أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - آساطير ألأولين- خلق الكون















المزيد.....

آساطير ألأولين- خلق الكون


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 11:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


((في تلك ألأزمان ألأولى. لم يكن سوى المياه))...... أسطورة بابلية.
((في ألبدء خلق ألله ألسموات وألأرض وكانت ألأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح ألله يرّف على وجه المياه))......ألتوراة-سفر ألتكوين-1.
((وهو ألذي خلق ألسموات وألأرض في ستة أيام وكان عرشه على ألماء))......قرآن كريم- سورة هود، ألآية-7.

من أهم المسائل التي شغلت بال ألأنسان منذ أن أكتسب عقله الوعي هي بداية ألعالم وألحياة بنباتاته وحيواناته وأهم من كلّ ذلك تواجد ألإنسان على ألأرض.
معظم ألشعوب لديها أسطورة أو عدد من ألأساطير تحاول الإجابة على تساؤلات ألإنسان منذ فجر طفولة ألعقل ألبشري حول بدء ألخليقة وألحياة وحتّى ألعصر ألحديث. هذه ألتساؤلات أحتلّت قسما كبيرا من ميتافيزيقيا جميع الفلسفات والأديان، وشغلت بال ألعلماء في العصر ألحديث، فألنظريات ألعلمية كنظرية ألإنفجار الكبير ونظرية النشوء والإرتقاء حلّت محل ألأسطورة ومحل ألتأمل الفلسفي وألدين.
في هذا ألبحث سنحاول ألتعرّف على أساطير ألتكوين للحضارات ألقديمة كالسومرية وألبابلية وألمصرية ألفرعونية وكذلك ما ورد في ألتوراة وألقرآن حول بدء ألخليقة وخلق ألأحياء من نبات وحيوان وألإنسان، سنلاحظ أنّ هناك تسلسل وتطوّر في هذه ألعقائد لم نكن نلحظه قبل أكتشافات علماء ألآثار ألذين نقّبوا في أرض ألرافدين وفي ارض مصر، وبذلوا جهودا جبّارة في ترجمة ألألواح ألطينية ألمسمارية ألتي تمَّ ألعثور عليها في أرض ألرافدين وكذلك في ترجمة ألكتابات ألهيروغلوفية ألفرعونية.
أساطير ألتكوين في منطقة الهلال الخصيب ومصر تنتمي إلى زمرة اساطير الميلاد ألمائي، ونلاحظ بانّ ألحالة السابقة لبدء الكون هي حالة عماء وسكون لا ينتابه تغيير وتبديل كانّه عدم، وفي لحظة معينّة هي هزّة ودمار، يعقبها بناء جديد، ينبثق ألكون من لجّة ألعماء، ويبدأ ألنظام من قلب ألفوضى عندما يقرر ألآلهة خلق ألعالم ووضع أسس ألكون والحياة.
ولكن ساعة ألخلق، هي ساعة صراع كوني شامل، فالقوى ألإلاهية ألخالقة، قوى نشطة، فعّالة، وليس ألكون والحياة وألإنسان، إلّا تعبيرا عن طاقتها ألحركية وفعاليتها الخلّاقة. ولكنّها لا تستطيع تحقيق مرادها بغير التمرّد وألثورة على آلهة ألعماء وألسكون وألفوضى وأللاتشكّل، ألتي تقف ضد هذا ألشرخ في جدار ألزمن ألساكن، ولهذا لن يتأتى ظهور العالم إلّا بإراقة ألدماء، وإنتصار آلهة ودمار أخرى، ولن تتوطد اسس الكون إلّا على أشلاء ألضحايا ألمغلوبة.

1-ألتكوين ألسومري:
إنّ دراسة ألأساطير السومرية ألمتفرقة تعطينا ألتسلسل ألأسطوري ألتالي لعملية خلق العالم وألأكوان:
1-في البدء كانت ألإله(نمو) ولا احد معها. وهي ألمياه ألأولى التي أنبثق عنها كلّ شيء.
2-أنجبت ألإله نمو ولدا وبنتا. الأول (آن) إله ألسماء ألمذكّر، والثانية (كي) آلهة ألأرض ألمؤنثة وكانا ملتصقين مغ بعضيهما وغير منفصلين عن أمهما نمو.
3-ثمَّ أنَّ (آن) تزوج (كي) فأنجبا بكرهما (أنليل) إله ألهواء ألذي كان بينهما في مساحة ضيّقة لا تسمح له بالحركة.
4-أنليل ألإله ألشاب ألنشيط، لَمْ يطقْ ذلك ألسجن، فقام بقوّته الخارقة بإبعاد أبيه آن عن أمّه كي. رفع ألأول فصار سماء، وبسط ألثانية فصارت ارضا، ومضى يرتع بينهما.
5-ولكن أتليل كان يعيش في ظلام دامس. فانجب أنليل أبنه نانا إله ألقمر، فيبدد ألظلام في السماء وينير ألأرض.
6-(نانا) إله ألقمر انجب بعد ذلك (أوتو) إله ألشمس ألذي بزّه في ألضياء.
7-بعد أنْ أَبعِدت ألسماء عن الأرض، وصدر ضوء ألقمر الخافت، وضوء الشمس ألدافيء، قام أنليل مع بقية ألآلهة بخلق مظاهر ألحياة ألأخرى.
في مطلع اسطورة سومرية تحكي عن خلق الإنسان، نعثر على إشارة لجبل السماء والأرض:
في جبل ألسماء وألارض
أنجب (آن) أتباعه ألأنوناكي
وهذا ألجبل لَمْ يكنْ ازليا، بل مخلوقا. فمن لوح آخر، مخصص لتعداد أسماء ألأنوناكي، آلهة سومر، نعرف أنَّ ألإله (نمو) وهي ألمياه ألبدئية، قد انجبت السماء وألأرض، أللتين أنفصلتا عن بعضهما. ويُشير مطلع اسطورة أخرى عرضا إلى هذا ألإنفصال فيقول:
بعد أنْ ابعدت ألسماء عن الأرض
وفصلت الأرض عن السماء
وتمّ خلق ألإنسان
وأخذ (آن) السماء
وأنفرد انليل بألأرض
أخذ ألإله (كور)* ألآلهة (أريشكيجال)** غنيمة
وفي مطلع اسطورة أخرى نقرا:
إنّ ألإله ألذي أخرج كلّ شيء نافع
ألإله ألذي لامبدّل لكلماته
أنليل ألذي أنبت ألحُبِّ والمرعى
أبعد ألسماء عن ألأرض
وأبعد ألأرض عن ألسماء
تثبت لنا هذه ألأساطير السومرية، تقاليد بقيت سائدة في الفكر الاسطوري لحضارات المنطقة والحضارات الاخرى المجاورة. ففكرة الميلاد المائي تتكرر فيما بعد في الاساطير البابلية التي تحكي عن ولادة الكون من المياه الاولى (تعامة) المقابلة ل(نمو) السومرية وفي الاسطورة السورية نجد (يم) المياه الاولى، وقد انتصر عليه ألإله بعل وشرع بعد انتصاره بتنظيم العالم، وفي الاسطورة المصرية كان رع اول إله يخرج من المياه الاولى، وهو الذي انجب فيما بعد بقية ألآلهة.
وفي الاسطورة الإغريقية نجد (اوقيانوس) هو المياه الاولى، وألإله البدئي الذي نشأ عنه الكون، وفي التوراة العبرانية ايضا نجد المياه الاولى وروح الرب فوقها قبل التكوين ( وكانت الارض خربة وخالية، وروح الرب يرف فوق وجه الماء)- التكوين-1.
وفي ألقرآن نجد وجود ألمياه ألبدئية (وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء)- سورة هود-الآية-7، وكذلك ( وجعلنا من الماء كلّ شيء حي )- سورة الانبياء-الآية-30.
وكذلك فيما يتعلّق بلقاح السماء والارض المتحدتين، والفصل فيما بينهما فيما بعد. ففي الاسطورة المصرية نجد (جيب) إله الارض المذكّر، و(نوت) الهة السماء المؤنثة في حالة اتحاد وقد تزوجا بعضهما سرا دون اذن من الاله رع. فلما علم كبير الالهة بذلك ارسل إله الهواء (شو) الذي ابعدهما عن بعض عنوة. ومنذ ذلك الوقت فالاله شو يطأ بقدميه جيب الصريع، ويرفع بذراعيه القويتين السماء نوت.
وفي الاسطورة الاغريقية نجد (جيا) الارض، الام الاولى التي كانت اول اله يخرج من العماء البدئي، تلد نظيرها اورانوس اله السماء الذي يغطيها من كلّ الجوانب، وتتحد به لتلد بقية الالهة، ثمّ يتم التفريق بينهما عنوة.
وفي الاسطورة البابلية يقوم الاله مردوخ بشطر جسد الالهة تعامة، المياه الاولى الى نصفين، فيرفع الاول سماء، ويبسط الثاني ارضا، وفي الاسطورة التوراتية، يقوم اله العبرانيين يهوه ايضا، بفصل المياه الاولى الى شطرين، رفع الاول الى السماء وبسط الثاني الذي تجمّع مياهه في جانب، وبرزت منه اليابسة في جانب آخر- سفر التكوين- الاصحاح الاول.
وفي ألقرآن نجد واقعة فصل السماء عن الارض ( أو لم ير ألذين كفروا أنّ ألسموات وألأرض كانتا رتقا ففتقناهما )- سورة ألأنبياء- ألآية 30.
ولعل النظريات العلمية الحديثة في نشاة الكون لا تبتعد كثيرا عن هذه الافكار عندما تفترض أنّ انفجارا بدئيا قد حدث في الازمنة السحيقة، نشأ عنه تبعثر الاجرام في الفراغ وابتعادها عن نقطة الانفجار، فالارض والحالة هذه كوكب قد انفصل عن مكان ما هناك في السماء.
ولقد قامت مدرسة التحليل النفسي بتفسير نظرية الميلاد المائي على أنّها انعكاس لذكرى كامنة في لاشعور الانسان عن حالة الجنين في رحم الام، حيث كان محاطا بالماء من جميع الجهات، وأنبثاقه من ثمّ عن ذلك الوسط الى العالم الجاف الخارجي، كما أنّ المدرسة تستخدم اساطير فصل السماء عن الارض لتوكيد وجهة نظرها في سيطرة عقدة اوديب، التي تشغل حيزا كبيرا من نظرية سيجموند فرويد، فالرغبة المكبوتة في لاشعور الطفل والمتعلقة بابعاد الاب والإستئثار بالام، تجد متنفسا لها في عالم الاسطورة، حيث يقوم البطل بإبعاد السماء (ألاب) والبقاء في الارض (ألأم).
*كور... هو رب ألعالم ألأسفل (عالم الموتى) في الميثولوجيا ألسومرية
**أريشكيجال... كانت إلهة ارضية تزوجها كور بعد أنْ أختطفها إلى عالمه ألأسفل لتغدو آلهة ذلك العالم وسيدته المطلقة.
مصادر البحث:
مغامرة العقل ألأولى...... فراس السوّاح
ألتوراة
ألقرآن



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آساطير ألأولين- حكايات جدتي وأسطورة أيتانا والنسر-2
- آساطير ألأولين- حكايات جدتي واسطورة أيتانا وألنسر-1
- آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-5
- آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-4
- آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-3
- آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-2
- آساطير ألأولين-1- عقائد ما بعد الموت
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-10- الانسانيات المتواز ...
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-9-المسيح
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-8- موسى
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-7 / أضحية إبراهيم
- اسألوا اهل الذكر إنْ كنتم لا تعلمون
- حوار صحفي مع ألخالق
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية / 6- عمورة وسدوم
- حوار مع قاريء حول كتاب ثورة ألشك
- المعتقدات الانسانية الحديثة- 5-الرائيلية / برج بابل
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية - 4( قصّة ألطوفان )
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية -3 ( ألشجرة ألمحرّمة )
- هل كان بعض الصحابة والتابعين لمحمّد يعلمون أنّ القرآن من تأل ...
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-2


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - آساطير ألأولين- خلق الكون