ناصر الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 17:07
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
لا أريد إن أكون مدونا بارعا , ولا أريد من كتاباتي الوصول إلى الشهرة مهما كنت احمل من أفكار قد تعتبر غير واضحة او ناضجة . ولا أريد إن أكون طرفا يحسب لهذا الطرف أو ندا لذاك .تقتصر معظم كتاباتي على الواقع الذي أعيشه إنا محبوكا بقضايا نتعرض لها يوميا نعاصرها ونواتيها.
لا احد ينكر المظالم التي تعرضنا لها بدأ من حرب إيران وليس انتهاء بانتفاضة البحرين والحرب ضد الشيعة.وما يحصل في سوريا الآن" ما نعيبه اليوم حقا هو لا احد يريد إن يفهم ؟ وان فهم فأنه فبرك الإحداث وفق غاياته المذهبية الحزبية واقتنع بها وجعلها من قديساته"
نشاهد الإخبار يوميه من على شاشات التلفزه ونرى العالم كيف يتفاعل ويواكب الربيع العربي بأعين مبصره وأخرى معميه, يداعم ويساند الطرف الذي يرى فيه مصالحه وأهدافه , بينما لا نرى الشيعة في العالم يساندون إخواننا الثائرين في البحرين رغم انحدارنا من ذات العقيدة الواحدة . فعلاما نعاتب ولماذا نكتب ؟
نحن الشيعة وعلى مرور الدهر دائما نشعر بالغبن والإجحاف ذلك لان اغلب الأنظمة التي تعاقبت على بلداننا مارست بحقنا أبشع ألوان الظلم والاضطهاد وحرمونا من ابسط حقوقنا إلا وهي مزاولة شعائرنا الدينية مما جعلنا نحن كشيعة العراق أن نتطلع إلى الخلاص من تلك الأنظمة بأي ثمن فلا بد للحال هذا إن نسمح للأمريكان بغزو بلدنا وتخليصنا من حقبة صدام المظلمة.
وما يجري في البحرين وبكل انعكاسات انتفاضتها الإنسانية الصارخة فلا يكون شاذا ولا يعد استغرابا ان نتفاعل معهم بكل عواطفنا وأحاسيسنا فلا احد يمتلك مشاعره إمام تلك المشاهد الصارخة فلماذا هذا السكوت يا شيعة العراق ؟
قطعا ودون أدنى شك ان إخوتنا في البحرين لا يستطيعون الوصول لأهدافهم دون الاستعانة بالغير لأنهم لا يسعهم إن يديروا صراعا سياسيا بمفردهم ومع سلطة تملك كل أدوات القمع وتجيد حبك الخدع والمناورات . لهذا علينا نحن ان نتحمل جزء من مسؤولياتنا الأخلاقية تجاههم وان نضع نصب أعيننا مبادئ ثورتهم ومخاضها العسير وان ندافع عنهم في كل المحافل الدولية والعالمية .
بهذه الصفحات المتواضعة سأحاول ان انقل لكم ما استطعت إن أسجله من معاناة ومن ظروف قاسية تعرض لها شيعة البحرين , فكأنا نشم رائحة الموت في كل مكان وفي كل ناحية من البحرين ولا تكاد إن تجد مكانا أمنا يستطع البحارنة إن يمارسوا فيه حق تظاهرهم وحتى الصحاري والوهاد والقرى مسكونة بالرعب فعيون النظام يندسون في كل بيئة وينسلون الى كل مكان"
مرت شهور قلائل على انتفاضة البحرين وكنت حينها هناك أزاول عملا اقتضت الضائقة المعيشية التي أعاني منها اليه فكنت قريبا أرى واسمع وأشاهد الآهات والزفرات التي تمزق الأفئدة وتذيب النفوس فأن ما حل بتلك العوائل الشيعية المنكوبة بأبنائها الذين قتلهم النظام البحريني يؤرق الضمير ويهز الوجدان , غير ان كل تلك الممارسات التي مارسها النظام ضد الشيعة الثائرين لم تكن تثني طلاب الحق عن الوقوف بوجه نظام المشايخ , وهل الحياة إلا مواقف وعبر , فبعضهم يثور لدينه ولمذهبه والأخر يثور لحريته ,,,
فشكرا يا تونس وشكرا يا مصر هكذا كانوا يرددون "
لم أكن أتوقع إن أكن طريد وشريد بعد مداهمة ما كنت لا نجوا منها لولا إن قادتني قدماي بإرادة مني لأحد بيوت أصدقائي في ذات المنطقة التي اقطن فيها , ولا اخفي عليكم ميلي الشديد لمظاهر الأرياف لإثارتها في نفسي من نشوة ولذة تذكرني بأهلي في العراق , لهذا كنت دائما اتردد على ذلك الصديق الذي ينقلني بسيارته لتلك المناطق الذي اميل اليها علها تخفف عن غربتي !! وها هي ألان تخلصني من قبضة النظام الصارمة. يا للعجب
قضيت ليلة في بيته وكانت مليئة بمواقف جميلة ورائعة وهو يحدثني عن انتفاضتهم المباركة وعن الثوار ومواقفهم البطولية في تماسكهم ووحدتهم اثناء مسيراتهم ,,, وفي الصباح ودعته وخرجت لتوي شاهدت وإنا في طريقي أمراه من بعيد تحث الخطى لا شك أنها المراءه التي اعمل لديها فجاءت لتستقصي إخباري ولابد أنها عرفتني وإنا اقبل نحوها والتقينا في منتصف الطريق , نظرت إليها وإنا ادنوا منها واذ بها مضطربة كئيبة الوجه كاسفة البال وقبل ان اسألها عما جرى أجهشت بالبكاء وأخبرتني إن جلاوزة ملك البحرين قد اقتحموا دارها في الليلة الماضية بحثا عني "
في الحقيقة لم أكن ادري أأفرح وابتهج كونهم لم يعثروا عليه ام أأسى وابتأس لأنني سأهجر عملي واترك تلك المراءه التي رعتني واعتبرتني مثل ابنها الوحيد وكما إنني لا ادري ماذا سيصنع الزمن بي في غربتي وقد حمدت الله اذ لم يتعقبها احد!! وكانت تحدثني وحديثها تقطعه العبرات كيف انها تمالكها الذعر والفزع حينما هددوها بالاعتقال ان هي لم تدلهم على مكاني "
لصغر مساحة البحرين يصعب علي الاختباء مما عجلت بتأهبي للسفر واتصلت بأحد أصدقائي وأخبرته بالأمر كيف ان النظام البحريني يعتقل كل عراقي وإيراني يشك بتحريضه على الانتفاضة او مشاركته في المسيرات"والتمسته ان ينقلني بسيارته الى منزل احد أقاربي في منطقة ستره البحرينية (1) لأتمكن من العودة إلى الديار قبل اعتقالي ....
يتبع
هوامش
1-سترة تقع في شرق مملكة البحرين ويرى الأستاذ الكاتب سالم النويدري أنها كانت تسمى (ستار) حتى القرن السابع الهجري، وسميت بذلك لأنه كان يحدها ستار من النخيل من كل جوانبها، فكان من بداخلها لا يرى من بخارجها وبالعكس. ويرى بعض أهالي سترة أنها سميت بذلك لوجود النخيل الكثيفة حولها، فهي مستورة بها. ويضيف الشيخ علي بن عبدا لله رأياً آخر، وهو أنها محرفة من كلمتي (ست قرى) فخففت التاء وحذفت القاف لتخفيف النطق بها، فأصبحت(سترة)
مصدر الهامش موقع الموسوعة الحرة
#ناصر_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟