حكايات من زمن البسبس ميو...14

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 22:44
المحور: كتابات ساخرة
    

اتفق السيد(ط)عضو مجلس..... مع احد اتباعه ان يسبقه بحضور مجلس الفاتحه المقام على روح احد الوجهاء حاملا معه مبلغ لا باس به لغرض دفعه الى (المهاويل) الذين يحضرون مثل هذه المناسبات (يمدحون ويردحون ويقبضون) ,كما اتفق معه انه سوف يصل قبل موعد الغداء بوقت قليل مرتديا الزي العربي واوصاه ان يذكروا اسمه في اهازيجهم مع الاشاده بنسبه وحسبه والاشاره الى منجزاته (التي لا حصر لها طبعا) , اما عن سبب التوقيت فهو كثره الحضور عاده في وقت الغداء وهو المطلوب (لكي تذيع شهرته ويصبح حديث الناس) وهذا ما سينفعه في الانتخابات القادمه على حد تصوره ,ذهب (التابع) الى حيث يقام مجلس الفاتحه ولاحظ السرادق الثلاث والبيارق العديده واربع مهاويل يتناوبون الاهازيج ويشدون المعزين وبخبره التابع عرف ان احدهم كان هو الاكثر قبولا من قبل (الجمهور) اذ ان التجاوب معه واضح حين (ينزل الميدان) فتكثر عبارات الثناء عليه (لاعاب حلكك) و (يسلم راسك) وسواها من العبارات ترددها الحلقه المحيطه به بعد كل اهزوجه يؤديها, قرر (التابع) في سره ان يتفق معه على ما اسره به السيد(ط) من حيث موعد وصوله المتوقع والزي الذي يرتديه وذكر له اسمه الكامل اذ لم يكن هذا المهوال قد التقى السيد(ط) قبل اليوم كما عدد له مناقب الرجل وكرامه محتده وطيب شجره انسابه ....الخ, وعلى طريقه المهاويل في هذا الزمان رتب الرجل في ذاكرته مفردات حشر بينها الاسم واسماء الاباء وتاريخهم (الحافل) ومنجزات القادم الكريم ,وخزن في ذاكرته كل ذلك في خمسه مقطوعات قرر ان يؤديها حال نزول الوافد الكبير من سيارته التي عرف لونها ومواصفاتها والعدد التقريبي لافراد الحمايه والمرافقين مما سيسهل عليه التعرف على المسؤول الكبير وينشد بين يديه (ويقبض اعطياته الدسمه) كما وعده التابع (فالمبلغ يستاهل التعب) ,ظل الرجل يرصد بطرف عينه المدخل المتوقع لمقدم (الموعود ) لاحت السياره المطابقه للمواصفات تتبعها سياره
(بيك اب )تحمل عدد من المسلحين ,نزل منها السائق (الافندي) ومعه رجل يرتدي اللباس العربي فركض المهوال نحوهما واطلق صوت استدعاء (حلقه الرداحين) التي تبعته بسرعه فائقه والتف الجميع حول الرجل ذو اللباس العربي واخذ المهوال يردد (مقطوعاته) الخمسه امام القادم (المذهول) من هذه المدائح ,ووسط حاله من الحياء والمفاجأه كان يرفع يده اليسرى محييا بينما كانت يده اليمنى تمتد بموازاه جسمه تحت العباءه الشتويه حتى ظن من رأوه على هذه الحاله انه مشلول اليمين .وعند (المقطوعه) الرابعه ذكر اسم السيد (ط) وما ان سمع (التابع) اسم سيده حتى قفز من احد السرادق حيث كان يجلس , متجها بسرعه صوب حلقه (الردح) املا ان يرى سيده مبتهجا بحسن صنيعه وتدبيره وحين وصل الى الحلقه تفحصها فلم يجد له اثر ولاحظ المهوال يتوجه لشخص اخر ليطلق اخر مدائحه الخمسه ,طار صوابه وصاح (موهوه موهوه ) توقف المهوال فجأه عند منتصف المقطوعه وانفضت الحلقه من حوله , وتوجه الرجل الخطأ نحو احد السرادق واختار لنفسه مقعدا وسطا ووضع الى جانبه ما كانت يده اليمنى تحمله تحت العباءه وهو (خرج) وضعت فيه مكبره صوت تعمل بالبطاريه مما كثر استخدامه في هذه الايام من قبل بعض متصيدي المناسبات الحزينه,وخارج السرادق لوحظ موكب السيد (ط) وقد وصل بعد ان انفضت الحلقه ولم يستطع (المهوال ) رغم الحاح التابع ان يطلق الاهازيج احتفاء بمقدمه,كونه ما زال تحت ضغط الموقف الحرج الذي تعرض له ولكونه لن يعيد نفس الاهازيج التي قالها قبل دقائق ولا يستطيع ان ينسج غيرها بهذه العجاله ولانه لم يبلغ زملائه الثلاثه ـ ان صحت كلمه زميل في مثل هذا الموقف ـ لم يخبر المهاويل الثلاثه الاخرين اراد ان يحظى( بمكرمه الوافد) وحده,نظر السيد (ط) لتابعه نظره ملؤها الغضب فالامور لم ترتب كما اراد , ورغم ارتباك (التابع) وتلعثمه لم تبدر من السيد اي علامه تسامح او عفو ولان الموقف لا يسمح له بشرح ما حصل شرب كاس الغم وحده, ضاقت به الدنيا بعد ان شعر انه لم يقدم ما يجب ان يقوم به لولي نعمته, اختار السيد (ط) اوسط السرادق حيث كان يجلس صاحب (مكبره الصوت) وحين دلف وجد شخص يتوسط المجلس يطلق صوته الرخيم عبر مكبره الصوت بأناشيد حزينه استلهمها من واقعه الطف مختارا ما يتناسب مع المناسبه ,لم يؤدي السيد (ط) السلام ولم يحظ بالاستقبال المناسب فكما جرت العاده لايجوز السلام مع وجود (روضخون) يؤدي واجبه الديني , كما ان الجلاس لن يستقبلوا اي وافد , نجح التابع اخيرا بتوجيه عنايه اصحاب المأتم لسيده فطلبو منه ان يرافقهم الى السرادق الاخر حيث يجلس الوجهاء والمسؤولين , وهناك وجد (ك) الذي يقل عنه في سلم المسؤوليه يحف به الناس وقد نسوا مصابهم وركزوا مطالبهم بـ (شارع سبيس) و( محطه تصفيه ماء)... الخ والرجل يوعدهم بتفهم ما تقدموا به مؤكدا انه سيدرس ذلك .عرف ان (ك) قد اتقن اللعبه واجاد الاختيار فأثار حوله الاهتمام وها هو محط عنايه الناس المشدودين الى وعوده (وما اكثر الوعود الكاذبه التي يطلقها امثال هؤلاء الناس في مثل هذه المناسبات)تضاعف شعور السيد (ط) بالغم والالم فهو لم يقصر في بذل المال وترتيب الموكب واختيار الزي المناسب لكن الرياح لم تات بما اشتهت سفنه الطموحه,وقد بدا لكل ناظر متبصر وكأنه يردد في سره (لاحظت برجيلها ولاخذت سيد علي)

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات