|
تفكيك الأعجوبة ... في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة !!!؟؟ 1
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1074 - 2005 / 1 / 10 - 09:30
المحور:
الادب والفن
شارع كان قريباً من محطة القطار طلب نقله - بأقصى سرعة ممكنة- الىمكان آخر الشارع .... لم يعد يحتمل قبلات الوداع !!! - أحمد حيدر -
أجل لم أكن قد شاهدت البحر إلا من خلال الشاشة الصغيرة في منزلي إلى أن سافرت إلى أوربا في صيف 2004 ، إنها إحدى حقائقي الشخصية التي لا بد من فضحها .. ،أربعة وأربعون عاما من عمري والمدن التي زرتها بضع معدودات ، فحسب ، في ما لو استثنيت مدن منطقة الجزيرة التي أعرفها – بدقة – كما أعرف صفات كل أنثى أحببتها ، حيث تتناثر : قامشلي – الحسكة – عامودا – ( تربه سبي – قبور البيض ) ديريك – المالكية – سري كانيي – رأس العين – درباسية – تل حميس – إلى جانب دير الزور – حلب – دمشق – حمص – حماة – السلمية – الرقة – عفرين – ( كوباني – عين العرب ) – نصيبين – مدياد – كل رصيدي العياني من مدن الوطن والعالم !! هل افضح بهذا سرا ؟؟ هل افصح بهذا عن شهوة ما تجاه المدن ، وكل مدينة أنثى ..؟.أي صحافي هذا الذي لا معلومات عيانية لديه تجاه بحار بلده والعالم بأكثر مما تعرفه طفلته الصغيرة – آخر العنقود – وهي على مقاعد الصف الثالث الابتدائي بعد ......!!! البحر ...! البحر....! البحر .....! البحر كائن التناقضات العظمى وعملاق الطبيعة الأدهى ، وأحد ألغازها ، الأكثر فتنة ، وسحرا ، كما تعلمت بعض ذلك من روايات البحر ، وعلى ضوء مصابيح زرقاء أطلقت حزمها المتماوجة أصابع حنا مينه منذ ما يقارب ثلاثة العقود من الزمان من عمر فتنتي بالقراءة ..!! البحر من ورائكم !! العبارة التي لا تزال ترنّ في أذني منذ – طفولتي – وأنا أقرأ طارق بن زياد بعد أن أحرق مراكب جنده ، لئلا يبقى إلا على خيار واحد ، كي يكون مدعاة دهشتي ، وكي يتصادى الصوت في أذني طويلا ً.. طويلا ً... ، ولأدفع – على طريقتي – ضريبة القرار في لحظة السفر أو حتى لحظة الكتابة هذه ...!! البحر....! البحر....! البحر.....! ذلك العالم الذي لم أره !! حيث يمكن للصوت أن يأخذ آماده كما يشاء الوجوه التي غابت منذ سنين طويلة وهي تركض وراء الهواء والرغيف ، والحلم ..!!! وجوه لم ألتق بها ، بيد أن وشائج القرية الكونية استطاعت أن توثّق ما بيننا من صلة روح ورؤى ، ورحم فكري أو إنساني أو وطني ، دون أن تفلح الحدود والعبارات الناقصة في جوازات السفر من أيّ تواصل مرتجى بيننا !!! إذاً ، سيكون وقع أي دعوة إلي ، الى أحضان العالم الذي أقرأ عنه ، ولم ألجه بعد في غاية الإبهار والسعادة - هل تستطيع تلبية دعوتنا في حضور فعاليات الحوار العربي الكردي في- باريس – يومي 28 -29 5 2004 !! ممن هذه الدعوة ؟ أول سؤال ينبغي إطلاق شرارته ... وراح مهاتفي – عبد الحميد خليل- يبين لي ان ( الوفد الكردي ) – ضمن – اللجنة العربية لحقوق الإنسان – وتنفيذاً لتوصية سابقة في اجتماع مثقفين عرب وكرد – قد قام بتخير عدد من الأسماء المستقلة في سوريالحضورفعاليات الحوار الكردي العربي ، ولقد تم ّالاتفاق على عدة أسماء هي : مشعل التمو- وأنا – كمستقلين ، وآزاد علي كممثل عن الحركة السياسية ، وان ذلك جاء بعد دراسة مطوّلة من قبل الطرف الكرديّ الذي يفترض أنه يمثل مجموع الأحزاب الكردية – ومن بينهم : الاتحاد الديمقراطي – حزب الوحدة – حزب يكيتي– اضاقة الى الشخصيات الوطنية الكردية المستقلة ذات العلاقة باللّجنة التي يمثلها الصديق عبد الحميد ومحمد سليمان ، وآخرون ....!! وعلى ان يقوم الجانب الكردي بتغطية نفقات الكرد المشاركين من سوريا كي يهتف إلى د. هيثم مناع في ما بعد ويسألني ما إذا أستطيع لدعوة ويطلب مني – ايميلي – الشخصي ، كي يتمّ توجيه الدعوة إلي !! ألححت على د. هيثم – كما فعلت مع الأستاذعبد الحميد سائلا وقبل كل شيء عن جهة التمويل حيث سبق وان رفضت عدة دعوات وجهت الي من قبل ، لأنني لم اطمئن الى جهات التمويل ، فأكّدا لي ان تغطية نفقات المؤتمر ستتم من تبرعات مواطنين سوريين شرفاء ، ستتعرفون على أسمائهم في المؤتمر !! . حقاً لقد اكتملت فرحتي ، وبدا حلم السفر يدغدغ مشاعري ، لاسيما بعد ان استلمت بطاقة الدعوة ، وقدمتها – مع مشعل التمو – إلى القنصلية الفرنسية في حلب ، كي نستلم – الفيزا – في عشرة أيام فحسب ، دون أية تعقيدات روتينية معروفة في الحالات العادية ، كي تتبّدد كل مخاوفي التي نجمت عن عدم وجود رصيد لي في البنك ، ولا أيّ شبر من الأرض في هذا العالم بيد ان ما كان يعكّر صفو مثل هذا الفرح هو الآخر مسوّغ : حيث العام الدراسي لما ينته بعد ، ثمة خمسة أيام – تحديداً – تفصلني عن محطته الأخيرة ، وهو ما يفرض علي أن أحصل على إجازة مرضية ، ناهيك عن واجبات بيتية ملحة، حيث أربعة طلاب للشهادة الثانوية من أسرتي يفترض أن أشرف على امتحاناتهم - وهم الذين أثرت على دراستهم مثل غيرهم من أبناء المدينة الجريحة وطأة أحداث آذار.... تدخل مشعل ، وبعض أصدقائي القريبين منّي ، إلى جانب أطفالي الذين كانوا مع أمّهم أكثر حماساً لسفري ، ولا سيما بعد هذا الضغط النفسي اليومي الذي أدفع ضريبته ، لعلي أفلح من سطوته علي ، وأعود الى دورة الإبداع الذي أجده رهاناً شخصيا ً، بعد ان سرقتني منه- أنثى الصحافة - بأكثر في السنوات الأخيرة ، لا سيما وان ما يجعلني مطمئناً هو وجود كل هذه الأقلام التي استهوتها الصحافة ، وتعتزم الكتابة ، لنجيب بدورها عن أسئلة طالما أشغلتني بلجاجتها المباشرة على حساب كائن الإبداع ..!! أحاول أن أعرف الأسماء العربية المشاركة من سوريا ، فيتم ّالحديث عن بضعة أسماء ، وهو ما يجعلني أن أتشجّع بأكثر في الإقبال على مغامرة الرحلة ، لا سيما وان حواراً عربيا ًكردياًينتظرنا في باريس ، وان الخوض فيه واجب إنساني وقومي ، إذ انه لما يمض بعد أكثر من شهرين ونصف على أحداث قامشلي – حيث شهداء وجرحى قاب قوسين من الموت وأدنى ، وسجناء تمّ اعتقالهم عشوائيا ، كي تحافظ الجهات الأمنية على ماء وجهها ، ولا يقال أنها كانت ساهيةعن مهماتها ،منخرطة في شؤون الذات والسلطة ،واستعباد المواطن ......! سأسافر أخيرا ً...! لا لن يكتب لي السفر ....؟ هكذا أمضي الأيام القليلة قبل السفر ، وذلك لأنني كلما استسلمت لحقنة التفاؤل من حولي برزت أسئلة جديدة من طراز : هل سيقال لي في المطار : ممنوع من السفر ......!!!؟ رغم ان الجهة الداعية قد أمنت لنا بطاقة السفر ، وتم تحديد موعد إقلاع الطائرة ، وإنه لم يعد هناك حاجة إلى الموافقة " الأمنية "سيئة الصيت- التي كانت تحول دون الحصول على جواز السفر ، بعد صدور قرار بهذا الخصوص كان من شأنه أن يسدّ إحدى كوى الفساد والاسترقاق ، وإن ستبقى – في حال هذا الهيار العام –كوى هائلة ، مماثلة ،أخطر مشرعة¸وهي تدّر المال الحرام لموظفين صغار يصبحون بعد أشهر، فحسب,من عداد مليونيري سوريا,وان كانت هناك اسماء-دائماً-تمنع من المغادرة,للأسف ويطلب إليها مراجعة الجهات ذات العلاقة لمنحها تأشيرة السفر –لمرّة واحدة-أو لمنعها من ذلك كما في حالات معروفة لا تزال تعيد إلى الأنوف رائحة عفن المرحلة الماضية التي يتوق أبناء سوريا-برمتهم –للخلاص من كامل تبعاتها المحبطة لأحلامهم ,وحريتهم... أجل,ظلّ هذا القلق يرافقني إلى اللّحظة التي حللت خلالها في المطار ،لاسيما وأنني غير مستعد ، بل و أرفض – كما قلت ذلك في أولى ندوة لنا في أوربة – أن استأذن ذا سلطة من هذا القبيل ، كي أسافر حتى إلى جنة الله عزّ وجل ،خاصة – وإن عدم حملي جواز السفر – في بداية التسعينيات حرّمني من العمل في إحدى دول الخليج ، وبراتب مغر ،لأنني لم أتنازل أن أراجع أحدا ًبهذا الخصوص مهما علت قامته ، أو شأنه......!
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهوة الرنين *
-
شهوة الرنين
-
سنة مختلفة في رثاء ضيف ثقيل
-
في رثاء الصديق الأديب ميخائيل عيد
-
ممدوح عدوان ..روح في مختبر خاص
-
طه حامد..... حرية-طائر الباز-
-
ياسر عرفات لقد صفعني غيابك حقّا ً ...........
-
مرشدة نفسية متزوجة من مواطن كردي أجنبي – تستنجد :ا
-
في أحوال الرعية على هامش ماقاله السيد الوزير..!!:
-
مقال
-
كلمة إبراهيم اليوسف في الندوة الوطنيةالتي انعقدت في فندق الب
...
-
حسن عبد العظيم .. وأمبراطورية المعارضة
-
فرهاد جلبي يرحل مبكراً...!
-
إ ند ياح الفساد إ نحسار الإصلاح
-
هل سنكون أمام العصر الذهبي للإقطاع من جديد !!؟
-
اليوم الوطني لمكافحة الفساد..!!!
-
الميثاق الجديد للجبهة الوطنية التقدمية جملة مآخذ ...وتناس وا
...
-
المشرّع السوري وزيادات أجور العاملين وإعادة التأريخ إلى الور
...
-
-طابا كردستان.-....!!. محمد غانم يتراجع عن تبنيه للقضية الكر
...
-
ما دمت سورياً إذاً فأنت سياسيّ بامتياز ...!
المزيد.....
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|