجلس العسكري مطمئن هو الاخر على مستقبله ، فهذا واضح من حديثه عن دوره المستقبلي ، كما خطط له ، و ذلك كما جاء في خبر نشرته قناة الجزيرة القطرية في موقعها في الحادي عشر من فبراير 2012 . حديث المجلس العسكري عن دوره المستقبلي بلهجة الواثق دليل على أن الإنتخابات الرئاسية القادمة معروفة النتيجة سلفاً ، بالنسبة للسلطة ؛ و هذا يفسر لماذا عملت السطلة خلال الربع الأخير من العام الماضي 2011 ، و في شهر يناير من هذا العام ، على الترويج لفكرة تقديم موعد الإنتخابات الرئاسية ، من خلال عملائها الذين تظاهروا و إعتصموا بميدان التحرير مطالبين بتسريع عملية نقل السلطة قبل الموعد الذي حُدد لها من قبل ، و أعني يونيو المقبل ؛ و ذلك حتى لا يتسنى لأحد من المعارضة الجادة دخول المعركة الرئاسية لينافس مرشحي السلطة ، و الذي من ضمنهم البرادعي ، الذي يمثل السلطة في التيار الليبرالي ، و الذي ربما يكون إنسحابه مجرد مناورة تكتيكية من السلطة لتقليل النقد الموجه إليه ، ليدخل السباق و كأنه وجه جديد ؛ و الدعم الذي يلقاه البرادعي الإنتهازي من حركة السادس من إبريل التابعة لوزارة الداخلية مع مرشحين آخرين للسلطة ، يدعم رأيي هذا . حديث المجلس عن مستقبله بإطمئنان واضح ، هو بالنسبة لي دليل قوي على تحديد السلطة لشخص الرئيس القادم ، أو على الأقل حصر السلطة فرصة الوصول لسدة الحكم في عدة أشخاص كلهم عملاء لها ، و ذلك لأن سجل المجلس العسكري الحاكم ليس بالسجل الناصع ، الذي لا يخشى معه أي حساب أو مسائلة . لو كان المجلس العسكري الحاكم حكم بالقسطاس المستقيم خلال فترة توليه الحكم ، لكان له أن يطمئن على مستقبله ، و أن يخطط لدوره المستقبلي . خلال أكثر من عام تربع فيها المجلس العسكري على قمة السلطة - و لو إسميا - قتلت السلطة ما مجموعة حوالي 200 مواطن مصري ، و ربما أكثر ؛ سواء بنفسها ، أي بواسطة قوات تابعة لسيطرتها كما في مذابح أكتوبر و نوفمبر و ديسمبر ، 2011 ، أو بواسطة عملائها في أحداث مدبرة ، مثل في أحداث الفتنة الطائفية التي أشعلتها السلطة خلال شهر مارس من العام الماضي ، 2011 ، و مثل مذبحة إستاد بورسعيد في مطلع هذا الشهر ، فبراير 2012 . هذا ناهيك عن جرائم محاكمة المدنيين عسكرياً ، و هتك الأعراض ، و غير ذلك . كما لم تتورع السلطة عن حرق و هدم دور العبادة الإسلامية و المسيحية . يضاف للجرائم السابقة جريمة تلكأ المجلس العسكري في محاكمة مبارك و ولديه ، و كبار أعونهما ، و القصاص من الذين قاموا بقتل المتظاهرين في ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و عدم دعم المجلس العسكري لمبدأ إسترداد ثروات مصر التي نهبت في عهد مبارك . أما الجريمة الأكبر ، و التي تصل للخيانة العظمى ، فهي التحريض على الفتنة الطائفية من خلال التلفزيون الرسمي ؛ إنها الجريمة الأكبر ، لأنها محاولة لتحطيم المجتمع المصري . جرائم كثيرة إرتكبها المجلس العسكري - خلال عام تقريباً - بحق الشعب المصري ، أغلبها خطير ، و واحدة من تلك الجرائم ترقى لأن تصنف كجريمة خيانة عظمى ، و لكنه مطمئن على مستقبله ، و يرى أن له دور مستقبلي في الساحة المصرية ، فمن أين أتته هذه الطمأنينة إلا أن يكون قد عرف من سيخلفه في الحكم ، كما عرف مبارك من قبل ؟؟؟ على أن حديث المجلس العسكري عن دوره المستقبلي كما يدل على وقاحته ، فإنه يدل على غبائه ، لأنه يريد إستغفال أكثر من ثمانين مليون شخص . المجلس العسكري صرح بأن دوره المستقبلي هو الدفاع عن مصر ، فهل من قتل أبناء مصر في مذابح شبه شهرية ، سيدافع عن مصر ؟؟؟ هل من يقوم بحماية من قتلوا أبناء مصر خلال ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و على رأسهم مبارك الأثيم و عمر سليمان الخبيث و حبيب العادلي المجرم ، سيحمي مصر ؟؟؟ هل من هتك أعراض بنات لمصر سيحمي مصر ؟؟؟ هل من يحاول تشويه ثورة الشعب المصري في 2011 ، و يتهم من شارك فيها ، بمن فيهم شهدائها ، بالعمالة للخارج ، سيحمي مصر ؟؟؟ هل من شارك في نهب مصر ، سيحمي مصر ؟؟؟ هل من حرض على الفتنة الطائفية ، و حاول إشعال حرب أهلية ، سيحمي مصر ؟؟؟؟؟ لا مهرب للمجلس العسكري من المسئولية عن كل تلك الجرائم الكبيرة التي اُرتكبت بحق الشعب المصري خلال فترة حكمه ، لأنه و إن كانت هناك جهات أخرى شريكة له في السلطة ، مثل جهاز المخابرات السليمانية ، إلا أن المجلس العسكري كان ، و لازال ، هو رأس السلطة ، و كل تلك الجرائم تمت في فترة حكمه ، و بعلمه ، و شارك فيها من خلال بعض قواته ؛ إذا يتحمل المسئولية عنها ، كما يتحمل مبارك الأثيم المسئولية عن الجرائم الكبرى التي أرتكبت بحق مصر و أبنائها في فترة حكمه . المكان الوحيد الذي يجب أن يذهب إليه أعضاء المجلس العسكري فور خروجهم من الحكم ، هو قفص الإتهام ، أمام هيئة قضائية مدنية نزيهة ، ليحاكموا عما إرتكبوه بحق مصر و شعبها ، و ذلك بالقانون المدني العادل ؛ و على البرلمان ، الذي يمثل الشعب ، أن يتأكد من وقوف أعضاء المجلس العسكري أمام العدالة ، و علينا كأفراد في الشعب أن نتابع عمل البرلمان ، و أن نتأكد إنه بالفعل يمثل الشعب ، و يعمل لمصلحة الشعب ككل ، و لا يحابي المجرمين . الشعب المصري هو الذي حمى مصر من قبل ، و سيحميها في المستقبل ؛ أما الجيش ففيه ضباط مصريين وطنيين شرفاء ، لهم إحترامهم في القوات المسلحة المصرية ، هم الأولى بأن يتولوا إدارته ، و تطهيره من أعوان مبارك ، و من الناصريين . تنويهات : أولاً : دأبت السلطة على نشر تعليقات بإسمي ، بدون إذن مني ، في بعض المواقع التابعة لها ، كما نوهت لذلك في التاسع من فبراير 2012 ، في المقال السابق على هذا ، و قد إكتشفت بمحض الصدفة إنها - أي السلطة - قد قامت بإضافة تعليق باسمي في موقع جريدة الأهرام ، و التي أكن لها كل الإحتقار ، و أعتبرها لسان السلطة منذ تولى رئاستها الأستاذ محمد حسنين هيكل ، و الذي بالمناسبة كان أول من روج لفكرة أن يكون طنطاوي رئيساً ؛ و قد سبق أن أوضحت رأيي في تلك الجريدة في أكثر من مقال ، مثل مقال : إنها محاولة يائسة ، بائسة ، لإنقاذ مبارك من حبل المشنقة ؛ و الذي كتبته و نشرته في الثاني عشر من يونيو 2011 . ثانيا : أنا أنشر فقط تعليقات في موقع قناة الجزيرة القطرية ، و اخر تعليق نشرته بها كان في الثامن من فبراير 2012 ، تعليقاً على خبر : البرادعي يدعو لإنهاء حكم العسكر . و أنا أنشر أحيانا تعليقات في موقع تلك القناة برغم إختلافي معها سياسياً و ثقافياً ، لأنني أعرف حجم إنتشارها ، و أرى إنه من المفيد محاولة الوصول لجزء و لو بسيط من ذلك الجمهور العريض ، لكسر طوق الحصار الإعلامي المضروب حول حزب كل مصر - حكم . ثالثا : قمت بالإنتهاء من ذلك المقال في تمام الساعة الثانية عشرة و أربعين دقيقة ظهراً بالتوقيت الشتوي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، المماثل للتوقيت الشتوي لمدينة القاهرة ، و ذلك يوم الأربعاء الموافق الخامس عشر من فبراير 2012 .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه
-
أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري
-
الحكم بالنسبة لنا وسيلة من أجل تحقيق غايات نبيلة
-
نبيل العربي و عمرو موسى وجهان للعملة الناصرية
-
هل سيتمتع الإخوان في مصر بنفس شجاعة أردوغان ؟
-
بذلة جنرال تركي فوقها عمامة أزهرية
-
شباب السادس من إبريل كانوا من أجل التغطية على عمال المحلة ال
...
-
ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً
-
الإعتذار غير مقبول ، و القصاص سيكون بالقانون و في العهد الدي
...
-
لا للبرادعي ، و نعم للإنتخابات
-
شباب العمالة و الخيانة و الفشل
-
الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوان
...
-
لنعمل جميعاً ، مسلمين و مسيحيين ، من أجل الوصول إلى النيل
-
كل ما يتعلق بالجيش يجب أن تقرره سلطة منتخبة بطريق ديمقراطي س
...
-
إيران ستتبنى هوية شيعية - فارسية
-
خمسون في المائة ميدان واسع في البداية
-
أولها كذبة ، و أوسطها مهزلة ، و نهايتها فضيحة
-
خطأ الأقباط هو إنهم صدقوا أن الثورة إكتملت
-
خطأ النشطاء الأقباط هو تصديقهم أن الثورة إكتملت
-
في التاسع من أكتوبر إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير
المزيد.....
-
شون -ديدي- كومز يواجه ضحيتين أخريين في لائحة اتهامه
-
ترامب يتحدث عن السبب في حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن
-
رئيس الوزراء العراقي يعلن القبض على قتلة المرجع الديني محمد
...
-
معبر رفح: متى تخرج أول دفعة من الجرحى من غزة ومن سيدير المعب
...
-
أول ظهور لتوأم باندا نادر في حديقة حيوان في برلين يثير إعجاب
...
-
هل خطط المحافظين في ألمانيا بشأن الهجرة قانونية؟
-
هل -يستعين- ميرتس بأصوات البديل مجددا؟
-
استعدادات لفتح معبر رفح ونتنياهو يهدد باستئناف القتال مع حما
...
-
إسرائيل تنفذ ضربات على مواقع لحزب الله في لبنان وتقول إنها م
...
-
-الويب تون-.. قصص مصورة نشأت في كوريا الجنوبية وتتطلع لغزو ا
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|