أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الطّفلة الذكيّة - قصّة للأطفال














المزيد.....

الطّفلة الذكيّة - قصّة للأطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


أوقف ابو أمير حافلته الصغيرة ، المُلوَّنة بأجمل الألوان ؛ أوقفها في ساحة بيته وأقفلها " بكبسةٍ" من مِفتاحه، بعد أن أوصل الطّلاب الصغار أبناء صفّ البستان الى بيوتهم عائدين من المدرسة،فهو يعمل في نقل الطلاب الصِّغار الى المدرسة صُبحًا ويعيدهم بعد الدّوام الى بيوتهم.
إنّه يُحبُّ الأطفال محبّة كبيرة ،وعلى الأخصّ البراءة في حديثهم وعيونهم، وكثيرًا ما كان يُردِّد: " يا ليتني أعود طفلاً مثلهم لا همًّا ولا غمًّا".
كان الفصل ربيعيًّا والجوُّمريحًا ، وكانت الساعة تقارب على الثانية بعد الظهر، وهو موعد تناول طعام الغداء مع زوجته وطفلته الصغيرة " محبّة" ذات السنتين والمملوءة بالبراءة وخفّة الظلّ.
كم يحبّ ابو أمير الدّجاج المُحمَّر وحساء الخضراوات ، وهو موعود بمثل هذه الوجبة اليوم ، فقد أخبرته زوجته صباحًا أنّ غداءه سيكون دجاجًا مُحمَّرًا.
دخل ابو امير الى البيت مُسرعًا وأذا بزوجته ما زالت منهمكة في اعداد الطعام، فتأفّف شاكيًا ، فطمأنته زوجته الى أن الطعام سيجهز خلال دقائق معدودة فلا حاجة للتأفُّف.
جلست العائلة الصغيرة الى مائدة الطعام ، وأخذوا يتلذذون باحتساء الشوربة وأكل المُحمّر الذي يُحبّون.
وبعد ان انتهى ابو أمير من تناول غدائه ، غسل يديه ووجهه وجلس على الكنبة ليطالع صحيفة اليوم ، في حين دخلت الزوجة الى المطبخ لتحضّر القهوة.
وما هي الا لحظات حتى رنّ جرس الهاتف ، فقام إليه ، وقبل ان يصله سمع صوت زامور حافلته يُزمِّر بشدّة، فجمد في مكانه ...إنّه زامور حافلته وقد اقفلها فمن يا تُرى... ؟!! ألعله نسيَ ....؟!! وضرب بيده على جبينه: "يا ساتر أستر ".
ترك ابو أمير الهاتف يرنّ وأسرع الى الحافلة ليجدَ " رفيف" الطفلة الصغيرة تقف بجانب المقود وهي تضغط بقلق على الزّامور...
لقد كانت المسكينة نائمة ونزل الطلاب ولم ينتبه اليها أحد.
فتح السائق باب الحافلة بسرعة واحتضن رفيف وأخذ يعانقها ويُقبّلها وهو يلوم نفسه: " كم أنا آسف يا صغيرتي ..وكم أنت رائعة وذكيّة..منذ الغد سأفتّش حافلتي قبل اقفالها مقعدًا مقعدًا".
حمل ابو أمير رفيف والخجل يملأ كيانه ، ودخل بها الى بيته وأذا بزوجته تقول له : أين أنت يا رجل ، لقد اتصلت أمّ رفيف تسأل وتستفسر عن ابنتها قلقةً، فابنتها لم تعد بعد من المدرسة رغم عودة جميع الطلاب.
وما إن رفعت الزوجة رأسها حتى شهقت قائلة : " ألعلّ هذه هي رفيف ؟ ألعلّك نسيتها في الحافلة؟
فقالت رفيف بلغتها الطفوليّة البريئة : لقد كنت نائمة.
ركض ابو امير وهو يحمل رفيف الى دكان قريب واشترى لها دُبًّا أحمرَ جميلا واعطاه لرفيف ثمّ توجّه الى بيتها القريب ليجد امّها تقف في الخارج تنظر هنا وهناك بقلق، وما أن رأتهما حتى صرخت : أين كنت يا صغيرتي ؟!
اعتذر ابو امير بشدّة وأخبر الأمّ بالقصّة ووعدها ان لا يعود ويفقل باب الحافلة مرّة أخرى قبل ان يتفقّدها مقعدًا مقعدًا.
عانقت ام رفيف ابنتها بشدّة قائلة : قبلت اعتذارك ولن اخبر احدًا غير زوجي شريطة ان تفي بوعدك.
هزّ أبو أمير برأسه خجلاً وقال : وعدت وسأفي.
عاد ابو امير الى بيته مسرعًا يلوم نفسه ، فوجد وحيدته الصغيرة محبّة تنام في هدوء ، فقبّلها بحنان وهو ينظر اليها طويلاً طويلا.

ومنذ ذلك اليوم لا يقفل ابو أمير باب حافلته الصغيرة المُلوّنة قبل ان يتفقّدها مقعدًا مقعدًا.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرّبيع العربيّ الباهت
- الشّبل الجبان - قصّة للأطفال
- دمك دوائي- ترنيمة
- خليل وكيس الحلوى....قصّة للأطفال
- موّاويل
- طفل السّما طلّ
- فيروز ... أغرودة الشّرق
- الصّافي ...زمجرة الشّموخ
- الخير لَ قدّام
- النّيلُ لو حكى...
- بالمُدرّعات يا راجل !!!
- صِنّين أن حكى
- ظالم أنا
- رِفقًا بكِبار السِّن
- حلمي ورد
- شرَف العائلة للمرّة المليون
- ارفعوا الظُّلم
- سرقوا الثورة ...
- جواز السَّفَر دماتو
- كابري (سماء على الأرض )


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الطّفلة الذكيّة - قصّة للأطفال