أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - رسبوا في الجوع و تألّقوا في الحريات














المزيد.....

رسبوا في الجوع و تألّقوا في الحريات


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 23:28
المحور: كتابات ساخرة
    


تونس في السنة أولى حكومة مؤقتة ..لا أحد يعلم متى ينتهي التوقيت ..بعد أن أدمنوا على الوعود المؤبدة. .رسبوا في الجوع و تألقوا في الحريات و أخطئوا عدد الشهداء ..أخطئوا في عدّ الأصوات و المقاعد و المنهزمين و الأحزاب و الأموال التائهة عن أصحاب الحقّ ..أخطئوا عدد البطّالين و عدد المتسولين و عدد الأحياء و عدد الموتى و عدد الذين بين بين ..و حين وصلوا الى عدد الجرحى والشهداء والأحياء أُصيبوا بالنسيان..
لا أحد يعلم بالضبط عدد الذين استشهدوا قبل ذبح الشاة و بعد سلخها و أثناء اقتسام أعضائها ..قالوا "لن نغلق القائمة إلا بعد أن يستشهد العدد الباقي "..و أجهد الشعب نفسه .. فاحترق بعضهم ثانية وثالثة ورابعة ..مناصفة بين الذكور والإناث... بلهيب الجوع و شراسة الكرامة ... وفاء لأولي الأمر..و سلام عليهم يوم يُبعثون بلا مناصب و لا حقائب و لا ملابس غربية و لا سيارات دبلوماسية مدفوعة البنزين ..و حين لبّى الشعب نداء الشهادة بعد رسوبه في الثورة ..و احترقت أجساد أخرى.. خجلت جرائدنا و شاشاتنا من ذكرها ..كانت من قبل في عهد الاستبداد المنصرم تحرمنا من المعلومة الصحيحة بالتصفيق البنفسجي ..أما اليوم، بعد الرسوب في الثورة، فقد صارت تعاقبنا بضجيج الأحزاب وترجمنا بصناديق الاقتراع الفارغة... لأننا سبقناها في كل مرة إلى معرفة ما يقع لنا أو علينا، لا فرق،...كلّنا تونسيون....فسامح الله ملوكنا وخلفاءنا وأصهارنا من المحيط إلى الخليج...ومن يحرّم الأخبار وهي حلال...ومن يبيع أرواح الشهداء في سوق ليبيا... ومن يستثمر في الأرواح وهي رميم ..
ولا ننسى طبعا كل من ذهب إلى القصرين مشكورا.. محمّلا بأطنان من الوعود الديمقراطية والخطب الانتقالية والعدالة الوقتية...فلم يجد الأهالي العزّل أية آداب للضيافة غير تقديم صور أبنائهم الشهداء...الذين ظلّت أرواحهم تخيّم على المكان في انتظار قصاص لم يأت بعد...يومئذ رسب الجميع في الثورة...واعتذر الشعب عن مواصلة الرقص في المقابر...
وفي اليوم الموعود، اكتسحت الأعلام السوداء الشارع الكبير...و أدرك أحرار تونس يومها لماذا هجرت العصافير تمثال ابن خلدون ..ولماذا صار الاحتجاج تهمة يوم عيد الثورة...ولماذا انسحب الشهداء من المدينة التي ماتوا من أجلها...وصار الثوار غرباء في ساحة ثورتهم...ولماذا انتصبت حكومة شرعية جدا...تريد هذه المرة أن تمتلك القصر والشارع معا...وألاّ تترك للشعب غير الدعاء ...أو الاتهام بأن يساهم في توسيع ثقب الحداثة والأوزون...ويعرّض مصالح البلاد والعباد إلى خطر المعارضة للمعارضة...ويقف حجر عثرة أمام استفادة شعبنا من الديون الشقيقة والدراهم الصديقة...يومها قالوا: لقد صارت الثورة تقدّميّة أكثر من اللازم...وبات الشعب خطرا على مصير الأمة...أدام الله عزة المؤمنين...وكفانا شرّ السافرين...
وتساءلت السافرات بكل براءة: هل ستظل تنعق الغربان فيها أم سيعود الحمام ؟ ..و حين يصير علم تونس الجميلة أقلّ الأعلام رفرفة في سمائها... حينها يندم الجميع على اتيان فعلة الثورة ..غفر الله ذنب من سرق ثورة الجياع من الجياع بكل شفافية...و لعن الله من ركب على ثورة الكرامة...وحمى الله حكامنا من شر الاعتصامات التقدمية في المعامل والطرقات والكليات...الخلفية، وكفاهم مؤونة الاحتجاجات...الشيوعية، حتى يهنئوا بالحكم...والحقيبات...ورزق الله شعبنا الطيب جميل الصبر والسلوات...وكثيرا من الفتيان والفتيات...حتى يواصلوا رمي الجمرات وتدريب الحياة على مزيد من الثورات....آمين...يا رب التونسيين...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألف قتيل ...
- غزل مُؤقّت
- هل علينا أن نخاف من الحريّة ؟
- وعود لعائلات الشهداء ..مع صحن مرطبات ..
- عيون القرنفل
- زهور جهنّم
- هل أتاك حديث الرئاسات الثلاثة ؟؟
- أيها المتسول الثوري ..هل أنت سلفي أم علماني ؟
- كم عطّلوا من مستحيل ؟؟؟؟
- رقص على الأكاذيب
- جمّدوا الوقت سريعا ...
- لؤلؤة شرقية
- من نصيب من هذا الشعب ؟؟؟
- الصاعقة الأرجوانية ...
- حقيبتان ..عفوا..لكل النساء
- سأدمر كل يوم صنم ..
- أنت أقليّة ..سواء كنت ذكرا أم أنثى
- يا طواسين القيامة
- قصيدة الغليون .
- سأمنح للنوارس أجنحة..


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - رسبوا في الجوع و تألّقوا في الحريات