|
حكماء لا أمناء
عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)
الحوار المتمدن-العدد: 1073 - 2005 / 1 / 9 - 09:49
المحور:
القضية الفلسطينية
دعوة عامة قبل الخوض في الموضوع أتوجه بدعوتي العامة هذه لكل مثقف ديمقراطي في فلسطين والشتات أن يرفع صوته عاليا في وجه من يقزمون قضيتنا ويحولونها إلى إقطاعيات عاقر لا تنجب سوى التراجع والمناكفة والهرطقة، إلى كل مواطن فلسطيني يشعر بانتمائه للغد والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، لا تصفقوا للكذب وقولوا لهم في وجوههم أن كفى، كفى أيها السادة فانتم تتلاعبون بمصيرنا، ومن حقنا أن ندافع عن أحلامنا وآمالنا التي تحطمونها بتمترسكم تحت ظلام دكاكينكم الخاصة.
الموضوع: قبل أن تأتي نتائج انتخابات الرئاسة الفلسطينية بالمستور إلى العلن، وقبل أن تبدأ موازين الذهب الفالصو بقياس الأحزاب والقوى من خلال أرقام الناخبين، وقبل أن يدعي من يرغب بالادعاء بأنه الأقوى، وقبل أن يتمكن احد من الاستظلال بمظلة احد أو أن تدعي جهة ما بأنها لم تشارك بالتصويت وبالتالي فان كل من لم يذهبوا للمشاركة يمثلوا موقفها، أرى من الواجب استباق الأمور ووضع النقاط على الحروف لكي لا نعتمد على تحليلات هلامية قد تأتي. من هذه الحقائق التي يجب لفت الانتباه لها والتي اعتمد عليها بان تعداد ورق الانتخاب في الصناديق لا يعني مؤشرا لشيء: 1- في الانتخابات التشريعية السابقة شارك بالانتخابات حوالي 75% من أصحاب حق الاقتراع، فهل كان من قاطعوا الانتخابات آنذاك يمثلون كل أطياف المعارضة الفلسطينية بيسارييها واسلامييها. 2- إذا كان الأمر كذلك فأين ضاع هؤلاء المؤيدين في الدعة للتسجيل للانتخابات الحالية والتي شاركت بها كل الأحزاب والفصائل على الإطلاق اللهم إلا حزب التحرير الإسلامي فكانت النتيجة أن شارك بالتسجيل ما نسبته 70 – 75% من أصحاب حق الاقتراع فهل كان من امتنعوا من مؤيدي حزب التحرير. 3- أين ذهب أل 25% الذين لم يشاركوا في الانتخابات الأولى ولماذا لم تصبح نسبة المسجلين للانتخابات الحالية 100%. 4- إن الدعوة للمقاطعة في الانتخابات الأولى جاءت من ماسمي آنذاك بالفصائل العشرة برمتها وان الدعوة للتسجيل جاءت منهم ومن أصحاب اوسلو مجتمعين والنتيجة كانت واحدة فهل هذا يعني مثلا لا قدر الله أن الفصائل العشرة صفر في التأييد وان الشارع بكل ما فيه مؤيد مطلق لاوسلو وان الانتفاضة لا يمثلها احد. 5- إذا شارك في الانتخابات الحالية أيضا 70% فهل سنجد من يقول أن المقاطعين يمثلون موقفنا والذين استجابوا لدعوة التسجيل هم مؤيديهم وصوتوا، غدا سيكون الحساب مختلف كليا وسيشارك في الانتخابات من لم يسجلوا وقد يقاطع من سجل، والجميع يعلم ان هناك من سجل لصالح انتخابات البلديات وهناك من سجل لصالح التشريعي وهو قطعا غير معني بالرئاسة لأسباب مختلفة. ما قصدته في مقدمتي هذه ليس التعداد وإجراء الحسبة التي تفوح روائحها ألنتنه من كافة استطلاعات الرأي بل لأتوجه مسبقا لأصحاب التيار لديمقراطي ومرة أخرى بدعوتي لهم أن يستذكرا الشعار القائل ( الحقوا حالكم) قبل فوات الأوان وبدء كل طرف منهم بتحيير النتائج على هواه ووفق ما يمكنه استحداث تبريرات وقراءات لا معنى لها إلا تضخيم ألذات زورا وبهتانا ولذا أتوجه لهم مباشرة ومن دون حجاب: أيها السادة الأفاضل قادة وكوادر وقواعد قوى وفصائل التيار الديمقراطي الفلسطيني: انتم الآن على منعطف حاد في مستقبلكم ومستقبل أدائكم واستعداد جماهيركم للتعاطي معكم أو الاستماع لكم أيا كانت السيمفونيات التي ستجدون الفرصة للعزف عليها، الحالة الفلسطينية الآن بامكانها أن تحتمل وجودكم طرفا ثالثا وليس مائة طرف لا يتقن إلا التفريخ ألفاضي المضمون ولا يتقن إلا الأسماء واليافطات وصحف هزيلة ومكاتب مظلمة لا ترى الشمس ولا يزورها احد من الناس وقد يكون من يعرف أسماء بعض القوى من الجمهور والأعضاء معا لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. إلى متى أيها السادة سيبقى هدفكم ينصب على دفن رؤوسنا بالرمل كي لا نرى الحقيقة التي لا تخفيها كل غرابيل الهرطقة اللغوية وفصاحة القول، بعضكم يكاد يحتفل بعيد ميلاده المئوي وبدل أن يتطور ويستأثر بالأغلبية الشعبية المسحوقة والمقهورة نراه يتناقص تدريجيا ويخسر معاقلة والآخر يعيش في نرجسية لا تغني ولا تسمن من الجوع وآخرون يكتفون بان دكاكينهم توفر لهم مصدر دخل ثابت ووجاهة قوم تستخدم عند الحاج وهو يتأرجح بين اليمين واليسار وما بينهما حسب العرض والطلب وحسب السوق الرائج دون أن يجني من تارجحه سوى فرصة صغيرة أمام كاميرا تلفزيونية هنا وهناك أو خبرا صغيرا في زاوية صغيرة على صفحة داخلية في صحيفة مغمورة لا يقرأها احد هذا إن كنتم قد أبقيتم في أوساط شعبنا من يهتم بقراءة ما تعودوا أن لا يكون له علاقة بالواقع أو حياتهم أو ظروفهم أو الصدق من قريب أو بعيد. أيها السادة الأفاضل الساحة الآن ليست لكم ولا تعلنوا فرحكم لأنكم كسبتم عضوا عنا أو اثنان هناك في مجلس بلدي أو في مجلس طلبة فالأمر لا يساوي شيئا للأسباب التالية: 1 – إن الانتخابات البلدية والقروية في بلادنا تعتمد النظام العشائري أولا ولذا فلو راجعتم من تمكنوا من الفوز من مناصريكم مراجعة صادقة مع ألذات ونقدية حقا لاكتشفتم أن عائلتهم هي التي أهلتهم لهذا الفوز وليس انتمائهم لكم. 2 – انتم في انتخابات البلديات لم تقدموا أنفسكم ببرامجكم السياسية والأيديولوجية بل قدمتم أنفسكم بقوائم عشائرية ومع ذلك لم تحصلوا على أكثر من عضوين في أي من البلديات التي جرت فيها الانتخابات بما فيها مراكز عرفت تاريخيا بأنها معاقل اليسار. 3 – في الجامعات انتم تراجعتم كثيرا بدل أن تتقدموا وتحرزوا انتصارات جديدة وبدل أن تشكلوا مجالس هذه الجامعات كما فعلتم في السبعينات بتم تحتفلون بالحصول على المقعد اليتيم أو المقعدين التوأمين. 4 – لو مرة واحدة فقط اتفقتم على خوض الانتخابات بقائمة موحدة لكنتم اكتشفتم كم هو الفرق بين وحدتكم وتفرقكم ولو أعدتم قراءة انتخابات المجالس البلدية وحسبتم ما حصلتم عليه من أصوات وناقشتم وحدتكم كبديل لاكتشفتم حجم جريمتكم ولو عدتم إلى نظم التحالفات التي تديرونها لا كتشفتم حجم العداء الذي تكنوه لبعضكم. 5 – انتم تتصرفون أحيانا كثيرة بعنجهية لا معنى لها معتقدين أنكم الأفضل والأحسن وإنكم وحدكم من تستحقون الفوز بالأغلبية وان العيب في الجمهور وليس بكم. أيها السادة الأفاضل انتم وحدكم من تعيشون الحلم النرجسي وكل يعيش حلمه على هواه متعارضا وبشكل قسري مع حلم الإطراف الأخرى بل إن الأمور بينكم تصل حد تفضيل الحالف مع الآخرين بدل اللقاء فيما بينكم والأمر يكاد يصل بنا حد القول إن علاقتكم باليسار والديمقراطية وجماهير الفقراء لا يعدو كونه كلاما إنشائيا لا يساوي الحبر الذي كتب فيه، فالعيب إذن أبدا لا كان ولا سيكون بالجمهور بل بآليات عملكم وفرقتكم وتمترس كل منكم حول قناعات عن عظمته وأحقيته بقيادة هذا التيار من باب الرضى عن ألذات وليس أكثر. أيها السادة الأفاضل قد تقراون رسالتي ونتائج الانتخابات قد الرئاسية قد ظهرت أو بعد أن تكونوا قد أعددتم البيانات التضليلية التي تثبت أنكم الأقوياء وتقرأ النتائج على عكس واقع الحال أبدا. كيف ستكتبون وماذا ستفسرون الفوز الساحق الذي يحققه مرشح حركة فتح محمود عباس وهو لم يرفع شعارات تصعيد الانتفاضة ولا تصعيد واستمرار المقاومة ولا رفض التفاوض من أين ستأتون بأرقام تقدمونها لمؤيديكم أنكم الأفضل والأقوى وانتخابات الرئاسة ليست عشائرية بل سياسية مائة بالمائة وسيكون الاختيار قائما على الموقف السياسي والبرنامج السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
أيها السادة الأفاضل: لست اكتب من برج عاجي ولا من منطلق المناكفة أو الحقد على أي طرف منكم بل من أرضكم ومن ملاعبكم ومن إحساسي أنكم تجرمون بحق كل أولئك الذين يحلمون يوما بان تتوصلوا لأي شكل من أشكال الاتفاق ولقد حرصت أن أغيب أسماء الشخوص والقوى حتى لا يفهم من كلامي أن جهة ما أفضل من الأخرى بقصد مساواة الجميع في ندائي. اتفقوا وحاولوا أن تجدوا آليات ما لتنظيم العلاقة فيما بينكم، فلماذا لا تقومون بإجراء انتخابات داخلية لتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية عريضة على قاعدة التمثيل النسبي التي تتمنونها وليقد هذه الجبهة صاحب الحظ الأوفر، فبامكانكم إجراء انتخابات نزيهة وحرة وديمقراطية لأعضائكم لاختيار قيادة لهذه الجبهة تمسك دفة الأمور مع ترك الحرية لأطرها المشاركة في حرية العمل المستقل، اتفقوا ولو في سبيل أن تكتشفوا أولا كم كنتم ستكونون أقوياء ومؤثرين أن توحدتم ولو في الانتخابات، وبعدها ليكن ذلك محفزكم الحقيقي على تحقيق شكل أرقى من أشكال العمل المشترك. أيها السادة الأفاضل: أبدا لن يرحمكم التاريخ وأبدا لن تسجل لكم الأجيال القادمة أدنى اعتبار إن انتم بقيتم متمترسين في داخل خنادقكم الهشة، فاخرجوا للفضاء الرحب لحيث جمهوركم واسمعوا الرأي واستجيبوا فلن تدوم لكم كرسي ولن تدوم لكم دكاكين وانتم لستم مخلدون فماذا ستخلفون للأجيال القادمة. إنني أتوجه بندائي هذا إلى أمناء وقادة القوى الديمقراطية جميعا دون استثناء أحد أن كفاكم نوما على كراسيكم فلا فرق بينكم وبين أي رئيس عربي على الإطلاق فإما أن تحولوا أحزابكم إلى ممالك وتورثوا مناصبكم لأبنائكم أو بناتكم أو زوجاتكم أو تتنازلوا لتصبحوا حكماء هذه المسيرة وآباءها الروحيين ونسجل في التاريخ الفلسطيني من تنازل للصالح العام. أيها السادة الأمناء والرؤساء وأعضاء اللجان المركزية والمكاتب السياسية الذين تيبست أطرافكم من الجلوس في أماكنكم ألا تعتقدون أن النساء الفلسطينيات كما العربيات قد ولدن من هم قادرين على الجلوس في الكراسي المطوبه على أسمائكم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، انتم يا أصحاب شعارات الديمقراطية والرأي والرأي الآخر والتدوال السلمي للسلطة ألا ترون أنكم الأعداء الأوائل لشعاراتكم هذه، انتم يامن ترفعون عقيرتكم بالصراخ في وجه أصحاب الحقيقة المطلقة ألا ترون أنكم أصحاب تكريس هذا الفكر قبل غيركم. ترى إلى متى ستبقون مصرين على تمزيق أحلامنا وتدمير كل الفرص ألممكنه للخروج من أنفاق دكاكينكم المظلمة نحو النور، نحو إرادة الناس، ألا يحق لنا أن نصرخ من الأعماق، أن نرجوكم، نتوسل إليكم يكفيكم قيادتنا من هزيمة إلى هزيمة ومن مهزلة إلى مهزلة ولا تتحدثوا أبدا عن النموذج ألتبريري لهزائم الأنظمة العربية ولا عن الالتصاق بالكرسي فانتم أسياد كل هذه المدارس بلا منازع أبدا.
#عدنان_الصباح (هاشتاغ)
ADNAN_ALSABBAH#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ايها الديمقراطيون اتحدوا
-
الإعـلام وحماية حقوق الانسان
-
بصدد أولويات الأعلام الفلسطيني
-
لكي لا تقولوا فرطوا
-
غاندي ومهمة فحص العتاد
-
مذبحة صالح بلالو
-
دولتان بلا حدود
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|