أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - عيد الحب على الطريقة العربية














المزيد.....

عيد الحب على الطريقة العربية


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 09:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مر فجرا امام باب غرفتها.. استرق السمع.. تناهى الى مسمعه همسها.. فتح باب غرفتها ليضبطها متلبسة.. اختطف منها هاتفها النقال.. تأكد انها كانت على اتصال مع شخص ما.. انهال عليها ضربا ورفسا.. وصل صراخها الى غرفة الوالد والوالدة الذين حضرا لحمايتها.. لكنهما بعد ان عرفوا انها ترتكب جريمة اسمها الحب!! سمحوا لابنهم الفحل ان ينزل بها عقوبة تفوق في بشاعتها الضرب والتكسير ، فقد أحضر هذا الفحل المشبع بروح الذكورية الطاغية ماكنة حلاقة وحلق لها شعرها على الصفر، بعدها تكرم الوالد بنقل المجرمة!! الى المستشفى للعلاج من الكدمات التي لحقت بها على يد شقيقها الفحل.. لم تأخذ القضية مجرها القانوني المفترض، فقد تمت تسويتها اجتماعيا وفق مبدأ "الضحية لنا وكذلك الجاني" .

هذه ليست رواية من الخيال لكنها حادثة جرت في الكويت قبل ايام وتناقلتها الصحف الخليجية.. استوجبت المناسبة سردها، لأنها تكشف لنا الحقيقة الطاغية على غالبية مجتمعاتنا العربية التي لا زالت لا تعترف بالحب كفضيلة وغريزة زرعها الله في عباده، بل جريمة تستلزم اشد عقوبة إذا مارستها الأنثى ..

هذا الشاب الذي تربى في بيئة مشبعة بروح الذكورية و لا تقيم وزنا للانثى ، بل تعتبرها عورة وجالبة للعار ومجرمة إذا ما تجرأت على التعبير عن تلك الفضيلة السامية التي حبانا الله بها والتي بفضلها نتعايش ونتوادد ونتراحم، وفي غيابها نتحول الى وحوش مثل هذا الشاب الذي تعلم من محيطه ان الحب عار وجريمة.. انه هو الآخر ضحية لمنظومة قيم متخلفة لا زالت تسود اغلب مجتمعاتنا، والتي حان الوقت لاستئصالها من الوجود وزرع قيم المحبة في نفوس ابنائنا..

كم كان الموقف جميلا ومتقدما لو ان هذا الشاب دخل في حوار مع شقيقته واستفسر منها عن الشاب الذي استولى على قلبها وطالبها بالتعرف عليه ونصحها بان تكون علاقتها به لأهداف سامية والا تسمح له بالتلاعب بها، بدل تلك المجزرة والاهانة التي انزلها بها والتي ستخلف ندوبا وجروحا نفسية في ذاكرتها نحوه ونحو اسرتها لن تنساها، وربما تدفعها للتصرف بتهور انتقاما لما نزل بها من إهانة وإذلال ، وهي عادة ما تحدث في مثل هذه الحالات..

إنه احتفال عربي بعيد الحب!! وتلك هي واحدة من مظاهر التخلف التي لا زالت تسيطر علينا، والتي لا سبيل للخروج منها إلا بإقامة الدولة المدنية ونشر ثقافة التسامح والحوار واحترام حرية الفرد، ومن خلال سن منظومة قوانين تحمي المراة وتمكنها من حقوقها كافة المادية والمعنوية كإنسان له مشاعر وأحاسيس مستقلة عن الآخرين.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت هربا من الراسمالية المتوحشة
- روفائيل لوزون .. تطهر.. ثم تقدم.
- لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.
- وماذا عن عُريِنَا الفاضح؟!!
- صور فيروزية (1)
- هدية للروح بمناسبة العام الجديد
- الاعتراف بالهزيمة ثم العمل ..أول خطوة لنجاح التنوير
- هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟
- سيف الاسلام رهن الاعتقال..وماذا بعد؟؟!!
- سقط هبل.. هنيئا للبشرية
- أخطر الطوابير طراً ..
- بعد اسقاط الطاغية.. حان وقت معركة بناء الدولة المدنية
- النظم العربية والغرب يدفعان لعرقنة المنطقة
- طرابلس تضع النظام على سكة الرحيل
- علاجات عقيمة لمعضلة عظيمة
- الكرامة وقف على الحكام العرب دون شعوبهم!!!
- واشنطن لا تريد فهم الدرس!!
- النار فوق الرماد..
- تونس .. أين؟!!
- الجنرال بشير يعلن الانفصال المسبق لشمال السودان عن جنوبه!!


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - عيد الحب على الطريقة العربية