|
لقد ساوا الله بين الذكر والانثى حتى في الارث .. والفقهاء قد طمسوا ذلك
نهاد كامل محمود
الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 14:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد ساوا الله بين الذكر والانثى حتى في الارث .. والفقهاء قد طمسوا ذلك في زيارة لدولة عربية مسلمة طلب مني اتحاد المراة في تلك الدولة ان القي محاضرة للكادر المتقدم تخص المساواة بين المراة والرجل اجتماعيا او دينيا .. وقد اخترت انا الايات القرانية منذ بدء الخليقة والى عصرنا الحالي والتي تبين بوضوح تام ان الله سبحانه وتعالى قد ساوا في احكامه بين الرجل والمراة تماما .. وبما ان الرجل اصبح سيد المجتمع وصاحب الحق دون المراة فانني اعتبر ان ذلك مخالفة لاوامر الله تعالى وليّا او تحويرا او تحريفا لكلامه عز وجل . واليكم ياسادتي القراء الكرام نص المحاضرة التي القيتها في 28/7/2011 .....
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وخلقنا الانسان باحسن تقويم ))
لاحظوا ياسادتي القراء ان الله سبحانه وتعالى يقول (( وخلقنا الانسان )) .. ولم يقل خلقت الرجل والمراة .. انما قال سبحانه (( الانسان )) مما يعني ان المراة (( انسان )) وان الرجل (( انسان )) فهل تجدون ياسادتي القراء فرقا بين هذا الانسان الرجل وهذا الانسان المراة .. انه قول الله سبحانه تعالى وهو قد بدء بالمساواة بين الرجل والمراة .
واليكم ياسادتي الاية رقم 69 من سورة المائدة وهذا نصها
(( ان الذين امنو والذين هادوا والصابئيون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنزن ))
هنا في هذه الاية ياسادتي القراء قد ساوى الله سبحانه وتعالى بين خلقه اجمعين من الذين يؤمنون بالله مسلمين ويهود وصابئيين ومسيحيين وغيرهم ماداموا مؤمنين بالله ويعملون صالحا .. وبديهي ان مفهوم هذه الاية الكريمة هو يشمل النساء والرجال من الذين خصتهم هذه الاية دون اي تميز كما هي امامكم .
واستنادا الى الاية الكريمة اعلاه فانني ايضا اخص بمحاضرتي هذه المراة اينما كانت وباي دين تدين وليست فقط المراة المسلمة فالله سبحانه وتعالى قد ساوا بين الذكر والانثى لعباده الصالحين وليس فقط لعباده المسلمين .
ياسادتي الكرام .. للمراة في كل المجتمعات على الكرة الارضية وعبر التاريخ دور طبيعي في تكوين الحياة البشرية .. فجميع الناس مخلوقين من ذكر وانثى .. ونحن جميعا لا يوجد فينا من يملك صفة الذكورة كاملة .. كما لا يوجد فينا من تملك صفة الانوثة كاملة .. انما كل منا خليط من ذكر وانثى في كل خلية من خلايا الجسم وهذه هي ارادة الله سبحانه وسترونها في الايات القادمة ادناه .. ولكن . نعم ولكن في المجتمعات المتخلفة والتي مجتمعاتنا العربية منها .. نجد ان الرجل يتعالى على المراة .. متصورا انه هو الافضل وانه سيد المجتمع .. وهذا خطأ كبير وخطير ويتعارض مع ارادة الله سبحانه .. وكذلك يتعارض مع التكوين الطبيعي للانثى والذكر .. وان هذه الميزة التي استحوذ عليها الرجل ويشجعها ويرسخها ويروج لها رجال ديننا الاسلامي .. هي السبب الرئيسي في تخلفنا ونبذنا من قبل المجتمعات الاخرى .. فان الذكر والانثى كل منهما يمتاز على الاخر حسب متطلبات ديمومة الحياة ووفق ما اراد الله سبحانه وتعالى .. فمثلا اهم الامتيازات عند الرجل على المراة هي القوة العضلية .. بينما تمتاز المراة على الرجل بان دماغها اكثر وزنا من دماغه بـ خمسين غراما . سنذكر لكم الان الايات القرانية التي توضح ان الله سبحانه وتعالى قد جعل المراة والرجل مساويان لبعض حتى في الارث .. وسابدأ من اول اية خاطب الله سبحانه وتعالى الذكر والانثى حين خلقهما .. فالاية الكريمة رقم 19 من سورة الاعراف هذا نصها :-
(( يا ادم .. اسكن ( انت وزوجك الجنة ) .. ( فكلا ) من حيث ( شئتما ) ولا ( تقربا ) هذه الشجرة ... الخ ))
نلاحظ في الاية اعلاه كيف هي مخاطبة الله سبحانه لادم وحواء بالتساوي وبدون ادنى تمييز .. وهذا كان قبل ان ينزلا الى الارض .
ثم بعد الاية 19 اعلاه من سورة الاعراف نجد ان سبحانه وتعالى في الاية رقم 20 من الاعراف ايضا يقول ..
(( فوسوس لهما الشيطان ))
لاحظوا كيف ان الله يتعامل مع الذكر والانثى بالتساوي مما جعل الشيطان يوسوس لهما سوية .. ولم يوسوس للذكر وحده او للانثى وحدها .. وهذا كلام الله سبحانه وتعالى .
ثم قبل الاسلام كان القوم يفضلون الذكر لانه يساعدهم في الغزو والدفاع .. فكان الذي يبشرونه بمولود انثى يحزن ويرتبك ويغضب .. فماذا قال الله في قرانه الكريم بحق الذين يفضلون الذكر على الانثى منتقدا اياهم ؟؟..
(( واذا بُشر احدهم بـالانثى .. ظل وجهه مسودا وهو كظيم .. يتوارى من القوم من سوء ما بشر به .. ايمسكه على هون .. ام يدسه في التراب .. الا ساء ما يحكمون )) .
لاحظوا في الاية الكريمة اعلاه ان الله سبحانه وتعالى كيف يعتبر ان من يفضل المولود الذكر على المولود الانثى سبحانه يعتبر ذلك امرا سيئا .
ومن الايات الكريمة التي وردت في كلام الله سبحانه وتبين بوضوح تام مساواته عز وجل التامة بين الانثى والذكر ما يلي :-
(( هن لباس لكم وانتم لباس لهن )) البقرة /187
(( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها )) الاعراف /189
لاحظوا ياسادتي الاعزاء ان في الاية الكريمة اعلاه وردت كلمة (( زوجها )) .. وان هذه الكلمة (( زوجها )) تعني الزوج وبنفس الوقت تعني الزوجة .. وهذا معلوم عربيا ومتداول الى يومنا الحالي مما يدل ان الله سبحانه وتعالى لا يفرق قطعا بين ذكر وانثى الا بالخصوصيات التي شاءها هو سبحانه .
ونستمر في ذكر بعض الايات التي تساوي بين الرجل والمراة في كل شيء :-
(( فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر وانثى )) آل عمران /195
وقبل ان اتطرق الى نصيب الانثى في الارث الذي فرض الله ان يكون مساويا للرجل .. ساذكر لكم نص الاية رقم 35 من سورة الاحزاب الذي يبين الله سبحانه مساواة المراة بالرجل في كل خلقه وليس فقط بين المسلمين واليكم نص الاية :_
(( ان المسلمين والمسلمات .. والمؤمنين والمؤمنات .. والقانتين والقانتات .. والصادقين والصادقات .. والصابرين والصابرات .. والخاشعين والخاشعات .. والمتصدقين والمتصدقات .. والصائمين والصائمات .. والحافظين فرجوهم والحافظات .. والذاكرين الله كثيرا والذاكرات .. اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما )) .
لاحظوا ياسادتي الكرام المساواة المطلقة في كلام الله سبحانه بين المراة والرجل سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين .
والان لنرى ما امر به الله سبحانه عن تقسيم الارث (( اي ما يتركه المتوفي للورثة من بعده )) .. حيث حدد الله سبحانه حصة من الارث للانثى وحصة من الارث للذكر بالتساوي وبشكل صريح لا يقبل النقاش وقد فرضها فرضا لا جدال فيه اي انه حكما نهائيا .. وهذا قد ورد صراحة في الاية رقم 7 من سورة النساء واليكم نصها :-
(( للذكر نصيب .. مما ترك الوالدان والاقربون .. وللانثى نصيب .. مما ترك الوالدان والاقربون .. مما قل منه او كثر .. نصيبا مفروضا )) .
هكذا فرض الله سبحانه المساواة في الارث من الوالدين والاقربين بالتساوي بين الذكر والانثى وبامر صارم لا يقبل نقاشا ولا اجتهادا .. حيث قال سبحانه (( نصيبا مفروضا )) .
ان بعض الفقهاء ان لم يكونوا جميعهم .. يدعون خطأ او عمدا .. ان الله قد امر بتقسيم الارث بنسبة (( للذكر مثل حظ الانثيين )) .. والواقع ان هذه العبارة قد وردت في القران الكريم ولكنها لا تخص الارث .. فلو تمعن الفقهاء وحتى غير الفقهاء في كيفية درج هذه الاية في القران الكريم لتيقنوا انها لا تخص الارث .. فمثلا قد وردت هذه العبارة في الاية رقم 11 من سورة النساء بالنص التالي :-
(( يوصيكم ربكم .. ان للذكر مثل حظ الانثيين .. الخ ))
لاحظوا ياسادتي في الاية اعلاه ان الله سبحانه (( يوصينا )) .. اي انه يوصينا نحن الاحياء .. ثم لاحظوا ايضا ياسادتي انه سبحانه وتعالى لم يذكر في هذه الاية (( الارث )) اطلاقا .. مما يعني ان الموضوع هنا لا يخص الارث .. ولا علاقة له بما يترك المتوفي .. بينما الاية رقم 7 / النساء .. يقول فيها سبحانه وتعالى صراحة (( مما ترك الوالدان )) .. اي ان الموضوع يخص التركة التي تركها المتوفي اي (( الارث حصرا )) .
يااعزائي الكرام ذكورا واناث .. ان كانت المراة تطالب بمساواتها بالرجل مثلما امر الله .. فيجب عليها ان تسعى بذكاء وفطنة للحصول على حقوقها المهضومة .. لا ان تخنع ذليلة متباكية وتستجدي حقوقها من الله سبحانه او ممن خلقهم الله .. فالمراة في مجتمعنا مسلوبة الحرية .. ومهانة كانسانة .. وفاقدة حقوقها .. وعليها ان تعلم :-
ان الحرية لا تعطى ..
وان الكرامة لا تمنح ..
وان الحقوق لا تستجدى ..
انما هذه جميعا تؤخذ بجهد جهيد .. وبتضحية متواصلة من المراة ومن الرجال القلة الذين يساندون المراة .. فيا نساءنا الكريمات .. لا تبخسن انفسكن .. ولا توفرن جهدا .. ولا تضيعن فرصة للحصول على حريتكن .. من اجل امتلاك كرامتكن .. ومن اجل استعادة حقوقكن المسلوبة في كل مجالات الحياة في مجتمعنا هذا .
انني ممن يساندون الطفل والمراة .. وعليه فنصيحتي لكن .. ان تتخذن من العلم .. والثقافة .. والتحضر .. وسائل موثوقة للحصول على حقوقكن .. وكرامتكن .. وحريتكن .. فالمعرفة والعلم هما اهم ركائز القوة التي تحقق لكن .. الحرية .. والكرامة . انصحكن بالقراءة قدر المستطاع وليست قراءة محدودة لدين او لحزب او لعلم واحد فقط .. انما عليكن القراءة المتنوعة .. اي قراءة كل ما يقع بين ايديكن من الاراء .. مهما تناقضت فيما بينها .. ومهما تعارضت مع قناعاتكن ومفاهيمكن وتقاليدكن .. واعتقد ان المنظمات النسوية واتحادات المراة هي خير الروافد لافادتكن في هذا المجال . وختاما السلام عليكن والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .
#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نائب اسلامي اظنه ((مجنون)) يؤذن في مجلس الشعب المصري اثناء ا
...
-
عودة الى سلسلة علماء الدين ام اعمياء الدين -6- اسلامنا ليس ع
...
-
نقد لتعليق مروان محمد عبد الهادي على مقال د. كامل النجار الم
...
-
رد على مقال الدكتور كامل النجار تحت عنوان انواع المسلمين وكي
...
-
مقالتك عن الاخطاء والتناقضات في القران وتداعياتها ياوليد بيد
...
-
رفقا ب بيداويد يا وليد حنا بيداويد .. فالاديان مقدسة عند من
...
-
التوراة والانجيل لزاما علينا تقديسهما نحن المسلمون وفق القرا
...
-
بقيت كتب الله المقدسة التوراة والانجيل غير محرفتان وقد نفذت
...
-
اما ان تؤمن بكلام الله او ان تؤمن باقوال الفقهاء المسلمين ال
...
-
تحريف الكلم وحوار مع عبد الله اغونان
-
لا تحريف في التوراة والانجيل انما التحريف عند فقهائنا المسلم
...
-
تعالوا نتعلم .. (( تحويل الخلاف الى احترام وتفهم ومراجعة وحب
...
-
عبد الله اغونان ومقال مجاهدي مذبحة كنيسة سيدة النجاة
-
عبد الله اغونان واخطاء الفقهاء
-
لم يرد حجاب الراس في القران ومغالطات الشعراوي في تحريم الخمر
...
-
الى مجاهدي مذبحة بيت الله كنيسة سيدة النجاة الابطال (( انا ش
...
-
عدم ذكر الحجاب في القران واكاذيب الشعراوي في تحريم الخمر / م
...
-
تداعيات لم يرد ذكر حجاب الراس في القران اطلاقا
-
مغالطات الشعراوي – اجابة تعليق عبد الله اغونان – محلق رقم 2
-
مغالطات الشعراوي –اجابات التعليقات- ملحق رقم 1
المزيد.....
-
لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
-
“هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024
...
-
“شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال
...
-
قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
-
بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
-
السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
-
مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول
...
-
المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي
...
-
المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
-
بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|