جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 11:49
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الهويات الرئيسية و الثانوية
كلما زاد احتكاك الشعوب و القبائل و الطوائف زاد تعدد الهويات و تشعبها و لكننا نستطيع تقسيمها الى هويات رئسية و ثانوية:
الهويات الرئيسية التي هي العرقية و اللغوية و الجنسية
الهويات الثانوية التي هي متعددة جدا تتصدرها الهويات الجماعية كالهوية الدينية و الثقافية و الاجتماعية (طبقة الاغنياء و الفقراء و الكبار بالعمر الخ) و هويات فردية يتميز بها الافراد كميزة خاصة بهم سواء كانت من ناحية اللبس و الاكل و درجة الصدق و الكذب و اللغة التي تستعملها او ملامح الوجه و الحالة الاجتماعية و المالية اي انها خليط من جميع الهويات السابقة.
الهوية الجنسية (بين المرآة و الرجل) هي الوحيدة التي سلمت من التلوث نوعما لحد الان لاهميتها في حياة الانسان لان التميز بين الجنسين و وظائف كل منهما بقت كما هي دون شوائب رغم تطور العلم و علم الجينات و اطفال الانانيب و غيرها من التداخلات البشرية و زواج مثلي الجنس. لا حظ ليس المقصود بالتلوث فقدان النظافة هنا.
اما الهويات الرئيسية الاخرى كاللغوية و العرقية فهي تخضع لعملية ديناميكية كبيرة كفيلة بان تغيرها لدرجة لا نستطيع مثلا فهم نفس اللغة لو رجعنا الى الوراء بضعة مئات من السنين دون الاستعانة بترجمات و تفسيرات و لا نستطيع ان نفرق بين الفرنسي و الالماني و الافريقي بسبب التزاوج و التعايش و الهجرة و عقود العمل فمثلا يمكن ان ترى ضمن المنتخب الانجليزي لكرة القدم افريقيين من دول متعددة و ان المجتمع الامريكي لافضل مثل على هذا الخلط التدريجي و الدفع باللغة الانجليزية لتصبح اللغة العالمية الوحيدة.
المشكلة هنا هي ماذا نعمل اذا تلاشت هويات رئيسية كانت مهمة لحد الان كالهوية اللغوية و العرقية؟ و ماهي الهوية الجديدة التي سوف تطغي على بقية الهويات لاننا و بعالميتنا قل لدينا الاختلاف و زاد التشابه فهناك افريقي او ارمني او عربي قد يسمى بـ Harry Smith و هناك امريكي قد يسمى (محمد علي) و اصبحت ملابسنا و موسيقانا و طعامنا متشابها ايضا و في اوربا اصبح اليورو عملة واحدة لدول كثيرة؟
و السؤال هو هل الانسان بحاجة الى هوية جماعية في مجتمع عالمي و انفرادي في نفس الوقت؟ و ماذا تكون قيمة الهوية اذا زاد نفوس سكان الارض و زادت المشاكل الاقتصادية؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟