غسان شجاع
الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 01:06
المحور:
الادب والفن
أساس هذه المغالطة التي كثيرا مايقع بها حتى المثقفون , هو تأثر الناس وثقتهم بمصدر المنتج, أو مصدر المعلومة , وكثيرا ما نلاحظ ذلك اثناء الحوار, او تقييم نص ادبي, اوفكري, او مناقشة كتاب ما,حيث يدافع احدهم عن فكرةما على اعتبار ان الفيلسوف فلان او الاستاذ فلان هو الذي قالها , وكأن الفكرة قد تحصنت بنسبها الى هذا المصدر , ولم يعد من الممكن معارضتها ؟ ومن يجرؤ بالاعتراض عل...ى فكر ( فلان.....)؟ والعكس بالعكس عندما يكون المصدر غير ذي ثقة بالنسبة للبعض بينما الفكرة التي يقولها صحيحة لاغبار عليها , فان مغالطة المنشأ تظهر ثانية ليقول احدهم : اتثقون بفكر هذا الاخرق لقد عرف عنه كذا...وكذا...الخ
يقال عندما نال طاغور جائزة نوبل جاء قومه ليكرموه فقال:انهم يكرمون التكريم.(اي انهم لم يتذكروه الا بعد الجائزة )
وبالتالي للخروج من هذه المغالطة يتوجب ان تكون صحة الفكرة أو عدم صحتها مستقلة عن مصدرها , ومرتبطة بالدليل الذي استندت اليه,لأن قوة الفكرة تكمن (كما يقال) بالمنطق الذي يزكيها وليس بالأصل الذي ينميها.لذلك خذ الحكمة , وافصل بينها وبين قائلها (سواء قالوا عالم او جاهل _ شريف او وضيع _ نبي أوزنديق _ صديق أو عدو ) كما انه لايضرك ان كان من يحدثك بها مؤمنا فعلا بها أم لا .
لذلك قالوا : الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها .
ليكن مساؤكم مليء بالأنوار المشعة للحكمة , مساء الخير
#غسان_شجاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟